في خطوة تاريخية تعكس حجم المأساة التي عاشها العراقيون خلال سنوات الإرهاب، أعلنت دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في العراق، اليوم الأحد، الشروع في فتح مقبرة الخسفة الواقعة جنوبي محافظة نينوى، والتي تعد من أضخم المقابر الجماعية في البلاد، إذ تضم رفات الآلاف من الضحايا الذين قتلوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي بين عامي 2014 و2017.
شاهد مأساوي على جرائم داعش
وأوضحت الدائرة في بيان نشر عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن المقبرة تمثل أحد الشواهد الأكثر مأساوية على جرائم التنظيم الإرهابي، إذ جرى فيها التخلص من جثامين الضحايا الذين تم إعدامهم بطرق وحشية، ما جعلها رمزًا لمعاناة نينوى خلال فترة سيطرة "داعش".
وأكد البيان أن عملية فتح المقبرة تأتي ضمن جهود وطنية وإنسانية للكشف عن مصير المفقودين وتقديم صورة واضحة لحجم الجرائم التي ارتكبها التنظيم. كما شدد على أن الموقع يمثل أبرز مواقع الإبادة الجماعية في العراق، الأمر الذي يعكس ضرورة توثيقه كدليل قانوني وتاريخي.
آلاف الضحايا في مقبرة واحدة
تُعرف مقبرة الخسفة بأنها واحدة من أكبر المقابر الجماعية في الشرق الأوسط، حيث تضم رفات آلاف العراقيين، معظمهم من المدنيين الأبرياء الذين تم استهدافهم على أساس الانتماء الديني أو القومي أو لمجرد رفضهم الانصياع لأوامر التنظيم. وتشير التقديرات إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفال، إضافة إلى عناصر من القوات الأمنية الذين وقعوا في قبضة التنظيم أثناء اجتياحه لمحافظة نينوى.
جهود وطنية ودولية
وتأتي هذه الخطوة بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إذ يجري العمل على توثيق الأدلة الجنائية بدقة لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم أمام المحاكم المحلية والدولية. كما أكدت السلطات العراقية أن عملية فتح المقبرة وإخراج الرفات ستتم وفق معايير علمية دقيقة لضمان التعرف على الضحايا وإعادتهم إلى ذويهم.
رسائل إنسانية لأهالي الضحايا
إعادة فتح المقبرة تحمل رسائل إنسانية قوية لعائلات الضحايا الذين ما زالوا يبحثون عن مصير أحبائهم منذ سنوات. فبعد صمت طويل وظروف مأساوية، تأتي هذه الخطوة لتعيد الأمل في إمكانية التعرف على هوية المفقودين وإنهاء حالة الانتظار القاسية التي عاشتها آلاف الأسر.
العراق يوثق ذاكرته المؤلمة
ويرى مراقبون أن فتح مقبرة الخسفة لا يمثل مجرد عملية انتشال رفات، بل هو توثيق رسمي لذاكرة مأساوية عانى منها العراقيون، ورسالة واضحة بأن جرائم الإرهاب لن تُنسى، وأن العدالة ستأخذ مجراها مهما طال الزمن. كما يشكل هذا الإجراء جزءًا من مساعي العراق لترسيخ مفهوم العدالة الانتقالية وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.
بفتح مقبرة الخسفة، يكون العراق قد خطا خطوة كبيرة نحو كشف حقيقة جرائم تنظيم داعش وتكريم الضحايا بإعادتهم إلى ذويهم، في مشهد يؤكد أن الذاكرة الوطنية لا تموت، وأن العدالة مهما تأخرت ستظل مطلبًا لا يسقط بالتقادم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.