في عرضٍ مفعم بالفخامة والرمزية، قدّم المصمم السوري رامي العلي مجموعته لخريف وشتاء 2025-2026 ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية Paris Couture Week، ليحقق بذلك إنجازًا جديدًا يتمثل في إدراج عرضه لأول مرة ضمن التقويم الرسمي للهوت كوتور.

حملت المجموعة عنوان "حراس النور"، وجاءت كتجسيد لرؤية العلي التي تمزج بين الإرث السوري العريق ورؤيته المستقبلية، محتفيةً بالتجدد والأمل، ومقدمةً تصاميم تعكس الحرفية الرفيعة والهوية الثقافية بأسلوب عصري يخاطب العالم.

"حراس النور": فلسفة التجدد والأمل

1. جاء عنوان المجموعة "حراس النور" كترجمة بصرية لفلسفة رامي العلي في المزج بين الإرث العريق ورؤية المستقبل، استلهم المصمم الفكرة من قدرة الضوء على اختراق العتمة، ليعكس روح التجدد والأمل التي تسكن مشروعه الإبداعي.
2. كل تصميم في العرض حمل في طياته رسالة رمزية، حيث مثّلت درجات الأزرق الهادئ صفاء الروح، والذهبي المشرق شعاع الأمل، فيما أضفى الأسود العميق لمسة من القوة والثبات. كانت المجموعة بمثابة احتفاء بالاستمرارية والنهضة، ودعوة للحفاظ على التراث الحرفي السوري وإعادة تقديمه بلغة عالمية عصرية.

إبداعات تنبض بالحرفية

1. أبهرت المجموعة الحضور بتفاصيلها الحرفية الدقيقة، برز فستان ديفوري مخملي منسدل من قماش الأورجانزا المبطّن، يفيض بالرقي والأنوثة، إلى جانب ثوب ذهبي مهيب صُنع من خيوط حريرية طويلة منسوجة بزخارف هندسية، مستوحاة من ألواح المشربية التقليدية.
2. كما تميزت المجموعة بسترة منحوتة مطرزة بتفاصيل حبلية، منسقة مع بنطال أنيق، حيث كشفت الطيات الجانبية غير المتماثلة عن زخرف ذهبي لامع يحاكي فسيفساء البيوت الدمشقية.

استلهام التراث السوري

1. ركزت المجموعة على إحياء التراث الثقافي السوري، مع لمسات حداثية جعلته أكثر قربًا من أذواق الجيل الجديد، استعان العلي بقطع مصنوعة من شظايا الأورجانزا المقطوعة يدويًا والمزينة بورق الذهب، ليعيد إلى الأذهان مهارة الحرفيين السوريين.
2. في هذا الإطار، واصل المصمم تعاونه مع المجلس الحرفي السوري لضمان الاعتراف العالمي بهذه الحرف التي تشكل جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية.

رؤية نحو المستقبل

1. تعكس المجموعة مسار رامي العلي نحو مستقبل تُجسّد فيه الأزياء الراقية مزيجًا من الهوية الثقافية والابتكار العصري. فبالنسبة للمصمم، الموضة ليست مجرد مظهر خارجي بل حوار مستمر بين الماضي والحاضر، يتيح إبراز الحرفية السورية بلغة يفهمها العالم.
2. من خلال تركيزه على الاستدامة وتطوير مهارات الحرفيين المحليين، يسعى العلي إلى خلق منصة تتيح للأجيال الجديدة أن ترى في الأزياء أداة لإحياء التراث وإعادة تقديمه بشكل يعكس طموحاتهم العصرية، المجموعة كانت بمثابة وعد بمستقبل مشرق، حيث تتلاقى الجذور العريقة مع الابتكار لصناعة إرث جديد للأزياء الراقية

احتفاء بالأمل والجمال

1. جاء عرض رامي العلي في أسبوع باريس للأزياء الراقية كلوحة تحتفي بـالأمل والجمال في أبهى صورهما. فقد نجح المصمم في تقديم مجموعة تُجسد قوة الضوء وسط العتمة، وتعيد الاعتبار للحرفية السورية العريقة في إطار عالمي معاصر.
2. كل إطلالة في العرض كانت حكاية عن الجذور التي لا تنطفئ وعن الإبداع الذي لا يعرف الحدود، مؤكدةً أن الموضة الراقية قادرة على حمل رسائل إنسانية وثقافية تتجاوز حدود الزمان والمكان.

رؤية نحو السنوات القادمة

1. يرى رامي العلي السنوات المقبلة كمرحلة لترسيخ حوار دائم بين التراث والابتكار، حيث تصبح الأزياء الراقية مساحة لإبراز الحرفية السورية بروح عصرية تستجيب لمتطلبات المستقبل، يخطط العلي لتوسيع تعاونه مع الحرفيين المحليين، مع التركيز على الاستدامة وإعادة إحياء الفنون التقليدية بأساليب حديثة تحاكي الجيل الجديد.
2. بالنسبة له، كل مجموعة هي خطوة نحو بناء إرث عالمي يعكس الهوية الثقافية بلمسة عصرية، ليؤكد أن الجمال الأصيل قادر على عبور الحدود وصناعة مستقبل مشرق للموضة الراقية.

إرث يستمر وإلهام للأجيال

1. تُجسد مجموعة رامي العلي لخريف وشتاء 2025-2026 رحلة مستمرة في حفظ التراث وإلهام الأجيال القادمة. من خلال إحياء الحرف اليدوية السورية وإعادة تقديمها بأسلوب عصري، يرسّخ العلي فكرة أن الأزياء الراقية يمكن أن تكون جسرًا يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل
2. فلسفته تقوم على تمكين الحرفيين المحليين وتقديم إرث ثقافي غني بطريقة تخاطب العالم، لتصبح كل قطعة في المجموعة شهادة على استدامة الجمال وديمومة الإبداع، وتفتح الباب أمام جيل جديد من المصممين ليستلهموا من جذورهم ويبتكروا لغتهم الخاصة.

ردود فعل النقاد والجمهور

1. لاقى عرض رامي العلي استحسانًا واسعًا من النقاد وعشاق الموضة، الذين أشادوا بـالتوازن المثالي بين الأصالة والابتكار، واعتبر كثيرون أن إدراج المصمم السوري ضمن جدول عروض الأزياء الراقية الرسمي في باريس يمثل انتصارًا للإبداع العربي ورسالة أمل لبلده الأم.
2. وصف بعض النقاد المجموعة بأنها "رحلة شاعرية في عوالم النور والظل"، بينما اعتبرها آخرون "دعوة لإعادة اكتشاف الإرث السوري من منظور عالمي".

اختتم رامي العلي عرضه برسالة بصرية تؤكد أن الجمال والأمل لا يعرفان حدودًا. جاءت مجموعته لخريف وشتاء 2025-2026 تجسيدًا لمسيرته الإبداعية الممتدة على مدار 25 عامًا، احتفاءً بالحرفية السورية وبالقدرة على إعادة صياغة التراث بروح حديثة، وبينما ينظر العلي إلى المستقبل بثقة، يبقى هدفه الأسمى إلهام الأجيال الجديدة وصناعة إرث عالمي للأزياء الراقية، حيث يلتقي الضوء بالظل ليحكي قصة هوية لا تنطفئ.