في عرضٍ ساحر يُجسّد الترف الأنثوي والأسطورة المعاصرة، كشف المصمم اللبناني زياد نكد عن مجموعته هوت كوتور خريف وشتاء 2025-2026 تحت عنوان "كنز"، ضمن أسبوع باريس للهوت كوتور.

حملت التصاميم وهجًا من الماضي وومضات من المستقبل، وكأنها آثارٌ خالدة أُعيد اكتشافها لتروي حكاية فخامةٍ لا تنطفئ، وسط أجواء قصر لبناني عتيق، استحضر المصمم روح الأساطير الشرقية وفنون التطريز الفاخرة ليصوغ مجموعةً تُحاكي الحلم، حيث التقت الحِرفية الرفيعة بالرؤية الشعرية لتقديم فساتين تحاكي الكنز الحقيقي للمرأة: قوتها ورقتها وأناقتها.

إرثٌ مكتشف بلغة الكوتور

1. لم تكن مجموعة "كنز" مجرّد عرض أزياء، بل رحلة عبر الزمن، استحضر نكد فكرة الكنوز المدفونة، وقطع التراث المنسية، ليقدّم تصاميم بدت كأنها أُعيد اكتشافها بعد قرون.
2. زخارف معدنية، دبابيس قديمة، وأحجار كريستالية تناثرت بانسيابية مدروسة على سطح الفساتين، شكلت زخرفة نابضة بالحياة، التفاصيل لم تكن مجرد زينة، بل رموزًا لحقبٍ ماضية، متخيّلة ومنسوجة بخيوط الذهب والفضة.

تناغم القوة والرقة

1. في مجموعة "كنز"، أبدع زياد نكد في خلق معادلة بصرية تُجسّد ازدواجية الأنوثة، حيث تلتقي القوة بالرقة دون تناقض، جاءت التصاميم محمّلة بهيكلية صارمة من خلال الكورسيهات المشدودة والخطوط المحددة، لتُعبّر عن حضورٍ أنثويٍّ واثق.
2. وفي المقابل، قدم الأقمشة الناعمة كالحرير والموسلين والتول بانسيابية حول الجسد، مانحة التصاميم خفةً حالمة، لم تكن هذه التوليفة وليدة التزيين فحسب، بل رؤية عميقة لأنوثة تتقن فرض حضورها بصمت، وتُثبت أن الرقة لا تلغي القوة، بل تُعزّزها.

لوحة ألوان فاخرة 

1. تنوعت لوحة الألوان بين الدرجات الداكنة والعميقة كالزمردي والبورجوندي والنبيذي، ودرجات الأنثوية الناعمة كالوردي الغامق، والعاجي المضيء، ما منح التصاميم بعدًا بصريًا غنيًا. الألوان لم تكن مجرد خلفية، بل كانت عنصرًا تعبيريًا بحد ذاته، يُعزز قصة كل فستان ويُبرز تطريزاته المعقدة وشخصيته المستقلة.
2. نسج زياد نكد في هذه المجموعة لوحة ألوان درامية آسرة، تعكس حسًا سرديًا عميقًا بالأسطورة والذاكرة، هيمنت الظلال الداكنة والمشبعة، كالأخضر الزمردي الغني، والعنّابي البرغندي العتيق، والوردي الغامق الذي يحمل بين طبقاته همسًا من الرومانسية الغامضة.
3. أضيفت لمسات من الذهبي الباهت والفضي المتوهج لتُحاكي بريق الكنوز المدفونة والمجوهرات القديمة، لم تكن الألوان مجرد خلفية، بل عنصرًا تعبيريًا بحد ذاته، يُضفي على كل إطلالة بُعدًا عاطفيًا خاصًا، ويُعزّز الإحساس بأن كل فستان هو قطعة فنية تنتمي لعالمٍ ساحرٍ لا يزول.

مجوهرات ترتديها الأجساد

1. في مجموعة زياد نكد هوت كوتور خريف وشتاء 2025-2026، لم تكن الفساتين مجرّد أزياء راقية، بل بدت وكأنها مجوهرات حيّة تلتفّ حول الجسد. كل قطعة جاءت مرصّعة بتطريزات دقيقة وكريستالات لامعة وأزهار معدنية أشبه بالتحف، صُمّمت بحرفية متقنة تُشبه صياغة المجوهرات الرفيعة.
2. التفاصيل الزخرفية، من وميض الأحجار إلى خيوط الذهب والفضة المطرزة، حوّلت القماش إلى سطح ثمين ينبض بالرقيّ، وكأن كل فستان يروي قصة كنزٍ ثمينٍ أُعيد اكتشافه من الأساطير. لقد ذابت الحدود بين الموضة والمجوهرات، لتصبح التصاميم نفسها كنوزًا تُرتدى، لا تُقتنى.

عرض يروي أسطورة

1. وسط أجواء قصر لبناني عتيق، بُعثت في أرجائه ذكريات المجد والحنين، قدّم زياد نكد عرضه بأسلوب سينمائي شاعري، جمع بين الدراما والبذخ، بين الماضي العريق والحاضر المترف.
2. جاءت منصة العرض كأنها مشهد من فيلم تاريخي، حيث أطلت العارضات كأميرات من كتاب أساطير منسيّ، يسرن وسط أطلال الزمن بوقارٍ وبهاء، يحملن على أكتافهنّ قصص حضارات قديمة تُروى بلغة الخيوط والبلّورات.

تناغم القوة والرقة

1. في مجموعة "كنز"، أبدع زياد نكد في تجسيد ثنائية متناقضة بانسجام فريد: القوة والرقة، فبينما برزت القصّات المنحوتة والبُنى الصارمة في بعض التصاميم، حضرت الأقمشة الشفافة والانسيابية – من التول والموسلين، لتُلطّف الهيكل الصلب وتمنحه شاعرية خفية.
2. بدت التصاميم كأنها دروع نسائية مرصّعة بالضوء، تحيط الجسد وتحتضنه، لكنها تظلّ خفيفة كأنها نسج حلم، هذه الثنائية الذكية بين القوة الهندسية والنعومة الحالمة أكدت قدرة المصمم على التعبير عن أنوثة معاصرة لا تخشى الصلابة، بل تتبنّاها لتكشف هشاشتها بأناقة راقية.

مجوهرات ترتديها الأجساد

1. لم تكن الفساتين مجرد أزياء، بل بدت كمجوهرات فنية ضخمة تُحتفى بها الأجساد، تناثرت الكريستالات والتفاصيل المعدنية فوق الأقمشة كأنها أحجار كريمة خُلقت خصيصًا لتتبع انحناءات الجسد.
2. في كل حركة للعارضة، كان الضوء يرتد من الخرزات والتطريزات ليكشف عن طبقات من الفخامة المخفية، مؤكّدًا أن في هذه المجموعة لا ترتدي المرأة مجوهرات، بل تتحوّل هي إلى قطعة فنية نادرة.

كنز من الخيال والحرفة

1. اختتم زياد نكد العرض بفستان زفاف فخم يُجسّد كل عناصر المجموعة في تصميم واحد. الفستان، المصنوع من طبقات التول الشفافة والمطرز ببلّورات متلألئة، بدا كضوء القمر حين يلامس الرخام. زُيّن الفستان بطرحة طويلة تنسدل بانسيابية حالمة، تُضفي عليه هالة أثيرية تجعل من العروس تجسيدًا للأسطورة، لا فقط لحكاية حب.
2. بمجموعة "كنز"، أثبت زياد نكد مجددًا أن الأزياء الراقية ليست مجرد خياطة فاخرة، بل فنٌ بصريٌّ قادر على تحويل الجمال إلى أسطورة، لقد حوّل نكد عناصر من التاريخ، والأساطير، والذاكرة، إلى تصاميم تنبض بالحياة، فبدت كل إطلالة وكأنها كشفٌ أثريّ ثمين، لا يُقاس فقط بالحرفية، بل بالإحساس العميق الذي تتركه في النفس.