منوعات / صحيفة الخليج

المكحلة والمرود.. تقليد متجذر في الهوية والجمال

الشارقة: هدى النقبي

تُعتبر المكحلة والمرود من الرموز التراثية في ، حيث لا تزال هذه الأدوات تحتفظ بمكانتها في الثقافة المحلية، ويعكس استخدام الكحل في الإمارات ليس فقط البُعد الجمالي، بل أيضاً الامتداد التاريخي والتقاليد المرتبطة بالصحة والهوية الثقافية، كانت النساء تتزين بالكحل الأسود العميق لإبراز جمال العيون العربية في المناسبات والأعراس، وكان الكحل الإماراتي التقليدي يُصنع من الإثمد، المعروف بفوائده في تقوية النظر، وتطويل الرموش، والوقاية من الالتهابات وحماية العيون من أشعة الشمس القوية والغبار في الصحراوية.

في الماضي، كانت النساء الإماراتيات يستخدمن المكحلة المصنوعة من الفخار أو المعدن لحفظ الكحل، بينما يُستخدم «المرود»، وهو عبارة عن عصا صغيرة بحجم العود مصنوعة من الخشب أو من صدف البحر، رقيقة، ومشغولة بيد حرفي، لاستخــــراج الكحـــل من عبوته وللتكحل، وكان الكحل يُصنع محلياً، خاصة من حجر الإثمـــد، الـــذي يُعتقـــد أنه مفيد لصحة العيون،كان تكحيل العيون جزءاً من الزينـــــة اليوميــــة للنســـاء، سواء المتزوجـــات أو الفتيات الصغيرات، ويُستخدم الكحل أيضاً للأطفـــال حديثي الولادة، حيث تعتقد بعض العائلات أنه يساعد على تقوية النظر وحمايـــة العـــين مــن الحسد.

في الماضي، النساء كن يصنعن الكحل من حجر الإثمد الذي يُجلب من جبال ، ويوضع في الماء لخمسة أيام، ثم يجفف ويطحن بالمنحاز والرشاد، وبعدها يصفى في قماش خفيف لفصل القطع الكبيرة، ويطحن مرة، ثم يوضع في المضرب، وهو قنينة زجاجية صغيرة يحفظ بها الكحل، وكان الناس يفضلون نقع الكحل بماء زمزم.

كان تكحــيل العين باستخدام الْمِكْحَلُ بمرود صغير، يبلل أولاً بالماء ثم يغمس في مسحوق الكحل، ثم يمرر بين جفني العين، لما له من خصائص علاجية، حيث كان يُستخدم في الطب الشعبي لعلاج بعض مشكلات العيون.

ومازال بعض النساء الإماراتيات يحرصن على اقتناء المكحلة والمرود التقليديين، خاصة في المجالس التراثية والــمناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني الإماراتي ومعرض التراث، مما يعكس اهتمام الإمارات بالحفاظ على التراث.

تمثل المكحلة والمرود جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، حيث يرمزان إلى الأصالة والجمال الطبيعي باعتبارهما إرثاً ثقافياً يربط الأجيال بتاريخ الأجداد وحكايات الماضي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا