قنا - صابر سعيد

تحت مظلة من سقف الخشب والحديد، يقف وابور المياه شاهدًا على تحديات المزارعين منذ عشرات السنين فى قنا، فمن هنا يبدأ الخير ومن هنا ينتهي إلى أراضيهم، فالماء هو أصل الحياة لذلك حرص كبار العائلات على وجود وابور يسقي أرضهم وأراضي المزارعين، ويوفر لهم مصدر المياه اللازم لري تلك الزراعات المختلفة، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، ولا سيما بعد مرحلة فيضان نهر النيل.

ورغم أن هيكله غطته طبقات الصدأ، فإن صوته ما زال يرن في آذان الجيل الذي عاش تلك الأيام وهدير ثابت كان يبعث الماء في الحقول فيروي عطش الأرض، ولقد كان بمثابة المبنى المميز يوم عرفت القرية وابور الجاز بدلاً من السواقي التي كانت تدار بواسطة الأبقار لتسقي مساحات واسعة من أراضي المزارعين داخل القرية.

قال حسام حسين، من الأهالي، إن عمر وابور المياه يقترب من المائة عام فقبل عام 1929 أنشئ هذا الوابور الذي يقع داخل قرية دنفيق جنوب محافظة قنا، وهو أول وابور ينشأ في تلك المنطقة، وكان يدار بواسطة موتور ويعمل بالبخار، ويرتبط بطاحون غلال  إذ كانت طاحونة الغلال تطحن الحبوب لأهالي القرية، بينما يتولى الوابور ري الأراضي.

وأوضح حسام، أنهم حافظوا على جميع أجزاء الوابور على مدى سنوات طويلة، لأنه جزء من الهوية وجزء من التراث، حيث إنه بعد سنوات قليلة قد لن تجد مثل هذا النوع المستخدم في ري الأراضي الزراعية، إذ انتشرت الآن مواتير المياه التي تعمل بالكهرباء، وكذلك مواتير البنزين في المناطق التي لا تتوافر فيها الكهرباء، بينما هذه النوعية القديمة أصبحت موجودة في أماكن قليلة فقط.

وتابع حسام حسين أنه من الذكريات مع وابور المياه الذي يضخ الماء إلى الأراضي الزراعية، تلك الأوقات التي كان يجتمع فيها المزارعون ليبدأوا ري أراضيهم في مواعيد محددة مسبقًا، وكان هناك أشخاص يقطعون عشرات الكيلومترات حتى تصل المياه إلى أراضيهم، أما عن طريقة التشغيل، فكان يستخدم السولار لتشغيل المضخة والموتور الكبير المتصل بسير، والذي كان يستخدم أيضًا لتشغيل موتور الطاحون، وأما عن تكلفة ري الأرض فكانت تحسب بعدد القروش.

وابور مياه قديم بقنا

ذكريات وابور مياه بقنا

مكان عمره ٩٠ عاما بقنا

مدخل غرفة البابور

ترس دائري للوابور

رافع لمعدات الوابور

مضخة سولار