كتبت: هناء أبو العز
الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 04:05 مأشاد العاهل الإسبانى الملك فيليب السادس بالعلاقات التاريخية والوثيقة التى تجمع بلاده بمصر، مؤكداً أنها شهدت نقلة نوعية خلال عام 2025، بفضل تبادل الزيارات الرسمية وتوقيع اتفاق التحالف الاستراتيجي بين الجانبين.
وقال ملك اسبانيا، فى كلمة ألقاها خلال مأدبة الغداء التى أقامها الرئيس عبد الفتاح السيسى تكريماً له وللملكة ليتيثيا بالقاهرة، إن ما يراه ويسمعه فى مصر يجسد كلمات الدبلوماسى والمؤرخ الإسبانى إدوارد تودا الذى وصفها بأنها "مهـد الأعراق البشرية وأساس العلوم والفنون".
وأكد الملك أن زيارة الرئيس السيسى إلى مدريد بداية العام الجارى أسفرت عن توقيع التحالف الاستراتيجى، وأن هذه الزيارة الرسمية للقاهرة بعد نحو نصف عام فقط تكرس فصلاً جديداً فى العلاقات الثنائية، مشيراً إلى تطلعه شخصياً لزيارة أهرامات الجيزة.
وأكد العاهل الإسباني أن هذه المحطات الثلاث فى العلاقات المصرية الإسبانية، والمتمثلة في زيارتين رسميتين واتفاق شراكة استراتيجية، تجعل 2025 عاماً مفصلياً فى تاريخ العلاقات بين البلدين، معتبراً أنها ثمرة حوار سياسى متواصل على جميع المستويات.
وتحدث ملك إسبانيا عن الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن بلاده لن تكل أو تمل من إدانة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي فى القطاع، مشيدًا بدور الوساطة التي تقوم بها مصر من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، واستئناف المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
كما أكد على دعم إسبانيا لمبادرات القاهرة الخاصة بإعادة إعمار غزة ، باعتبارها ضرورية لاستعادة السكان حياتهم وكرامتهم فى الإقليم الذى يجب أن يكون، مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، جزءاً من دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش فى سلام وأمن إلى جانب إسرائيل.
واستعرض العاهل الإسبانى العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية جاءت على خلفية تبادل اقتصادى متزايد، إثر تواجد الشركات الإسبانية فى قطاعات النقل والطاقة والمياه، فضلاً عن تزايد التدفقات السياحية بين البلدين.
كما أشاد بقرب افتتاح المتحف المصرى الكبير باعتباره هدية عظيمة من مصر إلى العالم ورمزاً لمستقبلها الواعد، وأكد على شغف الإسبان بمصر الفرعونية مهد الحضارة، ويتجلى ذلك من خلال بعثاتنا الأثرية المشتركة المتواصلة منذ ستة عقود.
وأشار إلى سفره بعد غدٍ لزيارة موقعين منها فى الأقصر، حيث يلتقي العلم والمعرفة، موضحًا أن الإسبان مفتونون بإبداعات الأدب والسينما والموسيقى المصرية المعاصرة، ولا ننسى الرياضة، وآمل مخلصاً أن يتمكن المنتخب المصري قريباً من ضمان التأهل لكأس العالم لكرة القدم، وأن يتقابل هناك، بالمنتخب الإسباني، ونأمل أن يكون ذلك بالفعل فى مرحلة متأخرة قدر الإمكان.
وفى مجال التعاون الإنمائى، أوضح أن مصر تعد شريكاً أساسياً لإسبانيا، حيث ضاعفت الوكالة الإسبانية للتعاون الدولى من أجل التنمية بين عامى 2022 و2024 تقريباً الموارد المالية المخصصة لمصر، وأن هذه الوتيرة ستستمر بدعم من توقيع "التحالف من أجل التنمية المستدامة" قريباً.
وتطرق الملك فيليب السادس إلى الأبعاد الإقليمية والأورومتوسطية للعلاقات، مذكراً بأن مصر عضو مؤسس فى الشراكة الأورومتوسطية التى توليها إسبانيا أهمية خاصة، معلنًا عن استضافة مدريد نوفمبر المقبل المنتدى الإقليمى العاشر للاتحاد من أجل المتوسط لتقييم الوضع الراهن وإعطاء دفعة جديدة للشراكة بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة.
كما أكد الملك الإسبانى على دور مصر القيادى فى أفريقيا، والتي تمثل مرجعاً أساسياً فى سعى إسبانيا لحضور متزايد فى القارة ضمن استراتيجية إسبانيا – أفريقيا 2025-2028.
واختتم الملك كلمته بالاستشهاد بكلمات عالم اللغة المصرى أحمد زكى عند زيارته قصر الحمراء بغرناطة فى القرن التاسع عشر وكتب قائلاً: لقد وجدت فى الإسبان أخلاق العرب وكرامتهم وكرمهم، وأعلن صراحة أن طبعهم أكثر وداً ونبلاً من طباع كل الشعوب التى التقيتها فى رحلتى الطويلة".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.