وقال السفير رياض منصور، أثناء إلقائه كلمة فلسطين فى الجلسة المخصصة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، "صور الأمهات وهن يحضن أجساد أطفالهن الساكنة.. يمسحن على رؤسهم.. يتحدثن إليهم .. ويعتذرن لهم.. هذه صور لا تحتمل.. لدي أطفال وأعلم ماذا يعني الأحفاد لعائلاتهم وأن نرى هذا الوضع يفرض على الفلسطينيين دون أن يكون لدينا قلوب تتحرك لفعل شيء .. هذا يفوق قدرة البشر على التحمل"، مشيرا إلى أن أكثر من 14 مليون فلسطيني في العالم يعانون".

بكاء مندوب فلسطين

وأضاف: "النار والجوع يلتهمان أطفال فلسطين.. لا نريد أن يعيش أطفالنا هذه المأساة وهذه الوحشية من قبل من يقولون إنهم يحاربون الهمجية".

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 54 ألفا و249 شهيدا و123 ألفا و492 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023 .

السفير رياض منصور

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس، أن حصيلة العمليات العسكرية منذ استئناف القتال في 18 مارس الماضي بلغت 3 آلاف و986 شهيدا و11 ألفا و451 مصابا، مشيرة إلى ارتقاء 67 شهيدا وإصابة 179 فلسطينيا خلال الـ24 ساعة الماضية.

خلال جلسة مجلس الأمن

من جهته، افتتح السفير الجزائرى عمار بن جامع مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، كلمته بسرد قصة مأساوية تعكس حجم الألم الذى يعيشه الفلسطينيون يوميًا، وتحدث عن الدكتورة آلاء النجار، التي غادرت منزلها في طريقها إلى عملها فى مستشفى ناصر، لتكتشف لاحقًا أنها فقدت تسعة من أبنائها في غارات الاحتلال الوحشية، وأوضح أن أصغر أبنائها لم يتجاوز عمره الستة أشهر، مشددًا على أنهم ليسوا منخرطين في أي نشاط سياسي أو عسكري، بل مجرد أطفال أبرياء قضوا على يد آلة حرب لا ترحم.

مندوب فلسطين خلال إلقاء كلمته

وتابع بن جامع بالقول، أن النساء والأطفال والشيوخ لم يعودوا مجرد ضحايا عرضيين، بل باتوا أهدافًا واضحة في الهجمات التي لا تميز بين المدنيين والعسكريين، مبرزًا بذلك نهجًا ممنهجًا في استهداف الفئات الأكثر ضعفًا.

السفير الجزائرى يعرض مأساة الفلسطينيين

وفي مشهد آخر من المأساة، سرد السفير قصة الطفلة وردة الشيخ خليل، البالغة من العمر ست سنوات، التي حاولت النجاة من قصف جوي استهدف مدرستها ومأواها الآمن. حاولت الفرار من نيران لا ترحم، ولكن النظام الإسرائيلي، حسب وصف بن جامع، يعامل الفلسطينيين جميعًا كأهداف مشروعة للإبادة. هذه القصة تمثل عينة صغيرة من مئات آلاف الحكايات الإنسانية التي تتكرر يوميًا في غزة، حيث تتحول الحياة إلى جحيم لا يُطاق.

خلال جلسة مجلس الأمن

لم يكتفِ السفير الجزائري بسرد الحكايات فقط، بل كشف عن أرقام مروعة تعكس عمق المأساة الإنسانية، حيث أشار إلى أن 18 ألف طفل فلسطيني قتلوا منذ بدء العدوان، مؤكدًا أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات جامدة، بل أرواح بريئة وأصوات مكسورة وأحلام طُمرت تحت الأنقاض، لا تزال صداها يتردد في أرجاء العالم.

مأساة غزة

وقد ندد بن جامع -في كلمته- بارتكاب الاحتلال فظائع في غزة وفلسطين، قائلا إن "ملاجئ القطاع تحوَّلت إلى أفران مشتعلة" مؤكدا أن "لا أحد يعيش في أمان بغزة، لا الأطفال ولا النساء ولا الأطباء ولا النازحون".

واختتم السفير عمار بن جامع كلمته بنداء حار للمجتمع الدولي، محذرًا من أن استمرار الصمت والتقاعس أمام هذه الجرائم يجعل من الجميع شركاء في هذه المأساة الإنسانية. ودعا إلى اتخاذ موقف فاعل ومسؤول لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية في فلسطين، ووقف آلة الحرب التي لا تميز بين الضحايا.