د. مايا الهواري
تتّصف بعض النّساء بأنّهنّ «نكديّات» نتيجة عدم تحكّمهنّ بانفعالاتهنّ. إنّ هذا الانفعال قد يكون سببه هرمونات الجسم أو تخبّطه أو ردود أفعال لا يمكن التّحكّم بها، ممّا يؤدي إلى وصفهننهنّ بأنّهنّ ناقصات عقل ودين، علماً بأنّ هذه العبارة تستخدم في مواطن معيّنة ومواقف محدّدة، ولكنّها تسبّب ضيقاً لبعض النّساء، فهل فعلاً ما يمتلكنه من انفعالات وتغيّرات يصل بهنّ لدرجة تجعلهنّ ناقصات عقل ودين؟.
إنّ امتلاك المرأة للذّكاء العاطفيّ يجعلها تفهم ذاتها أوّلاً، وإنّ هذا النّكد الّذي يصيبها يأتي خلال وقت معيّن، قد يكون ردّ فعل لشيء ما، ولكن إن تكرّرت ردّة الفعل هذه وازدادت على ٢١ يوماً ووصلت لـ ٤٠ يوماً فإنّها ستتحوّل لعادة ومن هنا أتت مقولة (من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم)، هذا ما يحصل بعد ٤٠ يوماً فما بال المرء بعادة يفعلها لسنوات وسنوات، ومن هنا كان التّغيير صعباً على الإنسان، ومن يتغيّر يتّصف بأنّه إنسان قويّ ذو إصرار، ومن يريد الخروج من حالة النّكد وتغييرها عليه بالذّكاء العاطفيّ وبرمجة نفسه وقدرته على تحكّمه بمشاعر الفرح والحزن، فالذّكاء العاطفيّ عامل مهم جدّاً يساعد الإنسان في مدّة حزنه ومدّة فرحه، وأحياناً يكون النّكد مع أشخاص آخرين، فالطفل أقرب النّاس إليه أمّه، كلّما شاهدها بدأ بالبكاء وإن كانت تتناول طعامها يبدأ بالبكاء أو ينادي عليها ولكنّه مع الأطفال الآخرين أو الأشخاص لا يكترث لهم ولا يبدي أيّ صراخ أو بكاء، فالطّفل «يمون» على أمّه، كذلك بعض النّساء لا «تمون» إلّا على زوجها، صديقاتها، أقربائها، وكلّما زادت القرابة وتمكّنت العلاقات، تكلّم المرء بحرّيّة وببساطة وصراحة أكبر، إلّا أنّ البعض لا يتحمل هذه الصّراحة الّتي قد تكون جارحة بعض الأحيان والّتي قد لا يتحمّلها الآخرون، كما وقد يكون الموقف صغيراً ولا يحتاج الى ردّة فعل قويّة.
نستنتج ممّا سبق أنّ صفة النّكد تصيب الصّغير والكبير، المرأة والرّجل، وذلك بسبب ما بداخلهم من هرمونات تتحكّم بتصرّفاتهم، وإنّ امتلاك المرء للذّكاء العاطفيّ ومهاراته يمكنه من التّحكّم بعواطفه وردّة فعله، لأنّ الحياة لا تحتاج الى كلّ هذا النّكد فهي جميلة وتحتاج الى كل جميل من الإنسان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.