الارشيف / أزياء / ليالينا

مجموعة Elisabetta Franchi ربيع وصيف 2026

مرة أخرى، اختارت إليزابيتا فرانكي Elisabetta Franchi أن تجعل من قصر أتشيربي مسرحًا لمجموعتها، ولكن هذه المرة حمل المكان بُعدًا إضافيًا، فالقصر الذي عُرف تاريخيًا باسم "بيت الشيطان" لم يكن مجرد خلفية باروكية فخمة، بل تحوّل إلى مساحة مسرحية تعكس جوهر المجموعة: الثنائية بين النور والظلام، وبين الرقة والإغواء، تحت وهج نيون وردي باهر، تجلت مجموعة ربيع وصيف 2026 كرحلة بصرية تستكشف التوازن بين الصرامة والبساطة من جهة، والجاذبية الانسيابية من جهة أخرى.

منذ اللحظة الأولى، بدا العرض أقرب إلى مسرحية من فصلين: الأول يستعرض قوة المرأة وصلابتها عبر الخطوط الحادة والقصات المنظمة، والثاني يترك المجال للجانب الرقيق والحسي ليأخذ مساحته على المنصة، هذا التباين المتعمد جعل المجموعة ليست مجرد أزياء موسمية، بل تجربة سردية متكاملة تنسجها فرانكي بين الماضي والحاضر، وبين الهوية الأنثوية المتعددة الأوجه.

الرؤية الإبداعية: ثنائية الإغواء والبراءة

  1. لطالما كان لفرانكي قدرة على صياغة صورة المرأة التي تجمع بين القوة الخارجية والنعومة الداخلية، في هذه المجموعة، تعمقت المصممة في هذه الثنائية، حيث بدت وكأنها تحاور سؤالاً جوهريًا: هل يمكن للمرأة أن تكون قوية من دون أن تفقد جاذبيتها؟ وهل يمكنها أن تكون أنثوية من دون أن تُختزل في الضعف؟
  2. الجواب جاء من خلال مزج غير تقليدي بين عناصر متناقضة: السترات الصارمة مع البناطيل القصيرة، الفساتين الملتصقة بالجسم مع تفاصيل الثقوب، معاطف الترنش الطويلة التي تجمع العملية مع الغموض. النتيجة كانت امرأة إليزابيتا فرانكي: واثقة، فاتنة، تعرف كيف تستخدم التناقض لصالحها.

العرض والمكان: مسرحية في قصر باروكي

  1. اختيار قصر أتشيربي كمكان للعرض لم يكن عشوائيًا. العمارة الباروكية الغنية بالتفاصيل المعقدة شكّلت خلفية مثالية لمجموعة تبحث عن التباين بين الزخرفة والانسياب، وبين التاريخ والحداثة.
  2. الإضاءة باللون الوردي النيون أضافت بعدًا آخر، حيث صنعت جسرًا بين الطابع الكلاسيكي للمكان والطابع المستقبلي للمجموعة، وهكذا، لم يعد القصر مجرد إطار معماري، بل صار جزءًا من القصة التي أرادت فرانكي روايتها: امرأة تسير بخطى ثابتة بين عوالم مختلفة، قادرة على أن تتأقلم وتسطع في أي مساحة.

التفاصيل التصميمية: عندما يتكلم القَصّ

السترات والبناطيل

  • السترات جاءت بأكتاف حادة وخصور ضيقة، في استعادة ذكية لأسلوب الثمانينات، لكنها أُعيدت صياغتها بما يناسب الحاضر.
  • ارتبطت هذه السترات ببناطيل الكابري القصيرة، لتخلق إطلالة هجينة بين الرسمية والعصرية.

الفساتين

  • أما الفساتين، فقد كانت ملتصقة بالجسم بفضل درزات مدروسة بعناية وفتحات تكشف عن الجلد بطريقة محسوبة.
  • لم يكن الهدف الإغراء المباشر، بل إبراز الحركة الطبيعية للجسم.
  • بعض الفساتين جاءت مزينة بتفاصيل من الثقوب الصغيرة، لتضفي إحساسًا بالمشاكسة والرغبة في كسر التوقعات.

معطف الترنش

  • المعطف الطويل كان بلا شك قطعة الموسم. جاء واسعًا، انسيابيًا، بلمسة غامضة، كأنه يرمز إلى الحماية والهيمنة معًا.
  • هذا الترنش لم يكن مجرد قطعة عملية، بل بيان أزياء بحد ذاته يلخص فلسفة فرانكي لهذا الموسم.

الأقمشة والخامات: حوار بين الملمس والضوء

استخدمت فرانكي خامات متعددة لإبراز التناقض الذي يسيطر على المجموعة:

  • التول والكروشيه: ظهرا في شبكات مطرزة يدويًا، أضافت شفافية ورقة.
  • الساتان المنقوش: جاء ليحاكي جلد النعام، جامعًا بين الفخامة والغرابة.
  • الدنيم المقصوص: مُعالج بطريقة تمنحه مظهرًا عتيقًا، وكأنه يحمل ذاكرة زمن مضى.
  • الأورجانزا الشفافة: أضافت خفة وانسيابية، خصوصًا في الفساتين المزينة بالشراشيب.

بهذا المزج، خلقت فرانكي حوارًا بين النعومة والخشونة، بين الشفافية والكثافة، لتُبرز أن الأنوثة لا تختزل في واحد.

الألوان: رمزية مزدوجة

لوحة الألوان حملت بدورها ثنائية بارزة. فقد تراوحت بين:

  • الأسود العميق: رمز القوة والغموض.
  • الوردي النيون: طاقة وإغراء عصري.
  • الزبدي والبيج: ألوان حيادية توازن التوتر بين الغامق والفاتح.

بهذا التوازن اللوني، استطاعت فرانكي أن تصوغ لغة بصرية تُعبر عن امرأة معاصرة، متعددة الطبقات، تتنقل بسهولة بين الصرامة والمرح.

الإكسسوارات: تفاصيل تصنع الفرق

  • الإكسسوارات لم تكن مجرد إضافات، بل أدوات لتعزيز السرد.
  • ارتدت العارضات أساور معدنية متراكبة على المعصمين، لتضفي على الإطلالات لمسة من الجرأة.
  • الأحذية تراوحت بين الكعب العالي الكلاسيكي والصنادل المزينة بتفاصيل لامعة.
  • بينما حملت الحقائب لمسات جلدية متناقضة مع الشراشيب الناعمة.
  • هذه القطع ساعدت في إبراز الطابع المزدوج للمجموعة: القوة مقرونة بالأناقة.

التحليل الرمزي: المرأة ككائن متعدد الأوجه

ما يميز هذه المجموعة ليس فقط القصات أو الخامات، بل الرمزية التي حملتها. فالمرأة في رؤية فرانكي ليست شخصية أحادية البعد، بل كائن متناقض بطبيعته:

  • تستطيع أن ترتدي سترة حادة وتبدو قوية.
  • أو تختار فستانًا شفافًا لتُبرز جانبها الحسي.
  • أو تلتجئ إلى معطف طويل يوازن بين الحماية والجاذبية.

هذه الرمزية تعكس ما تمر به المرأة في المجتمع المعاصر: صراع دائم بين التوقعات والخيارات، بين الأدوار التقليدية والطموحات الجديدة.

استمرار مع تجديد

  1. قدمت إليزابيتا فرانكي في ربيع وصيف 2026 مزيجًا متماسكًا من الاستمرارية والتجديد. حافظت على رموز الدار: السترات المحكمة، الفساتين اللافتة، التفاصيل الحسية، لكنها في الوقت ذاته فتحت الباب أمام تجارب مادية وحركية جديدة.
  2. العرض لم يكن الأكثر جرأة في مسيرتها، لكنه كان الأكثر تماسكًا، والأقوى في إبراز الهوية الثنائية التي تسعى إليها: امرأة تجمع بين السيطرة والرقة، بين السحر والغموض، بين الماضي والحاضر.
  3. في ، أثبتت فرانكي أن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل وسيلة للتعبير عن التناقضات الداخلية للمرأة، لتجعل من مجموعتها فصلًا جديدًا في كتاب الأنوثة المتعددة الأبعاد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا