أزياء / ليالينا

مجموعة Sacai ربيع وصيف 2026: تأمل عميق في الهوية والأناقة

في عالمٍ تميل فيه دور الأزياء إلى الصخب البصري والابتكارات المسرحية، اختارت شيتوس آبي، المؤسسة والمديرة الإبداعية لدار ساكاي Sacai، أن تسلك طريقًا مغايرًا. في مقر العلامة في باريس، قدّمت عرضًا يُشبه الهمس وسط عاصفة من التجريب والضجيج. لم يكن عرض ربيع وصيف 2026 محاولة للفت الأنظار، بل احتفاءً بالهوية، بالاستمرارية، وبالثقة التي تنبع من معرفة الذات.
لقد كان العرض بمثابة تأمل عميق في ماهية ساكاي: ذلك المزج الفريد بين البنية والانسيابية، بين العملية والشاعرية، بين التصميم الصارم والحركة الحرة.

عودة إلى الجذور: إعادة تعريف الهجين

  • منذ تأسيسها عام 1999، تميّزت دار ساكاي بقدرتها على تفكيك الملابس اليومية وإعادة تركيبها في هياكل غير متوقعة.
  • لكن ما ميّز عرض هذا الموسم هو أن آبي لم تسعَ إلى "ابتكار" جديد، بل إلى إعادة اكتشاف جوهر الهجين الذي شكّل هوية الدار.

بدأ العرض بإطلالات جمعت بين عناصر متناقضة على الورق، لكنها بدت منسجمة على الجسد:

  • سترات جلدية تتحول إلى معاطف مرقّعة.
  • تيشيرتات بسيطة تنبض بالحياة عبر ألواح مكشكشة من الشيفون والدنيم.
  • درزات القاذفات التي تحوّلت إلى زخارف هندسية دقيقة.

كانت هذه التحولات الدقيقة بمثابة حوار بين الماضي والحاضر، بين الحرفية اليابانية والتجريب الأوروبي.

ولأن آبي تفهم أن الموضة ليست مجرد مظهر بل تجربة، فقد صممت القطع بحيث تتحرك مع الجسد، لا ضده، وكأنها تُعيد للمشاهد معنى الانسيابية المطمئنة في عالمٍ سريع التغيّر.

هندسة ناعمة: التقاء الصلابة بالأنوثة

  1. بينما ارتبطت تصاميم ساكاي دائمًا بالبنية القوية والقصّات المعمارية، فقد حمل هذا الموسم ملمسًا أكثر رقة وإنسانية، أدخلت آبي الشيفون والحرير على الأقمشة الصناعية المعروفة كالنايلون والدنيم، لتخلق توازنًا دقيقًا بين الصلابة التقنية والنعومة الأنثوية.
  2. ظهرت السترات الرسمية وقد انسدل من خلفها شيفون مطوي بخفة، وكأنها تتنفس أنوثة مكتومة، كما أعادت المصممة صياغة مفهوم “العمل في المقدمة والحرية في الخلف”، من خلال تصميمات بظهر مفتوح أو تفاصيل خفية لا تُرى إلا عند الحركة.

إنها فلسفة ساكاي الكلاسيكية، لكن بروح أكثر نضجًا وهدوءًا.

الهيكل يتحرر: الجسد كمنصة تعبير

  1. في عرضٍ عنوانه المرونة، كان الجسد هو النقطة المحورية، لم تعد الملابس مجرد غلاف خارجي، بل لغة جسدية تنبض بالإيقاع والحرية.
  2. من السهل أن تلاحظ كيف أنّ آبي ترفض الخطوط الجامدة: الفساتين تُفتح على الخصر، التنانير تُفكك لتكشف عن طبقاتٍ خفية، والأكمام تُطوى لتتحول إلى زخارف متحركة.
  3. هذا المزج بين التقنية والحركة يُبرز عبقرية آبي في تحويل الوظيفة إلى جمال، حتى في أبسط القطع، هناك هندسة عاطفية، تربط بين العمل اليدوي الدقيق وحسّ التصميم الفلسفي.

ألوان تهمس أكثر مما تصرخ

  • بعيدًا عن البريق اللوني المعتاد في مواسم الصيف، اختارت ساكاي لوحة ألوانٍ معتدلة وعضوية، تعكس الرغبة في العودة إلى الجوهر.
  • ظهرت درجات البيج، والكحلي، والرمادي الصخري، والأبيض العاجي، مع لمسات من الأخضر الزيتوني والنيلي الغامق.
  • كانت هذه الألوان بمثابة خلفية شاعرية للنسيج المعماري للملابس، لا تسرق الأضواء بل تحتضنها.

حتى عندما استخدمت الأقمشة المعدنية، كان اللمعان أشبه بـ تأمل ضوء الصباح على سطح البحر، لا بانفجار من البريق الصناعي.

الأقمشة: حين تتحول المادة إلى روح

تعرف شيتوس آبي تمامًا كيف تجعل من كل نسيج شخصية قائمة بذاتها:

  1. استخدمت الدنيم والجلد والنايلون والبوبلين كأساس متين، ثم مزجتها بمواد أكثر شاعرية مثل الشيفون والبليسيه والحرير الخفيف، النتيجة كانت خريطة حسية للأزياء، تُعبّر عن التناقض والانسجام في آنٍ واحد.
  2. الأقمشة الثقيلة تُذكّر بالمتانة والاستمرارية، بينما تمنح الخامات الشفافة مساحة للتنفس، إنها ليست مجرد موضة، بل فلسفة مادية تعبّر عن العلاقة بين الإنسان والملبس كامتداد للذات.

الهجين كقوة لا كتناقض

  1. إذا كانت الموضة الحديثة تميل إلى الوضوح والتصنيف، فإن ساكاي تذكّرنا بأن الجمال الحقيقي يكمن في الغموض، القطع لم تكن فساتين خالصة أو سترات تقليدية، بل مزيجًا مُتعمّدًا من الاثنين.
  2. بهذا المعنى، ألغت آبي الحدود بين الأنماط – فالزيّ العسكري يمكن أن يكون رومانسيًا، والزيّ الرسمي يمكن أن يتنفس حريةً أنثوية، إنها فلسفة “الاثنين معًا”، التي جعلت من ساكاي مدرسة في التصميم الهجين، حيث تتصالح التناقضات وتتعايش.

جمالية الثقة الصامتة

  1. في زمنٍ تُقاس فيه قيمة الأزياء بعدد النقرات والضوضاء الرقمية، اختارت ساكاي السكينة كأداة مقاومة، لم تحتج المجموعة إلى استعارات ضخمة أو مسرحية.
  2. كانت كلمتها الأساسية هي الاستمرارية – الاستمرار في الإيمان بالحرفة، بالصدق، وبالفكر المتأمل، كان عرض ربيع وصيف 2026 بمثابة بيان هادئ عن القوة الداخلية، فالإبداع الحقيقي، كما تثبت آبي، ليس في كسر القواعد بقدر ما هو في معرفة متى تُصقلها ومتى تُحتضن.

أناقة الوعي والجوهر

  • قدّم عرض Sacai لربيع وصيف 2026 رؤية عميقة لما يمكن أن تكون عليه الموضة حين تتجاوز حدود الاتجاهات الموسمية.
  • لقد كانت المجموعة قصيدة في التوازن: بين القديم والجديد، بين القسوة والرقة، بين الحرفة والإحساس.
  • تذكّرنا آبي بأن الموضة ليست مجرد عرض بصري، بل رحلة داخلية نحو الذات.

بوجود فريقها القديم، والمجتمع الذي طالما احتفى بإبداعها، أثبتت شيتوس آبي أن الابتكار لا يحتاج إلى ضجيج ،بل يكفي أن يهمس بثقة، ليصل صداه إلى كل من يفهم أن الجمال، مثل الإيمان، لا يُفر، بل يُمارَس.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا