مرصد مينا

يعقد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة وخطة سلام مقترحة، في وقت يواجه فيه ضغوطاً متزايدة من داخل حزبه للاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية.

واتخذ ستارمر خطوة غير معتادة بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد خلال عطلة الصيف، في محاولة لتسريع الجهود الهادفة إلى إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل التحذيرات الأممية من مجاعة غير مسبوقة تهدد سكان القطاع.

ووقع أكثر من 200 عضو بالبرلمان البريطاني من تسعة أحزاب على رسالة يوم الجمعة الماضي تدعو إلى الاعتراف فوراً بدولة فلسطينية.

وكان ستارمر قد التقى، يوم أمس الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكتلندا، حيث ناقش معه ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، واصفاً الأزمة الإنسانية في غزة بأنها “مثيرة للغضب”.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن بريطانيا تعمل بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا على وضع خطة سلام جديدة، في أعقاب اتصالات جرت بين قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي.

ولم يكشف ستارمر عن تفاصيل هذه الخطة حتى الآن، لكنه شبهها في تصريحات سابقة بما أسماه “تحالف الراغبين”، في إشارة إلى الجهود الدولية الداعمة لأوكرانيا في حال وقف إطلاق النار مع روسيا.

وأوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء أن ستارمر يعتزم مناقشة الخطة المقترحة مع عدد من الحلفاء الدوليين، إلى جانب أطراف إقليمية في الشرق الأوسط.

وتستمر الحرب الإسرائيلية الدموية ضد قطاع غزة منذ ما يقرب من 22 شهراً، وسط تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وهو ما تقابله الحكومة الإسرائيلية بالرفض.

وفي ضوء تزايد التحذيرات من مجاعة تهدد سكان غزة، يطالب عدد متنامٍ من نواب حزب العمال -الذي ينتمي إليه ستارمر- بالتحرك الفوري نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، كوسيلة للضغط على إسرائيل ودفعها نحو التسوية.

ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر للأمم المتحدة يُعقد في نيويورك، حيث سيحث المجتمع الدولي على دعم حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للخروج من النزاع.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومات البريطانية المتعاقبة أكدت التزامها بالاعتراف بدولة فلسطينية “عندما يحين الوقت المناسب”، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً أو شروطاً واضحة لذلك.

وعادت هذه القضية إلى واجهة النقاش السياسي بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين وذلك بحلول سبتمبر المقبل.

ومع ذلك، لا يزال ستارمر متحفظاً على خطوة الاعتراف الفوري، مؤكداً أن تركيزه منصب على “الحلول العملية”.