في أسبوع الموضة بميلانو Milan Fashion Week، قدّمت سيلفيا فينتوريني فندي Fendi مجموعة ربيع وصيف 2026 بأسلوب مختلف كليًا، حيث اختارت أن تدع التصاميم نفسها تسرد القصة بدلًا من فرض تعريف واحد، جاءت المجموعة كلوحة متعددة الألوان والأفكار، تعكس فلسفة فندي في المزج بين التناقضات وتحويلها إلى مساحة إبداعية غنية.

الرياضة تلتقي بالأناقة

1. قدّمت فينتوريني فندي رؤية متجددة لكيف يمكن للرياضة أن تتحول إلى تعبير عن الفخامة، لم تعد القطع الرياضية مجرد ملابس يومية أو مخصصة للحركة، بل صيغت بمهارة لتصبح جزءًا من خزانة راقية.
2. ظهرت الخطوط الانسيابية المستوحاة من البدل الرياضية ممزوجة بتفاصيل دقيقة كالأقمشة الفاخرة والقصات المبتكرة، ما أضفى على العارضات مظهرًا عمليًا دون أن يتخلى عن طابعه الراقي. هكذا تحولت الفكرة من مجرد راحة وظيفية إلى أيقونة أسلوب، تجعل من الرياضة وسيلة للاحتفاء بالأناقة اليومية، لا نقيضًا لها.

اللعب بالوظيفة والشكل

1. حرصت فندي على إدخال لمسات غير متوقعة في التفاصيل. ظهرت الجيوب على أسفل الظهر، في حين جاءت السترات المصممة بدقة مزينة بأزرار بارزة.
2. هذا التحويل المستمر للوظائف منح القطع روحًا من المرح العملي، حيث تجتمع الأناقة مع الاستخدام المبتكر.

ألوان جريئة وزخارف سريالية

1. اعتمدت المجموعة على لوحة ألوان ثرية بالتباينات، من درجات أحادية هادئة إلى تنسيقات متناقضة مفعمة بالطاقة.
2. أما الزخارف، فقد تميزت بالغرابة والجاذبية في آنٍ واحد، مثل الزهور ثلاثية الأبعاد التي شبهتها فندي بـ"البيض المقلي"، فظهرت على الفساتين والإكسسوارات بلمسة سريالية.

حقائب أيقونية بلمسات جديدة

1. كالعادة، كانت الحقائب نجمة العرض، حقائب الباجيت جاءت مصنوعة من نسيج الكابل، وحقائب Peekaboo ظهرت مبطنة بالترتر ومفتوحة عمدًا لتكشف عن محتواها.
2. بالتعاون مع مارك نيوسون، برزت حقائب بكسلية عكست تصميم مسرح العرض، لتؤكد على الابتكار كجزء من هوية الدار.

منسوجات متعددة الأبعاد

1. تميزت المجموعة بتجريب جريء للمنسوجات، فقد عُزّز الدانتيل بالطبعات، وقُصّت الأزهار مباشرة في الأورجانزا وحتى الفرو، مما أضاف عمقًا غير متوقع للتصاميم.
2. هذا التداخل بين الأقمشة التقليدية والحديثة جسّد رؤية فينتوريني فندي لعلامة لا ترتبط بعمر أو جيل معين، بل تتسع للجميع.

بين الحداثة والإرث

1. ما ميّز هذه المجموعة أيضًا هو قدرتها على التوفيق بين إرث الدار الغني وحاجات المرأة والرجل المعاصرين، فقد أعادت فندي ابتكار تفاصيل أيقونية بلمسات عصرية، مثل حقائب الباغيت التي تحوّلت إلى قطع مبتكرة تجمع بين الراحة والترف، أو الأقمشة التقليدية التي صيغت بطرق غير مألوفة لتبدو وكأنها مواد مستقبلية.
2. هذا المزج بين الماضي والحاضر عكس جوهر فلسفة فينتوريني فندي، الحفاظ على الرموز الكلاسيكية للدار، ولكن دون أن تبقى أسيرة لها.

الإكسسوارات كلغة خاصة

1. لم تكن الإكسسوارات في مجموعة فندي مجرد إضافات، بل لعبت دورًا محوريًا في صياغة الرسالة البصرية للعرض.
2. الحقائب، على اختلاف أحجامها وأشكالها، جسدت روح الابتكار، سواء من خلال المواد غير التقليدية أو من خلال الألوان الجريئة التي كسرت القوالب المعتادة.
3. حتى المجوهرات والأحذية اتسمت بلمسات مسرحية، أضافت جرأةً وحيويةً إلى الإطلالات، وأثبتت أن التفاصيل الصغيرة قادرة على تغيير المشهد بالكامل.

الأنوثة في مواجهة القوة

1. قدمت المجموعة أيضًا قراءة جديدة لمفهوم الأنوثة، بعيدًا عن الصور النمطية.
2. فقد تداخلت القصّات الناعمة مع الأشكال الحادة، وتوازنت الشفافية مع الأقمشة الصلبة، لتُظهر المرأة في صورة متعددة الأبعاد.
3.  قوية، عصرية، ولكنها في الوقت نفسه حالمة، هذا التباين لم يكن تناقضًا بقدر ما كان تأكيدًا على أن الأنوثة اليوم يمكن أن تحمل كل هذه الصفات مجتمعة.

رسالة إلى المستقبل

في نهاية المطاف، عكست المجموعة رؤية فندي لمستقبل الموضة: فضاء تتلاقى فيه الحرية مع الإبداع، ويُحتفى فيه بالاختلاف كقيمة جمالية. فندي، كما أرادتها فينتوريني، لم تعد مجرد دار أزياء تقدم صيحات موسمية، بل مختبرًا حيًا للأفكار يجرؤ على التجربة ويحتفي بالجرأة.

العرض كرحلة بصرية

1. لم يكن العرض مجرد استعراض للأزياء، بل أشبه برحلة بصرية وموسيقية، حيث تمازجت الإضاءة مع الموسيقى والإكسسوارات لتصنع عالمًا متكاملًا.
2. كل تفصيلة بدت مدروسة بعناية، من حركة القماش على الممشى إلى تباين الألوان المفاجئ، لتؤكد أن فندي لا تكتفي بعرض مجموعة، بل تخلق تجربة حسية كاملة.

مجموعة Fendi ربيع وصيف 2026

1. مجموعة فندي لربيع وصيف 2026 لم تكن مجرد عرض أزياء، بل رحلة في التناقضات.
2. بين الحرفية الرفيعة والغرابة السريالية، بين الوظيفة والزينة، وبين الأناقة والمرح، قدّمت فندي رؤية للموضة كمساحة رحبة تتعايش فيها الأفكار المتناقضة وتزدهر.
3. إنها خطوة جريئة تثبت أن هوية الدار لا تزال نابضة بالابتكار والقدرة على إبهار الجمهور موسمًا بعد موسم.

في النهاية، لم يكن عرض فندي مجرد استعراض لملابس جديدة، بل كان بيانًا بصريًا عن التعايش بين التناقضات: الأناقة والعملية، الخفة والصلابة، الكلاسيكية والابتكار. وبينما حملت المنصة مزيجًا من الجرأة والسخرية والأنوثة المعاصرة، بقيت الرسالة الأوضح أن الموضة ليست سعيًا وراء الكمال، بل مساحة رحبة للاختلافات لتلتقي وتُعيد صياغة معنى الجمال.

لقد أكدت فينتوريني فندي أن الأزياء، حين تُحرر من القيود، يمكن أن تتحول إلى مرآة صادقة لروح الإنسان المتعددة.