بيروت: هيام السيد
فايز قزق، ممثل ومخرج ومؤلف سوري تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1981، ثم حصل على شهادة عليا في إعداد وتدريب الممثل المسرحي من كلية روز بروفورد في إنجلترا عام 1987، وماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988.. بدأ قزق مسيرته في المسرح، حيث أخرج أكثر من 50 عملاً مسرحياً، ثم انتقل إلى الدراما التلفزيونية، ومن أبرز أدواره شخصية «مأمون بيك» في مسلسل «باب الحارة»، وشارك في مسلسلات مثل «العراب»، «كسر عظم»، «الزند: ذئب العاصي». يعمل أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وساهم في تخريج أجيال من الفنانين.. هنا حوار معه:
* كيف تُقيِّم الواقع الدرامي في الوطن العربي وفي سوريا على وجه التحديد؟
-أتابع بقدر ما يسمح لي الوقت أعمالاً ذات طابع درامي تلفزيوني، ولا أعتقد أن الأمور تسير بشكل مهم بصورة عامة خصوصاً في هذا الزمن الذي يشهد العالم فيه تحولاً من شكل إلى شكل آخر، وهو تحول عميق وعميق جداً.. وخلال فترة قريبة سوف يتغيّر العالم بشكل مطلق، ولن يعود لوسائل التواصل الكلاسيكية أي نوع من أنواع التأثير في ظل وجود وسائل الاتصال الإلكتروني، أو ما نسميه التواصل الاجتماعي، التي قد يكون لها شكل جديد، لأننا على أبواب الذكاء الاصطناعي الذي لن يدخل في الزراعة والصناعة والأشياء المرتبطة بالتقنيات فقط، بل سيكون تأثيره في الفنون والآداب إلى حد كبير، وسيتمّ إلغاء جزء كبير مما اعتدنا تسميته آداباً وفنوناً، ويحل مكانهما شكل آخر من أشكال التعبير، ومن الواضح أن الأمور لن تسير في مصلحة الشعوب. وبالنسبة إلى الدراما في سوريا والعالم العربي.. لدينا حالات خاصة، بسبب وجود دول مزدهرة، فيها الهدوء والسلام، ودول أخرى تعيش حروباً واضطرابات، وفي سوريا، وفي ظل الوضع الحالي، لن يكون للدراما الشكل الذي كانت عليه قبل عقد من الزمن أو أكثر، ومع ذلك كان لبعض المسلسلات صدى مهم جداً، وقدم بعضها رؤية فنية وثقافية لافتة جداً، لكن عددها القليل يجعلها تضيع وسط زحمة وكثافة ما يقدم من أعمال فنية ورياضية وسياسية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتحمل كل هذا الضغط. وعموماً سوريا ليست في الموقع الذي كانت عليه درامياً، لأن الأمور تغيّرت وتحوّلت، وهي إلى مزيد من التغيير والتحول. أما عربياً فلست ممن درس وتابع وبحث بدقة وتفاصيل ما يجري على مستوى الوطن العربي، ولكنني أتابع من باب المشاهد لا أكثر ولا أقل.
* خرَّجت أجيالاً من الفنانين، كيف تقارن هذا الإنجاز بالنجاحات الأخرى التي حققتها خلال مسيرتك الفنية؟
-عملت لفترة طويلة وما زلت في الشأن المسرحي ممثلاً منذ عام 1980 ومخرجاً منذ عام 1988 ومدرباً أكاديمياً في المعاهد المسرحية وخصوصاً في سوريا والكويت منذ عام 1988 أيضاً، لكن الإنجاز الأهم هو تخريج كمٍّ كبيرٍ من الممثلين القادرين على أن يكونوا أمام عدسات التلفزيون والسينما وعلى خشبات المسارح. فأنا أقوم بتخريج أو تدريب ممثلين أو ممثلات ليكونوا خلال 20 أو 30 سنة القادمة مؤهلين لأن يقولوا كلمة مهمة من خلال الوسيلة الفنية التي يتعاملون معها، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون أو الإعلام أو.... إلخ.
شخصيات مهمة
{ وماذا عن عملك في المسرح والسينما؟
-الشخصيات التي أنجزتها في المسرح، وعددها كبير، هي شخصيات مهمة جداً في تاريخي وذاتي وذاكرة من شاهدها، والقادر على استذكارها والاستنارة بشيء من وهجها أو الإضاءة التي كانت في الماضي.. كذلك فإن ما قدمته في السينما كان مهماً أيضاً، لأنني جسدت شخصيات ذات طابع معين، بحيث يمكن العودة إليها ومشاهدتها، وهي أعمال لها خصوصيتها ضمن الأرشيف السينمائي السوري، أما إخراجياً فإن عدد الأعمال التي أخرجتها كان قليلاً جداً على المستوى الاحترافي (مسرح قومي، مسرح تجريبي)، ولكنني كنت حريصاً عند تقديم الخطط الإخراجية من خلال برامح التدريب في المعاهد المسرحية على أن يكون هناك تنوع في تخريج الطلاب لمشاريع عظيمة جداً ومهمة للغاية تجاوزت تجارب المسارح المحترفة في كل مكان كنت أعمل به.
وكما هو الحال بالنسبة للأعمال التلفزيونية، لكنها كانت أمثلة لإمكانيات مهمة للمسرح وتقديم المسرح بالنسبة للشعب السوري وكذلك بالنسبة للمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت. وكل تلك الأعمال تم تقديمها على أساس أن تكون في جزء منها مراعية لمفهوم الإخراج المسرحي، هذا فضلاً عن مهمة تدريب الطلبة، خصوصاً أنني أنظر إلى طلاب السنة الثالثة والرابعة على أنهم ممثلون محترفون إلى حد كبير وليس مجرد طلبة عاديين لأنهم قضوا السنتين الأولى والثانية وهم يستدركون المعلومات ويقرأون ويحاولون اكتشاف الأجساد، والأصوات، والعلاقات مع الحياة، وطريقة التزود من هذا الشارع وهذه الأسرة وهؤلاء الأفراد بكل ما يمكن أن يخدم عملهم في السنتين الأخيرتين أي الثالثة والرابعة، والسنة الثالثة كانت تهيئة ممتازة لبعض الطلبة الذين تجاوزوا حتى الممثلين المحترفين في تقديمهم للشخصيات، وكنت أتعامل معهم في السنة الرابعة كمخرج وليس كمدرب.
حصد الجوائز
{ هل حصدتْ هذه الأعمال جوائز؟
-مجمل هذه الأعمال كانت مهمة وبعضها حقق جوائز دولية مثل مسرحية «النوّ» في «مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي» عام 1994، و«النفق» وهي مسرحية مرتجلة حققت ست جوائز في «مهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي» في الأردن، كما تم عرض بعض المسرحيات لأكثر من موسمين أو ثلاث مواسم في دمشق وغيرها من المحافظات السورية كمسرحية «وعكة عابرة» التي حققت حضوراً مهماً على مستوى الجمهور المسرحي السوري. كل هذه الأشياء كنت وما زلت أفكر فيها من خلال تخريج أكبر عدد ممكن من الفنانين والفنانات السوريين من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق الذي أرجو أن يدوم في أعضائه لتجديد أساتذته وتجدد طلابه ومفاهيم التدريب الجديدة التي يحتاجها، ويبقى الأمر الأهم بالنسبة لي أن أكون مساعداً لأكثر من 650 شاباً وشابة ليس في سوريا فقط بل في أرجاء قريبة وأحيانا بعيدة من بلدي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.