تلقى الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، تقريرًا مفصلًا حول تطورات المرحلة السادسة من "المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى"، والذي يُنفذ حاليًا في منطقة كامونجا.

وأوضح التقرير المقدم من الدكتور عارف غريب، رئيس قطاع شؤون مياه النيل، أن وفدًا من القطاع قام بزيارة ميدانية لمواقع المشروع، وتفقد أعمال تطهير المجاري المائية وإنشاء سوق للأسماك، وهي مشروعات جارية حاليًا ضمن المرحلة السادسة التي انطلقت في نوفمبر 2023، بتمويل مصري قدره 3 ملايين دولار، ولمدة ثلاث سنوات، كمنحة من مصر لصالح أوغندا.

وأشار الدكتور سويلم إلى أن هذه المرحلة الجديدة جاءت استجابة مباشرة لطلب أوغندي رسمي، بعد تفاقم أزمة انسداد مخرج بحيرة كيوجا بنبات ورد النيل، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه ونزوح آلاف السكان من القرى المحيطة.

وقد ساهمت المراحل الخمس السابقة للمشروع، التي بدأت بموجب اتفاقية عام 1999، في إزالة الحشائش المائية من مداخل ومخارج البحيرات الاستوائية الكبرى، مثل فيكتوريا، كيوجا، وألبرت، إلى جانب مصب نهر كاجيرا، مما خفف من خطر الفيضانات وساهم في حماية القرى والمدن المجاورة.

من أبرز نتائج المشروع أيضًا، تطوير المرسى النهري في كامونجا، وإنشاء سوق للأسماك، مما حسّن أوضاع الصيادين المحليين ورفع من مستوى المعيشة. كما تم استغلال الحشائش المائية التي تم جمعها في إنتاج وقود حيوي وسماد عضوي، عبر وحدات خاصة أنشأها المشروع، مما يوفر بدائل طاقة نظيفة للمجتمعات الريفية على ضفاف البحيرات.

حرص المشروع كذلك على نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى السكان المحليين، حيث تم تدريب المواطنين على إزالة الحشائش يدويًا وتحويلها إلى مصادر طاقة مستدامة، مثل الغاز الحيوي، بما يسهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتحقيق تنمية بيئية شاملة.

يأتي هذا المشروع امتدادًا للتعاون المصري الأفريقي في مجالات إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة، ضمن رؤية مصرية تقوم على تعزيز الشراكة مع دول حوض النيل، بما يعود بالنفع على الأمن المائي والاقتصادي للمنطقة ككل.

ويؤكد هذا التعاون المثمر بين مصر وأوغندا أهمية التكامل البيئي والتنمية الريفية، ويعكس الدور المصري المحوري في دعم جهود التنمية في القارة الأفريقية، انطلاقًا من مبدأ "المنفعة المشتركة وعدم الإضرار".