تسيطر فيديوهات الذكاء الاصطناعي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هناك علامة فارقة يُمكنها المساعدة في تحديد ما إذا كان الفيديو الذي تشاهده حقيقيا أم مولد بالـAI.

يقول هاني فريد، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، والرائد في مجال الأدلة الجنائية الرقمية ومؤسس شركة «GetReal Security»، لكشف التزييف العميق، إن من أوائل الأمور التي يجب الانتباه إليها لكشف حقيقة مقاطع الفيديو، إذ كان الفيديو بجودة صورة سيئة، موضحًا أن أدوات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستتطور، وستصبح هذه النصيحة عديمة الفائدة قريبًا، وقد يحدث ذلك في غضون أشهر، أو قد يستغرق سنوات.

وأضاف «فريد»، أنه على الرغم من أن هذه العلامة قد تكون دليلا قاطعا على أن مقطع الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي، ولكن مع التعمق أكثر في تفاصيل الفيديو، قد تُساعد هذه العلامة على اكتشاف ذلك، مُشيرًا إلى أن مقاطع الفيديو المزيفة منخفضة الجودة جذابة لدرجة أن المُضلّلين يُخفّضون جودة عملهم عمدًا، فإذا كنت أحاول خداع الناس، فماذا أفعل؟ أُنتج فيديو مزيفًا، ثم أُخفّض الدقة حتى تتمكن من رؤيته، مع إمكانية تمييز جميع التفاصيل الصغيرة، ثم أُضيف ضغطًا يُخفي أي تشويش محتمل.

وتابع: «الأمور الثلاثة التي يجب البحث عنها هى الدقة والجودة والطول، والطول هو الأسهل، ففي الغالب، تكون مقاطع فيديو الذكاء الاصطناعي قصيرة جدًا، حتى أنها أقصر من مقاطع الفيديو النموذجية التي نشاهدها على تيك توك أو إنستجرام والتي تتراوح مدتها بين 30 و60 ثانية.

وأوضح: «الغالبية العظمى من مقاطع الفيديو التي يُطلب مني التحقق منها تكون مدتها ست أو ثماني أو عشر ثوانٍ.» ذلك لأن إنتاج مقاطع فيديو الذكاء الاصطناعي مُكلف، لذا فإن معظم الأدوات تُحقق أقصى استفادة من المقاطع القصيرة، بالإضافة إلى ذلك، كلما كان الفيديو أطول، زاد احتمال إخفاق الذكاء الاصطناعي، يمكنك ربط مقاطع فيديو متعددة معًا، ولكنك ستلاحظ انقطاعًا كل ثماني ثوانٍ تقريبًا».

وشدد أستاذ علوم الحاسب: «العاملان الآخران، الدقة والجودة، مرتبطان ولكنهما مختلفان. تشير الدقة إلى عدد أو حجم البكسلات في الصورة، بينما الضغط عملية تُقلل حجم ملف الفيديو عن طريق إغفال التفاصيل، مما يُخلف غالبًا أنماطًا مُكتلّة وحوافًا ضبابية».

على الجانب الآخر، يوضح ماثيو ستام، الأستاذ ورئيس مختبر الوسائط المتعددة وأمن المعلومات في جامعة دريكسل بالولايات المتحدة، أن فيديوهات الذكاء الاصطناعي ليست أكثر عرضة للظهور بشكل سيئ، وأفضل أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مقاطع جميلة ومُصقولة، كما أن المقاطع منخفضة الجودة ليست بالضرورة من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

وتابع ستام: «إذا رأيتَ محتوىً بجودة منخفضة جدًا، فهذا لا يعني أنه مُزيف. ولا يعني أي شيء سيء»، ولكن فيديوهات الذكاء الاصطناعي الضبابية والمُبكسلة هى الأكثر عرضة للخداع، إذ إنها تُعتبر علامة على أن المشاهد يحتاج إلى إلقاء نظرة فاحصة على ما يُشاهد.

ووفقًا لخبير محو الأمية الرقمية مايك كولفيلد، فإن الحل لاكتشاف مقاطع الفيديو المزيفة، هو أن نبدأ جميعًا في التفكير بشكل مختلف فيما نراه على الإنترنت، مُضيفًا أن البحث عن الأدلة التي يتركها الذكاء الاصطناعي ليس نصيحة «مستدامة» لأن هذه الأدلة تتغير باستمرار، وبدلًا من ذلك، يجب علينا التخلي عن فكرة أن مقاطع الفيديو أو الصور لها أي معنى خارج السياق.