قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، إن القوى الاستعمارية القديمة ما تزال تحاول فرض سيطرتها على إفريقيا بطرق مختلفة.

وأضاف قيس سعيّد في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح الدورة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية بالجزائر، أن تلك القوى تريد فرض السيطرة عبر التحكم في موارد إفريقيا الطبيعية وتعطيل كل المبادرات الرامية إلى بناء قارة متماسكة وقادرة على توفير مقومات الحياة لشعوبها.

وشدد على أن القارة الإفريقية ما تزال تعاني من محاولات الهيمنة والتقسيم رغم ما تمتلكه من ثروات وإمكانات تؤهلها لتكون قوة وفاعلا أساسيا على الساحة الدولية.

وأشار الرئيس التونسي إلى أن الإنسانية اليوم بأمسّ الحاجة إلى نظام دولي يقوم على قيم جديدة ويضع حدا للحروب والانقسامات، ويكفل العدالة والحرية لكل الشعوب بعيدا عن منطق السيطرة والهيمنة.

إلى ذلك، أكد قيس سعيد أن المشروع الذي تعمل عليه تونس وعدد من الدول الإفريقية لا يتعلق بقطاع بعينه بل بمستقبل القارة الإفريقية والإنسانية جمعاء.

وأوضح أن هذا المشروع الحضاري لا يقتصر على التجارة أو البنية التحتية أو الفلاحة أو التكنولوجيا الحديثة أو الخدمات، وإنما يقوم على رؤية شاملة ومتكاملة تستند إلى أفكار ومفاهيم جديدة تصنعها إفريقيا لنفسها وبإرادتها.

وذكر أن القارة الإفريقية في حاجة اليوم إلى أن تنهض بإمكاناتها الذاتية وتبني مستقبلها بعيدا عن منطق الهيمنة الاستعمارية أو أي شكل من أشكال التراتبية بين الدول مع الانفتاح على التعاون مع الشركاء الدوليين وفق ما يخدم مصالح شعوبها.

وبين أن التحدي الحقيقي يتمثل في تحويل هذه الإمكانات إلى مشاريع عملية تحقق التنمية والعدالة الاجتماعية وتفتح آفاقا جديدة للأجيال القادمة.