مرصد مينا

أفادت مصادر سورية وفرنسية، أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى أمس الثلاثاء في باريس بوفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمير، لمناقشة عدد من الملفات المتعلقة بـالجنوب السوري وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الاجتماعات تجري بوساطة أميركية، وتركزت على عدة نقاط أساسية، منها خفض التصعيد، ضمان عدم التدخل بالشأن الداخلي السوري، التوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.

كما تناول الاجتماع إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الموقعة عام 1974، والتي أُنشئت بموجبها منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة.

ويعد هذا اللقاء الثاني بين الجانبين في العاصمة الفرنسية خلال أقل من شهر، بعد اتفاقهما في 24 يوليو الماضي على مواصلة المحادثات عقب فشل التوصل إلى اتفاق نهائي لتخفيف التوتر في جنوب سوريا.

وتأتي هذه المحادثات على خلفية اشتباكات دامية الشهر الماضي في محافظة السويداء بين مقاتلين من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية سنية والقوات الحكومية، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، وتدخلت إسرائيل عبر غارات جوية لمنع ما وصفته بـ”محاولة قتل جماعي للدروز”.

وأوضح دبلوماسي فرنسي مقرب من وزير الخارجية جان نويل بارو، أن الاجتماع جاء بوساطة أميركية وبحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك.

وأضاف أن هذه الخطوات تندرج في إطار دعم باريس للحوار بين دمشق وتل أبيب وإقامة علاقات حسن جوار، وهو عامل مهم لتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما يتماشى أيضاً مع التزامات فرنسا في المؤتمر الدولي حول حل الدولتين في نيويورك أواخر يوليو الماضي.

وفيما يخص مفاوضات محتملة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اكتفى المسؤول الفرنسي بالإشارة إلى أن باريس تلعب دور الوساطة بين دمشق و”قسد” شمال شرقي البلاد بدعم أميركي، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وشهد الاجتماع حضور الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، قبيل اللقاء الثنائي بين الشيباني وديرمير، ما يمثل أرفع تواصل دبلوماسي بين سوريا وإسرائيل منذ 25 عاماً.