تتصدر مصر عناوين الأخبار من جديد، فبعد الشائعات التي انتشرت حول اختيار مسلسل "اللوتس الأبيض" القاهرة موقعاً لموسمه الرابع المرتقب، أصبحت مصر الآن في صدارة عالم الموضة الراقية، كشفت دار جاكيموس Jacquemus عن أحدث حملاتها الإعلانية "La Croisière"، وهي عبارة عن تكريم مشمس وبطيء لجمال مصر الخالد.

في حملة ربيع وصيف 2025، يُحوّل جاكيموس السفر إلى تجربة حسية وتأملية، من خلال رؤيته الإبداعية في "لا كرواسير"، التي تولّى تصويرها المصور المصري الشاب محمد شريف والعارضان أنجلينا كيندال ومحمد حسن، وتم التقاط صورها بعدسة المصور والمخرج المصري محمد شريف، تنطلق رحلة هادئة من النيل وضفافه الخصبة إلى أهرامات الجيزة الشاهقة.

بمجرد النظر إلى الصور، يدرك المشاهد أنها ليست مجرد عرض لأزياء موسمية، بل سرد بصري حالم لرحلة على ضفاف النيل، حيث تتوقف اللحظة بين التأمل والتوثيق، وتُصبح الطبيعة المصرية بطلًا موازيًا للأزياء.

رحلة مصرية بين النيل والصحراء

1. تسير عارضة الأزياء أنجلينا كيندال ومحمد حسن كشخصين من عالمٍ آخر، يتنقلان بين خصوبة النيل وصرح الصحراء، في إيقاعٍ يشبه حركة الشراع مع الريح، أو انحناء الكتان مع تيار الماء.
2. الصور تتنفس بهدوء، وكأن الزمن يتوقف لبرهة، بينما تذوب أشجار النخيل في ضبابٍ كهرماني، مخلّفةً وراءها إحساسًا بالحنين إلى ماضٍ جميل.

رواية صامتة بالضوء والظل

1. بطولة أنجلينا كيندال ومحمد حسن، تأخذنا الحملة في رحلة بصرية هادئة، حيث يسير الزمن بخفة، وتُصبح التفاصيل الصغير، كقميص يرفرف في الريح أو فستان يلامس سطح الما، لغة شعرية نابضة بالحياة.
2. تتلاشى الحدود بين العارض والبيئة المحيطة به؛ ففي هذه الصور، لا يُستعرض الجسد، بل يتناغم مع عناصر الطبيعة: الريح، الماء، الضوء، والرمل.
3. عدسة شريف لا تكتفي بنقل المكان، بل تلتقط روحه، من الدلتا الغنّاء إلى رمال الجيزة الذهبية، تظهر المناظر كلوحات مرسومة بدقة مثل نخيل يُلقي بظلاله على الأقمشة، أهرامات تبرز في الخلفية، وقوارب فلوكة تقطع صفحة النهر الهادئة، لأزياء تنتمي إلى هذه الأرض، تتكامل معها دون تكلف، وكأنها وُلدت فيها.

البساطة كرفاهية

1. تُجسد الحملة فلسفة جاكيموس في الجمال البسيط المتجذر في الأرض. أقمشة الكتان والقطن، الألوان الهادئة مثل الكريمي والبيج والوردي المغبر، والتصاميم الفضفاضة التي تمنح الجسم حرية الحركة.
2.  كلها تشكّل هوية المجموعة، العارضات بأقدامهن الحافية، والأحذية الإسبادريل المسطحة، يبدين كمسافرات بلا وجهة، يحتفين بسكون اللحظة وجمالها الفطري.
3. الأناقة هنا ليست صاخبة، بل ناعمة، ملموسة، وشبه عفوية، هي استمرارية للرؤية التي بدأها جاكيموس في عرضه لربيع وصيف 2025، حيث استُبدلت الحركة المتسارعة بهدوء يستبطن الحنين والبساطة والارتباط بالطبيعة.

إضاءة طبيعية وحكاية بلا كلمات

1. على عكس الحملات التي تفرط في السرد، تختار "لا كرواسير" أن تكون لوحةً مزاجية، حيث الضوء هو البطل الخفي، محمد شريف يلتقط تفاصيل القماش (قطن، كتان، صوف) بأشعة الشمس التي تمنحها عمقًا ناعمًا، بينما تختفي الدعائم لصالح إيماءات بسيطة ولحظات صادقة، والنتيجة تقدم صور تحمل إنسانية فورية، كأنها لحظات مسروقة من حياةٍ أخرى.

بين السفر والسينما

1. لا تحمل "لا كرواسير" حبكة تقليدية أو سردًا مباشرًا، هي ليست إعلانًا بقدر ما هي حالة مزاجية، فصل من دفتر يوميات رحّالة، أو مشاهد سينمائية من فيلم لم يُنتَج بعد، الصور تنبض بلحظات خافتة وعميقة، الزفير بعد يوم طويل تحت شمس الجنوب، الهدوء الذي يسبق الليل، والرغبة في التوقف وتذوّق اللحظة.
2. الألوان المختارة، من الأزرق النيلي إلى الذهبي الغسقي، تُضفي على الحملة طابعًا حسيًا وزمنياً، وكأن الزمن يتباطأ أمام عدسة شريف، لا يمكن تحديد زمن دقيق لهذه الرحلة، فهي تتجاوز الحاضر، وتُحاكي لحظة خالدة في الذاكرة.

أزياء جاكيموس: بين البساطة والأناقة العابرة للزمن

تصاميم المجموعة تعكس فلسفة سيمون بورت جاكيموس في الجمع بين الحسية العفوية والأناقة المُرتاحة:

• سترات مُفصّلة: بقصات نظيفة تلامس الجسد برقة.
• فساتين خفيفة: تتهادى مع النسيم، كأنها صفحات من بطاقة بريدية قديمة تحمل عبق الماضي.
• أحذية بسيطة: (نعال مكشوفة أو إسبادريل) تمنح الأسبقية للقماش، مؤكدةً على الراحة والأناقة غير المتكلّفة.

القطع تُحاكي دفء الذكريات، لكنها تظل حديثة بدقة قصّتها، وكأنها جسر بين الماضي والحاضر.

Ode للحركة البطيئة

1. "لا كرواسير" ليست فقط حملة أزياء، بل Ode للحركة البطيئة، للارتباط بالأرض، ولحالة من التأمل الداخلي، تعيد جاكيموس من خلالها تعريف الفخامة كأن تكون حرًا، بسيطًا، وصادقًا. الأزياء لا تفرض نفسها، بل تدعو إلى الشعور بها، إلى العيش بها، والتجوّل بها عبر العالم.
2. إنها رسالة بصرية عميقة، تحاكي التوق إلى الانفصال عن الزحام، وإعادة الاتصال بالزمن الطبيعي والبسيط، حيث لا بداية أو نهاية، بل فقط الحضور.

وعد الضوء الأخير

1. تترك الحملة المشاهد على ذلك الخط الرقيق بين الواقع والحلم، حيث كل صورة تُغري بالسؤال: هل هذا ذكرى أم بشرى بما سيأتي؟ الضوء الذهبي الذي يغسل المشاهد في اللقطات الأخيرة ليس مجرد إضاءة، بل وعدٌ بجمالٍ قادم، يحمله آخر أثر لنهارٍ مصريّ دافئ.
2. هكذا، تنجح جاكيموس في تحويل ربيع 2025 إلى رحلةٍ حالمة، حيث الأزياء ليست مجرد قطعٍ تُرتدي، بل قصصٌ تُحكى بالضوء والنسيج.