العين: منى البدوي
تستند حديقة الحيوانات في العين إلى أساليب حديثة في جميع جوانب رعاية الحيوانات، ومنها تطبيق مفهوم «إثراء الحيوانات» الذي يهدف إلى تعزيز رفاهية الحيوانات، بما يساعد على تحفيز الحيوانات لممارسة سلوكها الطبيعي الخاص بكل نوع، وذلك من خلال دمج المعرفة العلمية وفهم سلوك الحيوانات. ويجري فريق رعاية الحيوانات تغيراً على بيئتها لتوفير خيارات متنوعة لتعزيز وإثراء السلوكيات الغريزية، مما يسهم في تحسين مستويات رفاهيتها بشكل عام.
قال سعيد خلفان الشامسي، مشرف رئيسي على رعاية الحيوانات آكلة اللحوم، إدارة علوم الحياة: تكمن أهمية ممارسة إثراء الحيوانات في تشجيع إظهار السلوك الفطري الطبيعي، مما يعزز نشاطها البدني والذهني، ويعتبر ذلك أمرا ضروريا لضمان رفاهية الحيوانات وتقديم أفضل معايير الرعاية لها.
وأضاف أن الإثراء يسهم في تعزيز تجربة الزوار في حديقة الحيوانات بالعين، حيث يتيح لهم مشاهدة الحيوانات وهي تتفاعل مع بيئاتها بطرق تعكس سلوكياتها الطبيعية، وهذا بدوره يعزز فهماً أعمق للأهمية التي نوليها لرفاهية الحيوانات، حيث يقوم فريق رعاية الحيوانات لدينا بإجراء أبحاث مكثفة حول السلوك الطبيعي لكل نوع. ونقوم بمراقبة السلوكيات التي تظهرها هذه الحيوانات لفهم متى ولماذا تقوم بهذه السلوكيات وكيف تساهم في تكيفها.
وأشار الشامسي إلى أنه عند تصميم برنامج إثراء للحيوانات آكلة اللحوم من المهم جعل تغذيتها غنية قدر الإمكان حيث إنه في البرية تقضي العديد من الحيوانات آكلة اللحوم جزءا كبيرا من يومها في الصيد، مع فرص محدودة للصيد بنسب نجاح منخفضة للغاية، وبناء على الدراسات والأبحاث والخبرة، وجدنا أن واحدة من أكثر الطرق فاعلية لجعل هذه التغذية أكثر إثراءً يُستحسن تقديم الطعام مع الجلود والعظام كاملة وذلك يساعد على تحفيز غرائز الصيد والتغذية الطبيعية لدى العديد من الحيوانات آكلة اللحوم.
وقال إن تقديم العناصر الغذائية بشكل كامل يواجه بعض التحديات، والسر الحقيقي يكمن في فهم كيفية تقديم هذه العناصر للحيوانات. كما تلعب تقنيات الصيد دورا حيويا في فهم قدرة الحيوانات على التكيف وكيفية إعداد الإثراء الغذائي بما يتناسب مع بنيتها الجسدية؛ على سبيل المثال، يتميز الفهد بسرعته الكبيرة في الانقضاض، مما يجعله مثاليا لمطاردة الفريسة الوهمية السريعة في مضمار الفهود، بينما يتمتع النمر بقوة جسدية تساعده على التكيف بشكل جيد لتسلق الأشجار للوصول إلى طعامه.
وأضاف أن البيئة البرية تتغير باستمرار حيث تواجه الحيوانات العديد من المشاهد والأصوات والنكهات والروائح والتفاعلات مع الحيوانات الأخرى، وهو ما يتطلب أن نكون مبدعين ونبتكر استراتيجيات لجعل كل يوم مختلفا للحيوانات، يشمل ذلك تغيير الموارد المستخدمة أو توفير عناصر حسية مثل الأعشاب والتوابل والريش أو الأصوات المختلفة.
وقال: نولي أهمية كبيرة لمجموعة متنوعة من أدوات الإثراء ونعمل على تحديثها بانتظام لضمان تفاعل الحيوانات، حيث ان الاستخدام المتكرر لنفس العناصر قد يؤدي إلى فقدان الاهتمام والشغف. لذلك، نحرص على أن تظل طرق الإثراء جديدة ومحفزة. وأشار إلى أن عملية اختيار عناصر الإثراء تخضع لمراجعة دقيقة، حيث يجب أن يحصل كل عنصر مصمم على موافقة الأطباء البيطريين ومديري رعاية الحيوانات قبل تقديمه. وعند تقديمه، يراقب الفريق المختص الحيوانات عن كثب لضمان تفاعلها بأمان وبشكل مناسب مع الإثراء من خلال التركيز على الأهداف الخاصة بكل نوع وضمان سلامة وإثارة أنشطة الإثراء، ونسعى لتوفير بيئة محفزة وصحية للحيوانات تحت رعايتنا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.