منذ تأسيسها، لطالما ارتبط اسم شانيل Chanel بالأناقة الباريسية والابتكار الجريء الذي يتجاوز حدود الموضة التقليدية، وبينما تستمر الدار في بناء إرثها بعد رحيل كارل لاغرفيلد، تبرهن من جديد على قدرتها في مزج الحنين بالمستقبل، والرمزية بالعملية، والترف بالمرح.

في مجموعة Chanel ما قبل خريف 2025، تعود شانيل لتخاطب قلوب عشّاقها، ليس فقط بإبداعات جديدة، بل بعودة تلك "روح شانيل" التي تجمع بين الخيال، التفرد، والذكاء الإبداعي في أدق التفاصيل، من الحقائب التي تتحول إلى قطع فنية، إلى لمسات استوديو الدار التي تبشّر ببداية واعدة لموسم غني بالتجدد والإلهام

الحقائب الموسمية: توقيع أيقوني متجدد

1. على مدى أكثر من عقدين، أصبحت الحقائب الموسمية من أبرز علامات عروض دار شانيل، وتحوّلت إلى عناصر مُنتظرة بشغف بين عشّاق العلامة في جميع أنحاء العالم.
2. وقد يعود الفضل في هذا التقليد الساحر إلى كارل لاغرفيلد، المدير الإبداعي الراحل، الذي جعل من كل مجموعة عرضًا بصريًا متكاملاً، يحمل فكرة مُحددة تتغلغل في الأزياء والإكسسوارات على حدّ سواء.

فلسفة كارل: الفكرة أولاً

1. كان لاغرفيلد مهووسًا بالمفهوم، حيث اختار لكل عرض ثيمة معينة، لا تقتصر على المنصة والملابس فحسب، بل تمتد لتشمل الحقائب التي سرعان ما أصبحت قطعًا مميزة تُخلّد الفكرة في قالب عصري قابل للارتداء، من هنا، ظهرت حقائب مبتكرة ومجنونة في بعض الأحيان، لكنها كانت دومًا حديث الموسم.

2. لطالما آمن كارل لاغرفيلد بأن الموضة ليست مجرد ملابس تُرتدى، بل فكرة تُروى، كان يؤمن أن كل مجموعة يجب أن تبدأ بمفهوم واضح، يتغلغل في كل تفصيلة، من القصّات إلى الإكسسوارات، وصولًا إلى الحقائب.

3. لم تكن الحقائب في عروضه مجرد إضافات، بل أدوات سرد بصري تُجسّد موضوع العرض وتعزّز رؤيته، بهذه الفلسفة، حوّل كارل العرض إلى قصة كاملة تُحكى على المنصة، حيث تحمل كل حقيبة رسالة ضمن حبكة بصرية دقيقة، تجمع بين الجرأة، والابتكار، والخيال. لقد رسّخ بفكره أن الموضة الحقيقية تبدأ من فكرة، وكل تصميم هو فصل من فصولها.

ما بعد لاغرفيلد: التقاليد مستمرة بروح متجددة

1. رغم رحيل لاغرفيلد عام 2019، لم تُهمل شانيل إرثه الإبداعي، بل استمرت الدار، في عهد فيرجيني فيار، في تقديم حقائب موسمية استثنائية تحاكي الحس الفني والابتكار الذي طالما ميّز شانيل.
2. بعد رحيل كارل لاغرفيلد، لم تطوِ دار شانيل صفحة إرثه، بل فتحت فصلاً جديدًا ينبض بتلك الروح، ولكن بلمسة معاصرة، حافظت الدار على عناصر التميّز التي أرساها لاغرفيلد، من السرد البصري القوي إلى رمزية الحقائب، مع إفساح المجال لابتكارات تحاكي تطلعات الجيل الجديد.
3. في كل موسم، نلمح صدى أفكار كارل، لكننا نرى أيضًا توقيعًا متجدّدًا، يحافظ على القالب ويعيد صقله برؤية معاصرة. هي استمرارية ذكية، حيث لا تذوب التقاليد، بل تتكيّف وتُعاد صياغتها، فتظلّ شانيل وفيّة لهويتها، بينما تكتب فصولًا جديدة بجرأة وحداثة.

من القلب إلى الشاي: حقائب أيقونية حديثة

خلال السنوات الأخيرة، رأينا مجموعة مدهشة من الحقائب التي أثبتت أن شانيل لا تزال وفية لروح الابتكار:

• حقيبة القلب التي أحدثت ضجة عام 2022، وعادت هذا الموسم لتخطف الأنظار مجددًا.
• مينوديير صندوق الشاي من العام الماضي، التي استوحت تصميمها من الطابع الآسيوي الأنيق.
• حقيبة كيلي شانيل المستوحاة من الطراز الكلاسيكي الأنيق، والتي أصبحت جزءًا من القائمة المرغوبة لهواة الجمع.

حقيبة لوحة المكياج مينوديير: قطعة فنية مصغّرة

1. التصميم والإلهام: تأتي حقيبة "مينوديير" لتُجسّد روح الابتكار في دار شانيل Chanel، حيث تستلهم تصميمها من لوحات المكياج الأيقونية التي لطالما كانت جزءًا من هوية الدار الجمالية، صنعت الحقيبة من مادة البليكسي غلاس اللامعة، وتُظهر من الخارج شكل لوحة مكياج كاملة بتفاصيل دقيقة تحاكي الألوان وأداة التطبيق، مما يمنحها طابعًا مرحًا وفنيًا في آن واحد.
2. بين الفن والموضة: ليست هذه الحقيبة مجرد قطعة إكسسوار، بل هي تجسيدٌ مصغّر لفلسفة تمزج بين العملية والرمزية، فهي تحمل بُعدًا بصريًا فنيًا أقرب إلى المنحوتة، ما يجعلها تتخطى المفهوم التقليدي للحقيبة وتصبح أشبه بتحفة قابلة للجمع.
3. رمز للهوية والحنين: بعودتها هذا الموسم، تُعيد حقيبة "مينوديير" التأكيد على الرابط العاطفي بين المرأة ومستحضرات التجميل، ليس كأدوات فقط، بل كجزء من طقوسها اليومية ومصدرٍ لثقتها. فهي تهمس للذوق الرفيع وتستحضر ذكريات الزمن الجميل، في قالب معاصر يعكس هوية شانيل الجريئة.
4. قيمة استثنائية لهواة الجمع: بفضل تصميمها النادر وسعرها الفاخر الذي يبلغ نحو 20,600 دولار، من المتوقع أن تصبح "مينوديير" من أكثر القطع طلبًا في سوق إعادة البيع، إنها قطعة مخصصة للنخبة، تتجاوز دورها الوظيفي لتكون استثمارًا جمالياً في إرث شانيل الإبداعي.

لمسة استوديو شانيل: بداية واعدة لموسم ما قبل المجموعة

1. في غياب مجموعة رئيسية من المخرج الإبداعي الجديد، تَقدّم استوديو شانيل لتصميم الأزياء خطوة إلى الأمام، مُطلقًا مجموعة Chanel ما قبل خريف 2025 بروح من الحنين والابتكار، بعيدًا عن الضجيج، نجح الفريق الإبداعي الداخلي في إحياء روح الدار من خلال قطع موسمية تعكس جوهر شانيل، مع لمسات مرِحة تُذكّرنا بعصر كارل لاغرفيلد.
2. كانت النتيجة مجموعة دقيقة، مُتقنة التفاصيل، تعيد تأكيد التقاليد العريقة، وتبشّر بمرحلة انتقالية تحتفظ بالهوية وتفسح المجال لرؤية جديدة، هذه المجموعة ليست مجرد مجموعة مؤقتة، بل مؤشرٌ حقيقي إلى استمرار الاستوديو في حمل الشعلة حتى تتضح معالم الحقبة القادمة للدار.

عودة روح شانيل

1. مع كل موسم جديد، تثبت شانيل أن روحها الإبداعية لا تزال نابضة كما عهدناها، بل وتتجدد بأساليب مبتكرة تُعيد إحياء العناصر الأيقونية التي طالما ميّزت الدار، في موسم ما قبل خريف 2025، بدت الروح "الشانيل" واضحة في تفاصيل القطع، من التصاميم الدقيقة إلى اللمسات المرِحة المستوحاة من أرشيف الدار.
2. عادت الحقيبة، الرمز، وعادت معها اللمعة الخاصة التي عرفناها في أيام كارل لاغرفيلد، روح من الجرأة والرقي، من الخيال والحرفية العالية. لا تُعيد شانيل إنتاج الماضي، بل تُعيد تفسيره، مانحةً كل تفصيلة معنى جديدًا، في إشارة قوية إلى أن جوهر الدار باقٍ، حتى وإن تغيّرت الوجوه.