بخطى حثيثة، تسير وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري في تنفيذ أعمال صيانة طرق مناطق محافظات الكويت والطرق السريعة جنباً إلى جنب، وفقاً للبرامج الزمنية لكل عقد من عقود الصيانة الـ 18 التي تم توقيعها مع الشركات الفائزة.

ورصدت «الراي» خلال جولة ميدانية بعدد من مواقع صيانة طرق، جانباً من الأعمال التي تم تنفيذها والمواقع الجاري العمل فيها، حيث تعرفت على أبرز العوامل التي على أساسها يتم تحديد أولوية الصيانة للمواقع المختلفة، والجهود التي تبذل من خلال التنسيق مع الجهات المختلفة لتذليل العقبات وكيفية متابعة الوزارة والهيئة لعمليات الصيانة التي تقوم بها الشركات المنفذة.

ورشة عمل

على الرغم من قصر المدة الزمنية منذ بدء مباشرة أعمال الصيانة في العقود كافة، إلا أن العين لا تخطئ التغيير في المواقع التي تمت صيانتها والأخرى الجاري العمل على تنفيذها، فالجميع يحدوه الأمل بأن تعود طرق الكويت كما كانت مضرباً للمثل من حيث الجودة والدقة.

وكأن الكويت ورشة عمل مفتوحة لصيانة الطرق، فهنا مجنزرات لكشط الأسفلت المتهالك وهناك «نسافات» تنقل الخلطات، وإلى جانبها معدات فرش وتسوية الأسفلت… صورة لمشهد يتكرر يومياً في كل زاوية وركن من مناطق الكويت وخطوطها السريعة تحت رقابة فرق الإشراف لإخراج أعمال الصيانة وفق السيناريو المقرر، الذي يسير حالياً بصورة متفاوتة من موقع عمل لآخر.

زيارات ميدانية

وتأتي زيارات وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان لمواقع الصيانة الميداينة، تأكيداً وترجمة على حرص الوزارة وهيئة الطرق على توفير بيئة طرق آمنة ومتطورة من شأنها أن تسهم في انسيابية الحركة المرورية، وتقلل من المخاطر والحوادث من خلال استخدام معدات وآلات متطورة لضمان جودة التنفيذ وسلامة الاستخدام.

وبشأن هذه الزيارات، أكدت وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان أن «زياراتنا الميدانية لمواقع العمل المختلفة تأتي بهدف الاطلاع والوقوف على آخر المستجدات ومتابعة تنفيذ أعمال الصيانة ميدانياً، وذلك في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تعزيز البنية التحتية».

وأضافت أن «مشاريع صيانة الطرق تأتي ضمن خطة الوزارة الإستراتيجية لتحسين شبكة الطرق وتوفير بيئة آمنة ومستدامة للمواطنين والمقيمين، بما يواكب التطور العمراني واحتياجات النقل المتزايدة».

وذكرت المشعان أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بمتابعة جميع مراحل التنفيذ من التصميم إلى الانجاز مع الالتزام بمعايير الجودة والمواصفات الفنية المعتمدة عالمياً لضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء والمتانة للطرق.

أولوية الصيانة

وضعت وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق أسساً ومعايير على ضوئها يتم تحديد المواقع التي يتم منحها صفة الأولوية في تنفيذ أعمال الصيانة.

وحول هذه الجزئية، قال مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري بالتكليف المهندس خالد العصيمي «توجد آلية محددة عند اختيار تسلسل مواقع الأعمال، حيث يتم من خلالها تحديد أولويات أعمال الإصلاح والصيانة الجذرية للطرق السريعة للأماكن الأكثر تضرراً لتفادي الخطورة».

وأضاف العصيمي «بداية يتم الكشف الموقعي من قبل المقاول للمواقع التي تقع ضمن نطاق أعمال العقد بالتنسيق مع قطاع المركز الحكومي للفحوصات وضبط الجودة والأبحاث وإجراء جميع الاختبارات اللازمة، ومن ثم يتم العمل وفقاً للبرنامج الزمني والمسح الاسترشادي بخطة تهدف لتحقيق أعلى جودة واستدامة لشبكة الطرق، حيث إن مستندات عقود الصيانة تضمنت الدراسات والمواصفات الفنية ودليل معايير ومواصفات الطرق من الجهات المختصة ويتم تنفيذ الخطة وفقاً لتلك المعايير والمواصفات».

تذليل العقبات

لا تدخر وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان جهداً في تذليل العقبات أمام الشركات المنفذة لأعمال الصيانة من خلال التنسيق مع الجهات المختصة لضمان سرعة وجودة تنفيذ الأعمال.

وبشأن تلك الجهود، قال وكيل وزارة الأشغال بالتكليف عيد الرشيدي إن «الوزيرة المشعان لا تدخر جهداً في تذليل العقبات أمام الشركات المنوط بها تنفيذ عقود الصيانة، حيث يتم التنسيق مع جميع الجهات المختصة بهذا الشأن لضمان سرعة وجودة تنفيذ الأعمال، وذلك من خلال الاجتماعات التنسيقية والزيارات الموقعية والمراسلات الرسمية وكافة السبل التي من شأنها تذليل أي عقبات وانجاز الأعمال بأعلى كفاءة».

وأوضح الرشيدي أنه «من تلك الجهود التي يتم بذلها على سبيل المثال لا الحصر، التنسيق مع وزارة الداخلية لأخذ التصاريح اللازمة لإغلاق الطرق، التنسيق مع بلدية الكويت للحصول على الرخص الخاصة بتشوين المواد والمكاتب، التنسيق مع الوزارات الخدمية لإزالة العوائق إن وجدت، وأخيراً التنسيق مع قطاع المركز الحكومي للفحوصات وضبط الجودة والأبحاث لإجراء كافة الاختبارات اللازمة وغيرها من الجهات المختصة».

متابعة الأعمال

أكد عدد من رؤساء فرق الإشراف الذين التقتهم «الراي» خلال زيارتها لعدد من مواقع صيانة الطرق، كيفية متابعة الوزارة والهيئة لعمليات الصيانة التي تنفذها الشركات المتعاقد معها، حيث أوضحوا أن «أعمال المتابعة تتم من خلال المهندسين المشرفين وجهاز الإشراف الخاص بكل عقد، حيث يتولى كل فريق عملية تصوير سير الأعمال وارسال الصور لكل مرحلة من المراحل إلى «الجروب» الخاص بكل عقد والعمل على التنسيق مع الجهات المختصة لضمان ضبط الجودة، كما يتم التدقيق على جميع الأعمال من خلال طلبات تدقيق معتمدة وعمل جميع الاختبارات اللازمة، واتخاذ كافة السبل والإجراءات التي من شأنها انجاز الأعمال بأعلى كفاءة».

وأضافوا أنه «تتم متابعة الأعمال أيضاً من خلال عقد اجتماعات بصفة دورية لمتابعة آخر المستجدات، كما يتم إعداد تقرير شهري بنسب الانجاز والصور الموقعية التي تشير إلى تقدم مراحل تنفيذ الأعمال».

كيف تتم حماية الطرق السريعةمن التلف؟

قال العصيمي إن «الهيئة العامة للطرق حريصة على تحقيق أعلى جودة واستدامة لشبكة الطرق من خلال تنفيذ الأعمال وفقاً للمعايير والمواصفات المحدثة، وعمل كافة الفحوصات والاختبارات اللازمة لضمان جودة تنفيذ الأعمال واستدامة الطرق».

وأشار العصيمي إلى أنه تم إدراج محطات وزن الشاحنات ومواصفاتها ضمن المستندات التعاقدية لعقود الصيانة الجارية وهي محطات وزن متنقلة لقياس وزن الشاحنات وهي متحركة، لافتاً إلى أن التنسيق جارٍ مع الجهات المختصة من خلال اجتماعات على مستوى رفيع مع كل من ممثلي الإدارة العامة للجمارك، مؤسسة الموانئ الكويتية، الإدارة العامة في المرور، بهدف تفعيل محطات وزن الشاحنات تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء رقم 1043 المتخذ في اجتماعه رقم 32/ 2016 لضمان قيام كل جهة بدورها وربط وتفعيل تلك المنظومة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.

مؤشرات قياس أداء الشركات

نظراً لقصر مدة الأعمال، مازال الحكم مبكراً على أداء الشركات، لكن لا شك في أن التغيير الجذري الواضح في الطرق السريعة أصبح ملحوظاً، فهناك عقود نسبة الانجاز الفعلي فيها متقدمة عن الانجاز التعاقدي، وهناك عقود تسير وفق البرنامج الزمني.

إن الحكم على أداء الشركات يمكن قياسه بعد مرور عام من بدء العمل، في ذلك الوقت يمكن قياس الأداء بدقة ومعرفة إمكانيات الشركات وقدرتها على الإنجاز من عدمه.

10 سنوات ضمان

لضمان استدامة شبكة الطرق بعد إتمام أعمال الصيانة اللازمة، تم تضمين عقود الصيانة بنوداً تلزم المقاول بمعالجة أي أضرار تحدث للأعمال تشل طبقة التأسيس خلال 10 سنوات من تاريخ تسلم العقد تسلما ابتدائيا، الشيء الذي يجعل المقاول حريصاً على إنجاز الأعمال بكل دقة طبقاً للمواصفات والمعايير الموضوعة.

تعاون وتفهم

تستلزم عمليات صيانة الطرق في المواقع المختلفة إغلاق بعض الحارات وأحياناً يكون الإغلاق على كامل الاتجاه مع فتح مسارات جانبية، الأمر الذي تشكر معه وزارة الأشغال وهيئة الطرق مستخدمي الطرق على تعاونهم وتفهمهم إجراءات الصيانة وما ينتج عنها من إغلاق طرق أو تغيير مسارات أو إجراءات أخرى، لحين إتمام عمليات الصيانة في المواقع التي تتضمنها عقود الصيانة.