في شارع ضيق مرصوف حديثًا، على بُعد خطوات قليلة من المتجر الرئيسي لدار ميزون مارجيلا MM6 Maison Margiela في فيا ديلا سبيغا، الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا ليشكّل نقطة جذب جديدة لعشاق الموضة في ميلانو أسبوع الموضة في ميلانو Milano Fashion Week، أقيم عرض أزياء ربيع وصيف 2026.
لم يكن الممشى أكثر من مجرد رصيف عادي، لكنه بدا وكأنه مشهد معدّ بعناية: خام، مرتجل، وفي الوقت ذاته مقصود بدقّة، بهذا الاختيار البسيط والمباشر، وضعت الدار إطارًا مثاليًا لمجموعة حملت الكثير من التناقضات، وجعلت من العفوية والبراغماتية لغتها الأساسية.
إلهام من صور ليسيتا كارمي ومجتمع نابولي
- استمدت المجموعة جذورها من صور المصورة الإيطالية ليسيتا كارمي التي وثّقت في ستينات القرن الماضي ودمجت هذه المرجعية مع لقطات من أحياء نابولي الشعبية خلال الفترة نفسها.
- ورغم أن هذا الإطار الزمني قد يوحي بالحنين، فإن فريق التصميم في MM6 لم يسقط في فخ إعادة الماضي حرفيًا، بل استخدم هذه الإشارات التاريخية كمادة أولية لإعادة قراءة مفاهيم المجتمع والتعايش.
- النتيجة كانت مجموعة تحمل طابعًا إنسانيًا قويًا، فيها مزيج من الشجاعة والضعف، من الجمال والواقع القاسي، ومن البهجة العابرة وسط القلق.
لغة الأزياء: اللعب على المألوف وإعادة صياغته
تُعرف MM6 بخطابها المختلف داخل منظومة Maison Margiela الأم، فهي تحافظ على روح الماركة الأساسية القائمة على إعادة التدوير واللعب على الرموز المألوفة، لكنها تضيف إليها مسحة أكثر براغماتية وشبابية. في هذا العرض، ظهر هذا الأسلوب جليًا:
- الحقائب تحولت إلى أردية، وكأنها تقول إن الموضة ليست دائمًا في مكانها الطبيعي.
- معاطف الترنش اكتسبت هياكل كتف تُشبه شماعات الملابس، في إشارة ساخرة لحدود العرض والتخزين.
- السترات الصوفية الطويلة قُدمت كفساتين، لتكسر قواعد التصنيف المعتادة.
- البدلات الرسمية امتدت إلى إطارات صلبة، تُوحي وكأنها ملابس عالقة بين حياة الإنسان وخزانة الملابس.
هذه التصميمات لم تكن مجرد ابتكارات تقنية، بل جسّدت فلسفة مارجيلا في إعادة صياغة المألوف وجعله غريبًا، وفي الوقت ذاته قريبًا من التجربة اليومية.
شاهدي أيضاً: مجموعة MM6 Maison Margiela ريزورت 2025
تفكيك وتوليف: بين الدنيم والرسميات
من أبرز ما لفت الأنظار هو الطريقة التي تعاملت بها الدار مع الجينز:
- صُممت سراويل الجينز بمهارة تُضاهي براعة السراويل المفصّلة الراقية.
- على العكس، قُلّدت السراويل الرسمية البسيطة بخامة تشبه الدنيم.
هذا التداخل بين اليومي والرسمي، بين الفاخر والعادي، كان بمثابة تعليق على كيفية تغيّر نظرتنا إلى الملابس في زمن تتلاشى فيه الحدود بين العمل والحياة الخاصة، بين المناسبات المختلفة وبين أنماط العيش.
العفوية المصطنعة: توازن بين الفوضى والانضباط
- قد تبدو بعض الإطلالات للوهلة الأولى عفوية أو حتى "مهملة"، حيث تهاوت حواف الأقمشة وتدلّت علامات نهاية اللفة كأنها تفاصيل في غير مكانها.
- لكن عند التدقيق، يظهر كم أن هذا "الإهمال" مُصمم بدقة، إنه تلاعب واعٍ بالعفوية، يوازن بين الفوضى والانضباط، إنها لغة تقول الجمال يمكن أن يكون في التفاصيل غير المكتملة، في الخطأ المقصود، وفي التنافر.
عودة الأرشيف مع نفحات لونية مشرقة
- من أرشيف الدار، عادت الهندسات الزهرية، لكنها لم تُقدّم كما هي، بل أُعيد تلوينها وإحياؤها من جديد.
- وسط لوحة من الألوان المحايدة الداكنة، برزت لمسات جريئة من الأصفر الحامضي، الفوشيا، والفيروزي.
- هذه الألوان لم تكن مجرد إضافات جمالية، بل بدت وكأنها رسائل أمل، ومضات من البهجة تقاوم قتامة العصر، وتُذكّرنا أن الحياة حتى في لحظاتها الأكثر قسوة، تحمل دائمًا فسحة للفرح.
بين الجرأة والخشونة: مخاطرة واعية
- الدار لم تخشَ المجازفة، بعض الإطلالات اقتربت من الخشونة المفاهيمية، وكأنها أعمال فنية أكثر من كونها أزياء قابلة للارتداء.
- لكن حتى هذه اللحظات المثيرة للجدل عززت مكانة MM6 كدار تحافظ على إرث مارجيلا وتُعيد تفسيره للأجيال الجديدة.
- لم يكن الهدف تقديم ملابس مصقولة أو مكتملة، بل خلق لقاءات بين شظايا وأنسجة وسياقات، لقاءات تفتح بابًا للتفكير والتأمل أكثر من مجرد الإعجاب.
الفضاء والرمزية: الرصيف كممشى
- اختيار الرصيف المدهون حديثًا كممشى لم يكن قرارًا عابرًا، هذا المكان الخام والواقعي يعكس روح المجموعة التي تستلهم من الحياة اليومية ومن الشارع.
- كأن الدار تقول: الموضة لا تنفصل عن العالم الخارجي، بل هي جزء من النسيج الحضري والاجتماعي، العرض بدا كاحتفال بالتناقضات التي تُكوّن المجتمع: الفوضى والنظام، الترف والبساطة، الفردية والجماعية.
إعادة افتتاح المتجر: سياق مقصود
- لا يمكن تجاهل أن العرض جاء متزامنًا مع إعادة افتتاح المتجر الرئيسي للدار في فيا ديلا سبيغا.
- هذه المصادفة لم تكن عرضية، بل جزء من سياق أوسع: إعادة تقديم MM6 ليس فقط كخط فرعي.
- بل كعلامة قائمة بذاتها، قادرة على بناء خطاب بصري ومعنوي مستقل، ومع ذلك يظل مرتبطًا بجذور Maison Margiela.
جمال التنافر
- في نهاية المطاف، كان عرض ربيع وصيف 2026 لـ MM6 Maison Margiela أكثر من مجرد عرض أزياء.
- لقد كان تجربة بصرية وفكرية تُذكّرنا أن الموضة ليست فقط صناعة ملابس، بل أيضًا مساحة للتساؤل عن المجتمع، عن الفرد، وعن كيفية العيش في عالم متناقض.
- لقد أعادت الدار صياغة المألوف، ودفعتنا إلى رؤية الجمال في الفوضى، والأمل في التفاصيل الصغيرة، والتعايش في قلب التنافر.
هذا العرض، في زقاق ضيق بميلانو، أثبت أن الموضة قادرة على أن تكون مرآة للواقع، وفي الوقت ذاته حلمًا يفتح لنا نوافذ جديدة للحرية والجمال.
شاهدي أيضاً: مجموعة MM6 Maison Margiela ريزورت 2023
شاهدي أيضاً: مجموعة MM6 Maison Margiela ريزورت 2025
شاهدي أيضاً: مجموعة MM6 Maison Margiela ربيع وصيف 2022
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.