في الوقت الذي حذّر الصليب الأحمر من أن الخطط الإسرائيلية لإخلاء جماعي للفلسطينيين من قطاع غزة تبدو "مستحيلة"، قررت سلطات الاحتلال وقف عمليات الإنزال الجوي على مدينة غزة، والتقليل من دخول شاحنات الإغاثة، وذلك استعدادًا لهجوم كبير.

وتستعد إسرائيل لاجتياح مدينة غزة (أكبر مدن القطاع) بعد ما يقرب من عامين من الحرب، على الرغم من التحذيرات من أن العدوان الجديد ستكون له عواقب كارثية لا تطاق على الفلسطينيين، خاصةً أن جيش الاحتلال نفّذ قصفًا عنيفًا وهجمات برية على مدينة غزة في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى اختناق الخدمات الحيوية، وترك مئات الآلاف مكتظين في منطقة تتقلص مساحتها باستمرار.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة"؛ استعدادًا للهجوم المخطط له، الذي يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيستهدف أحد "المعاقل المتبقية " لحماس.

ولفت التقرير إلى أن مسيّرات إسرائيلية حلّقت هذا الأسبوع فوق عدة مناطق في مدينة غزة ومحيطها لإسقاط منشورات، بحسب سكان المدينة، تطالبهم بإخلاء منازلهم إلى جنوب "وادي غزة" الذي يقسم القطاع.

جاء في المنشورات: "إلى سكان مدينة غزة ومنطقة جباليا، كما حُذرتِّم سابقًا، يُوسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي نطاق عملياته غربًا. حرصًا على سلامتكم، يُرجى الإخلاء فورًا جنوبًا من وادي غزة".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن خطط لوقف "التوقفات التكتيكية"، تستمر لعشر ساعات في الأعمال العدائية، التي بدأت قبل شهر، بعد أن أدت القيود الصارمة على المساعدات والحصار والقصف إلى مجاعة قاتلة في القطاع.

تنديد أممي

ندّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمحاولات الإسرائيلية لتنفيذ نزوح جماعي من الفلسطينيين من مدينة غزة.

إذ قالت رئيسة اللجنة ميريانا سبولجاريك، في بيان لها: "من المستحيل أن يتم إخلاء جماعي لمدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية".

وحذّرت "سبولجاريك" من أن "الفلسطينيين الجائعين والمعاقين والمصابين غير قادرين على الحركة"؛ مضيفة أن "مثل هذا الإخلاء من شأنه أن يؤدي إلى حركة نزوح جماعية لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة استيعابها، نظرًا للتدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية والنقص الشديد في الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الطبية".

ونقلت CNN عن بلدية غزة، السبت، أن أكثر من مليون شخص نزحوا في المناطق الوسطى والغربية من مدينة غزة وحدها، محذرًا من أن الظروف "مروعة" بالفعل.

وقالت: "نتوقع ارتفاعًا حادًا في عدد الضحايا في حال توسع الاحتلال في عمليته العسكرية. نواجه انهيارًا كاملًا في الخدمات، إذ يواصل الاحتلال منع دخول الوقود والآليات التي نحتاجها".

كما حذّر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن السكان داخل مدينة غزة، الذين يعانون الإرهاق البدني والجوع وسوء التغذية، إلى جانب أنهم يعيشون أيضًا تحت ظل قصف مستمر، ما يضعف قدرتهم على اتخاذ قرارات تتعلق بالحياة أو الموت.

وقال سام روز، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة: "هؤلاء الناس يواجهون الموت. ومع ذلك، فهم الآن يواجهون خطر الغزو. يتعرضون للإرهاب على مدار الساعة".