في دورته الثامنة والسبعين، لم يكن مهرجان كان السينمائي 2025 مجرد منصة لعرض أحدث إنتاجات السينما العالمية، بل تحول كعادته إلى عرض استثنائي للموضة الراقية. ورغم فرض المهرجان هذا العام قواعد جديدة صارمة للباس، حدت من الفساتين الكاشفة والذيل الطويل المبالغ فيه، إلا أن المدونات والمؤثرات العربيات أثبتن قدرتهن على التألق بإطلالات أنيقة ومبتكرة تحاكي الذوق العالمي وتحترم البروتوكول.

مرمر: فخامة بتوقيع سعودي

لفتت المدونة الكويتية مرمر الأنظار بإطلالة ملكية حملت توقيع المصممة السعودية نور الظاهري. اختارت فستاناً أبيض مصنوعاً من الكريب الحريري، زُيّن بتطريزات دقيقة من اللؤلؤ والكريستال، وترافق مع كاب طويل مرصّع بالورود اليدوية، ما أضفى طابعاً دراماتيكياً أنيقاً دون أن يتجاوز قيود الذيل. أما تسريحتها الريترو الكلاسيكية ومكياجها الهادئ، فقد عزّزا من رُقي الإطلالة التي أُكمِلت بمجوهرات من الألماس من علامة إيطالية عريقة.

كارن وازن: أنوثة هادئة

المؤثرة اللبنانية كارن وازن اختارت فستاناً زهرياً ناعماً من الحرير، تميّز بتصميمه البسيط ذي القَصّة المستقيمة، وذيل صغير من المخمل الأسود أضاف لمسة راقية. نسّقت معه تسريحة شعر مرفوعة بعناية ومكياج ناعم يبرز ملامحها، فيما حمل التصميم توقيع دار سكياباريللي الفرنسية، لتعكس الإطلالة مزيجاً متقناً من البساطة والترف.

لمى العقيل: إشراقة ذهبية

تألقت الإعلامية السعودية لمى العقيل على السجادة الحمراء بأناقة لافتة، حيث ظهرت بفستان ذهبي لامع مصنوع من قماش اللاميه. تميز التصميم بتفاصيله المبتكرة عند الصدر، حيث برزت الكشاكش الواسعة، فيما حافظت التنورة الطويلة المستقيمة على انسيابية تناسب معايير المهرجان. اختارت لمى تسريحة شعر مرفوعة ومكياجاً دافئاً بلون الذهب، ما أضفى على حضورها طابعاً فاخراً متوازناً.

جيسيكا قهواتي: بساطة الماس

العارضة والإعلامية اللبنانية جيسيكا قهواتي أثبتت أن الأناقة لا تحتاج إلى تعقيد، حيث ارتدت فستاناً أبيض ضيقاً من تصميم جورج شقرا. التصميم جاء بلمسات لامعة راقية عند الياقة والصدر، فيما أكملت جيسيكا إطلالتها بعقد ماس ضخم من تصميمها الخاص تزيّنه قطعة زمرد نادرة، ما منحها لمسة من الترف المميز دون مبالغة.

نيما بيناتي: جرأة راقية

برزت المدونة  نيما بيناتي بفستان استثنائي من تصميم إيليو أبو فيصل، اختارته بلون البرغندي الغني، وجاء مصنوعاً من الجلد النباتي والساتان، مع كورسيه علوي وتنورة درابيه مهيبة تنتهي بذيل متماسك. الإطلالة جمعت بين الجرأة والرقي، وعبّرت عن أسلوبها الفريد الذي يدمج الحداثة بالأصالة في التصميم.

مرام زبيدة: تنوّع في الأناقة

لم تكتفِ المدونة الأردنية مرام زبيدة بإطلالة واحدة خلال المهرجان، بل قدّمت تنوّعاً لافتاً. ظهرت أولاً بفستان وردي ناعم من الساتان مزين بالورود الحمراء، حمل توقيع المصممة سلمى عثمان، وعبّر عن رقة أنثوية حالمة. أما في إطلالتها الثانية، فاختارت تصميماً دراماتيكياً من طوني ورد، جاء بلون نيلي معدني ومطرزاً بالكامل ليحاكي بتلات الورود أو أصداف البحر. كل إطلالة تميزت بطابع مختلف عكس أناقة مدروسة واحترافية في اختيار الأزياء.

حضور عربي يفرض نفسه

أثبتت هذه الإطلالات أن المدونات والمؤثرات العربيات بتن يشكلن عنصراً أساسياً في مشهد الموضة العالمي، ليس فقط عبر اختيارهن المدروس للأزياء، بل أيضاً من خلال التعاون مع مصممين عرب قدموا إبداعات راقية تليق بمستوى الحدث.

وقد أكدت مجلتا فوغ وهاربر بازار النسختين العربيتين أن السجادة الحمراء في كان هذا العام حملت بصمة عربية واضحة، تمثلت في تصاميم سعودية ولبنانية وأردنية ومصرية، وهو ما يعكس اتساع النفوذ العربي في عالم الأزياء العالمية.

وبين الأقمشة الفاخرة والتطريزات الدقيقة والتسريحات الراقية، لم يكن الظهور العربي مجرد مشاركة شكلية، بل مشاركة واثقة تُعيد رسم صورة المرأة العربية في ساحات الجمال العالمية، حيث الحضور أنيق، والتأثير ملموس، والهوية حاضرة بكل فخر.

 قواعد مهرجان كان 2025

في مهرجان كان السينمائي لعام 2025، تم تطبيق قواعد جديدة صارمة على إطلالات الحضور في السجادة الحمراء، تركزت بشكل أساسي على المحافظة على الأناقة والاحتشام مع تسهيل حركة الضيوف. حرص المنظمون على منع ارتداء الفساتين الشفافة أو التي تكشف أجزاء كبيرة من الجسم، وذلك حفاظًا على صورة المهرجان الراقية، كما تم منع الفساتين ذات الذيول الطويلة أو التصاميم الضخمة التي قد تعيق تنقل الضيوف أو تجعل الجلوس داخل القاعات صعبًا.

بالإضافة إلى ذلك، بقيت قواعد اللباس الرسمية صلبة، حيث يُطلب من الرجال الالتزام بارتداء التوكسيدو أو البدلات الرسمية، بينما يُشجع النساء على اختيار فساتين سهرة أنيقة أو بدلات رسمية متقنة. لكن من جانب الراحة، تم السماح بارتداء الأحذية المسطحة أو ذات الكعب المنخفض، كاستثناء جديد يهدف إلى جعل التنقل على السجادة الحمراء أكثر سهولة دون التفريط في الطابع الفخم للإطلالات. تأتي هذه القواعد لضمان ظهور الحضور بأناقة ملفتة مع مراعاة الراحة والتنقل، مما يعكس تطورًا في توجهات المهرجان نحو دمج الجمال والعملية.