الارشيف / أزياء / ليالينا

مجموعة Ermanno Scervino ربيع وصيف 2026

عندما تُذكر ميلانو في عالم الموضة، يتبادر إلى الذهن مزيج استثنائي من العراقة والابتكار، حيث يلتقي الماضي بالحاضر على منصات تحتفي بالفخامة الهادئة والتفاصيل الدقيقة، مع عرض إيرمانو شيرفينو Ermanno Scervino لمجموعة ربيع وصيف 2026، حيث قررت الدار أن تسلك طريقًا مختلفًا بعض الشيء. بدلاً من الاعتماد على الصخب المعتاد أو التصاميم المبالغ فيها، جاء العرض ليقدّم رؤية مركّزة على الحرفية والعملية، مستعيضًا عن فساتين السهرة والقفاطين البراقة بقطع تحمل أناقة متجددة ورقيًا يوميًا.

لقد كان هذا التحوّل بمثابة إعلان صريح بأن الدار لم تعد تسعى إلى مجرد إبهار بصري سريع الزوال، بل إلى بناء هوية جديدة قائمة على الفهم العميق للتفاصيل، وعلى تمكين المرأة العصرية من ارتداء ملابس تحمل معنى يتجاوز لحظة العرض.

العودة إلى الحرفية: تفاصيل تصنع الفرق

  1. أبرز ما ميّز المجموعة هو تركيز شيرفينو على الحرفية الدقيقة، فالدار التي لطالما اشتهرت بتصاميمها الجريئة والفاخرة، قررت هذه المرة أن تحتفي بجوهر الأزياء: الخياطة والفن اليدوي.
  2. اعتمد شيرفينو تقنية "بتلة السوسن"، وهي أسلوب يقوم على تركيب طبقات متعددة بذكاء، ما أضاف حركة غير متوقعة إلى الأقمشة الشفافة مثل الشيفون.
  3. ولكن الجديد أن هذه التقنية لم تُطبّق على نحو تقليدي؛ فقد أُعيد ابتكارها عبر مزجها مع الدنيم ونقشة أمير ويلز، ليصبح الشيفون، الذي لطالما ارتبط بالنعومة والأنوثة، أكثر قوةً وهيكلية.
  4. وهذا التوازن بين الرقة والهندسة عكس بدقة ما أراد شيرفينو إيصاله، أن الجمال لا يعني هشاشة، بل يمكن أن يكون متينًا ومفصلاً بدقة، دون أن يفقد مرونته.

التباينات الدقيقة: لغة الموسم

من أبرز سمات المجموعة أن التباينات لم تكن صارخة، بل متوازنة. هذا النهج قدّم لغة تصميمية هادئة، حيث نرى:

  • الملابس الداخلية تندمج مع التريكو اليدوي في إطلالات جديدة.
  • الدانتيل الرقيق يظهر إلى جانب جلد النابا الناعم.
  • الكريستالات المتلألئة تزيّن سترات كاجوال مثل المعاطف المنفوخة، في إشارة إلى دمج مفاهيم السهرة واليوميات.

هذه التناقضات لم تكن مجرد حيلة جمالية، بل جاءت لتعيد صياغة مفهوم "الملابس المناسبة" في عالم يتغير باستمرار. وكأن شيرفينو يقدّم مقولة مفادها: لماذا لا يكون البريق جزءًا من يومك العادي، بدلًا من حصره في المناسبات الخاصة؟.

الأقمشة: مختبر متكامل للإبداع

لقد برع شيرفينو في تطويع الأقمشة وتحويلها إلى أدوات للتجديد، فقد استمر في استخدام القص والتطريز لإغناء الخامات، سواء كانت من الجلد أو الساتان أو الأقمشة التقنية الحديثة.

  • الساتان جاء مطرزًا بزخارف دقيقة تُضفي عليه بُعدًا جديدًا.
  • الجلود تحولت من مجرد مادة قوية إلى لوحة للزخارف والقصات الفنية.
  • حتى الأقمشة التقنية، غالبًا ما تُعتبر باردة أو وظيفية فقط، صارت تحمل لمسة شاعرية عبر الحياكة والتطريز.

وهكذا، قدّم شيرفينو إطلالات يومية مطوّرة، تجمع بين البساطة من بعيد، والتعقيد الغني عندما تقترب منها.

الابتكار المرح: اللعب كأداة للجدية

بعيدًا عن الخطوط الكلاسيكية، أضاف شيرفينو لمسات مرحة وجريئة، كجزء من سعيه لكسر المألوف. ظهرت:

  • تنانير "سحابية" فضفاضة تتحرك كأنها منحوتات حية، تمزج بين الخيال والعملية.
  • شبشب دانتيل، في إعادة ابتكار جريئة للأحذية اليومية، تكسر كل القواعد التقليدية للموضة.

هذا المزج بين المرح والجدية يعكس روح الموسم، حيث لم يعد المستهلك يبحث فقط عن الملابس، بل عن تجربة حسية وجمالية تتجاوز المألوف.

الأنماط والألوان: ضبط محسوب

رغم الطابع الهادئ العام، لم يخلُ العرض من حضور الأنماط، لكنها جاءت محسوبة:

  • نقاط البولكا أعطت إحساسًا بالمرح.
  • الطبعات الباريو أضافت لمسة عفوية.
  • المربعات الكلاسيكية عززت الشعور بالرصانة.

أما لوحة الألوان فكانت انعكاسًا لرؤية شيرفينو عن التوازن:

  • ألوان محايدة وناعمة مثل الطباشير، الكابتشينو، الأزرق البودرة، والأسود.
  • لمسات جريئة كدرجات البرتقالي اليوسفي، لتكسر الرتابة وتضيف حياة.

الإكسسوارات: تفاصيل تصنع الفارق

لا تكتمل أي مجموعة من دون الإكسسوارات، وهنا نجح شيرفينو في تقديم تفاصيل دقيقة لكنها مؤثرة:

  • الأحزمة جاءت نحيفة ومزينة بلمسات معدنية بسيطة.
  • الأحذية امتزجت فيها المواد التقليدية مثل الجلد مع خامات أكثر نعومة كالدانتيل.
  • الحقائب حافظت على طابع كلاسيكي مع تعديلات عصرية.

كل هذه العناصر لم تكن زينة إضافية، بل أجزاء أساسية من السرد الذي تبنّته المجموعة.

الرسالة: الفخامة الحقيقية في التفاصيل

  1. الرسالة الأعمق التي يمكن استخلاصها من عرض ربيع وصيف 2026 هي أن الفخامة لا تكمن في البهرجة، بل في الحرفية والدقة.
  2. لقد كشف شيرفينو عن جانب أكثر نضجًا وتوازنًا من هويته التصميمية، جانب يضع المرأة في قلب التجربة لا كعارضة على منصة، بل كشخص يعيش يومه محاطًا بأناقة هادئة.

خطوة إلى الأمام في مسيرة الدار

  1. بهذه المجموعة، وضع إيرمانو شيرفينو نفسه في مسار جديد، فقد نجح في تقديم تصور متجدد للفخامة، يستمد قوته من الصنعة والاختيار الدقيق للأقمشة، ومن القدرة على المزج بين البساطة والابتكار.
  2. كانت النتيجة عرضًا متماسكًا، يعكس حوارًا مستمرًا بين التقليد والمعاصرة، بين ما هو مألوف وما هو غير متوقع. وربما هذه هي النقلة النوعية التي تحتاجها الدار في مواجهة عالم يتغير بسرعة، حيث لم تعد الأزياء مجرد رفاهية، بل وسيلة للتعبير عن الذات والهوية.

مجموعة  Ermanno Scervino ربيع وصيف 2026

  1. جاء عرض Ermanno Scervino ليؤكد من جديد مكانته كواحد من أبرز بيوت الأزياء الإيطالية التي تجيد المزج بين الأنوثة الكلاسيكية واللمسات المعاصرة. فقد برزت في المجموعة فساتين الساتان الانسيابية التي تميزت بقصّات دقيقة تعانق الجسد برقي، إلى جانب المعاطف المبطّنة والمزينة بالتطريزات اليدوية التي جسدت مهارة الدار في إبراز الحرفية الإيطالية الفاخرة.
  2. ولم تغب الألوان الحالمة عن المجموعة، حيث تنوعت بين الأبيض الناصع، والباستيل الناعم، إضافة إلى لمسات الأسود الكلاسيكي التي أضفت عمقًا وأناقةً أبدية على التصاميم. أما الأقمشة فجاءت غنية ومتنوعة، من الدانتيل الشفاف إلى الصوف الناعم، مرورًا بالحرير الذي منح الإطلالات طابعًا ملكيًا لا يخفت بريقه.
  3. اللافت أيضًا هو اعتماد الدار على تفاصيل دقيقة مثل الأكتاف البارزة والأحزمة الرفيعة التي حدّدت الخصر بأسلوب أنثوي، مما جعل كل إطلالة تحاكي المرأة القوية العصرية، من دون أن تفقد لمسة الرقة التي تُعرف بها تصاميم إيرمانو شيرفينو.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا