في عرضٍ بدا أشبه بلوحة سينمائية غامضة من ضوءٍ وحركة، أطلق توم فورد Tom Ford مجموعته لربيع وصيف 2026 ضمن أسبوع الموضة في باريس، مقدّمًا تجربة بصرية وعاطفية تتجاوز حدود الخياطة،
كان العرض بمثابة حلمٍ ليليٍّ مصقول، أنيق، حسي، وساحر، جسّد فيه حيدر أكرمان، المدير الإبداعي الجديد، بريق الدار الفاخر الموروث، ممزوجًا ببصمته الشعرية الهادئة التي تُحوّل الإغراء إلى لغةٍ فنية.
مشهد الافتتاح: بين الغموض والفتنة
- أقيم العرض في قاعة غارقة بلونٍ كحليٍّ داكن يشبه بحر منتصف الليل، تتلألأ فيه الانعكاسات وكأنها أمواج تتحرك ببطء.
- على هذا المسرح الحالم، سارت العارضات بخطواتٍ متعرجة، أنوثتهن حادة ونظراتهن مشتعلة، وكأنهن ممثلات في فيلمٍ أسود أبيض قديم، لا مجرّد عارضات أزياء.
- تحركت الأجساد بتناغم، تُلقي ظلالًا على الأرض، وتخلق قصصًا من الرغبة والسيطرة، في مشهدٍ يجمع بين الحسية والهدوء، وبين الليل كفكرة والجلد كقماشٍ يُضيء.
خياطة تمسّ الجسد: حين يتحوّل القماش إلى ضوء
تميّزت المجموعة بهيمنة خاماتٍ فاخرة تُحاكي ملمس الماء.
- فقد استخدم أكرمان الساتان والحرير المقصوص بشكلٍ منحرف ليمنح الأقمشة حركةً انسيابية تُشبه الموج.
- أما الجلد اللامع، فحُفر بالليزر ليبدو كأنه مبتلٌّ للتو، مضيفًا بعدًا شبقيًا مُنضبطًا.
- تزيّنت فساتين السهرة بهياكل سلكية دقيقة تُقوّس الجسم وتحتضنه بذكاء معماري، مما جعلها تبدو أقرب إلى منحوتاتٍ متحركة منها إلى أزياءٍ جاهزة.
- ركزت التصاميم على منحنيات الجذع والأرداف، كاشفةً عن الجلد بشكلٍ مدروسٍ ومدفوعٍ بالرغبة في التوازن بين الإغراء والرقي.
شاهدي أيضاً: مجموعة Tom Ford ريزورت 2025
أزياء نسائية ترقص على الحافة
قدّمت النساء لوحةً مبهرة من الأنوثة المعاصرة:
- حمالات صدر مثلثة تحت قمصان شفافة، وسراويل قصيرة تُظهر الجلد دون ابتذال، وفساتين بكتفٍ واحد تُعيد إلى الأذهان بريق السبعينات مع لمسةٍ من الحداثة التقنية.
- كانت التفاصيل المدروسة، كالأشرطة غير المتماثلة والقصّات الهندسية، بمثابة توقيع فورد الدائم، ولكن مع روح أكرمان الأكثر شاعرية، بدت الإطلالات وكأنها احتفالٌ بجسد المرأة كمساحةٍ للفنّ والحرية، لا مجرد جسدٍ للعرض.
أزياء الرجال: عودة النجم الهوليوودي
لم تكن الأناقة حكرًا على النساء، بل احتفى أكرمان أيضًا بالرجل في أبهى صوره:
- فقد ظهرت بدلات الحرير الكحلي بمظهرٍ مصقول يذكّر بنجوم السينما القديمة، مع تصفيفات شعرٍ مصقولة للخلف تُكمل الإطلالة الكلاسيكية.
- لكن المفاجأة كانت في الطبقات الشفافة والسراويل الرياضية الظاهرة تحت القمصان المفتوحة، لمسة عصرية تُعيد تعريف الجاذبية الذكورية بلغة أكثر ليونةً وجرأة.
- هنا، أصبح الرجل عند فورد رمزًا للتوازن بين الصلابة والرهافة، كما لو كان يشارك المرأة لغتها في الإغواء الأنيق.
لوحة ألوان مدهشة: الليل يُولد من النور
كان اللون هو البطل الصامت في العرض:
- على خلفية شبه سوداء، انبثقت ومضاتٌ من الأخضر الليموني والوردي الفاتح والأزرق السماوي والنعناعي، ألوان بدت وكأنها تُضيء المشهد لا تلوّنه فقط.
- خلقت هذه الألوان تباينًا ساحرًا يُشبه ومضات النيون على سطح الماء، مما أضفى على المجموعة طابعًا حسيًا حيويًا دون أن يُفقدها أناقتها.
- هذا التوازن بين الظلال المظلمة والضوء النابض جعل العرض تجربة بصرية تُثير المشاعر أكثر مما تُبهج العين.
شاهدي أيضاً: مجموعة Tom Ford لخريف وشتاء 2025-2026
حوار الأقمشة: بين الملمس والخيال
تجلّى شغف أكرمان بالمادة في كل قطعة:
- فقد جمع بين أقمشة لامعة بجوار ساتان غير لامع، ودمج فتحات الليزر الحادة مع كسراتٍ ناعمة، ليخلق نسيجًا بصريًا وملموسًا يدعو للّمس والتأمل.
- بدت بعض القطع كأنها طبقاتٍ من الضوء تتراكب فوق الجلد، بينما أخرى كشفت عن جرأة في هندسة الأشكال، تلاعب بالمقاييس والمقاطع يُبرز التقنية العالية وراء كل تفصيل.
النتيجة؟ أزياء تملك جاذبية السينما وصنعة الأتيليه في آنٍ واحد.
إكسسوارات اللمسة الأخيرة: البساطة تسرق الأضواء
على الرغم من فخامة العرض، اختارت الدار الحفاظ على بساطة الإكسسوارات:
- حذاء بكعبٍ مربع لامع، مجوهرات دقيقة تكاد تكون غير مرئية، وتسريحات شعرٍ تبدو "مبللة" بعد سباحةٍ ليلية، كلّها عناصر تُكمل رؤية أكرمان التي تميل إلى الإغواء الهادئ بدل الصخب.
- كان كل تفصيل، مهما بدا صغيرًا، جزءًا من لوحةٍ متكاملة، من الماكياج المتوهج إلى اللمعان الخفيف على البشرة الذي يوحي بحرارة منتصف الصيف.
الخياطة الدقيقة والهندسة التجريبية
- من الناحية التقنية، أثبت العرض أن فورد تحت قيادة أكرمان لا يزال يُدرّس الأناقة كعلمٍ دقيق.
- فقد تم نحت الأشكال بخيوطٍ غير مرئية، صُممت الأحزمة المنحنية لتُحاكي الحركة الطبيعية للجسد.
- بينما منحت الإطارات المعدنية ثباتًا للبُنية دون أن تُفقدها الخفة
- كل قطعة كانت تبدو كأنها نتاج معادلة هندسية مثالية بين الجاذبية والراحة.
الأزياء هنا ليست مجرد مظهر، بل تجربة حسية تنبض بالحركة والعمق.
شاهدي أيضاً: مجموعة Tom Ford لخريف وشتاء 2025-2026
بين الواقعية والخيال التجاري
لم تخلُ المجموعة من التحدي:
- بعض القطع، بتصاميمها الجريئة أو تكويناتها المعمارية، قد تكون بعيدة عن السوق التجاري، لكنها تُشكّل جوهر هوية توم فورد:
- دارٌ تُقدّر الجمال المثير والترف الذكي، وتعرف كيف تُقدّم "الإغراء الراقي" دون أن تفقد الاتزان.
- الخيال المفرط هنا لم يكن عيبًا، بل علامة على الشجاعة الفنية، على الرغبة في تحريك المشهد من الركود إلى الحلم.
دروس في الإغواء المتقن
- اختُتم العرض وسط تصفيقٍ طويل، في لحظة شعر فيها الجميع أن توم فورد دخل مرحلة جديدة.
- فما قدمه أكرمان لم يكن مجرد فصلٍ في تاريخ الدار، بل إعادة تعريفٍ لمفهوم الأناقة الحسية، أزياء تُغوي دون صراخ، وتبهر دون مبالغة.
- لقد جمع بين البراعة التقنية والدراما الراقية، مقدّمًا عرضًا يحتفي بالليل، بالأنوثة، وبالفخامة التي تعرف حدودها.
- إنها مجموعة تليق باسم فورد، لكنها تحمل توقيع أكرمان الواضح: رهافة، وصدق، ونور خافت يلمع من العتمة.
عندما يتحوّل الليل إلى فخامة
قدّم عرض توم فورد لربيع وصيف 2026 درسًا نادرًا في التوازن بين الإثارة والفن:
- إنها أزياءٌ تعانق الجسد كما يعانق الضوءُ البحر، تُثير الإعجاب دون استعراض، وتُثبت أن الجاذبية ليست في ما يُكشف، بل في ما يُلمَّح إليه.
- من التفاصيل الدقيقة إلى الانسيابية الدرامية، ترك أكرمان بصمته كرسّامٍ يرسم بالظل والنور، ليعلن أن فورد لا يزال ملك الأناقة الليلية بلا منازع.
شاهدي أيضاً: مجموعة Tom Ford لربيع وصيف 2022
شاهدي أيضاً: مجموعة Tom Ford لربيع وصيف 2023
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.