الشارقة: هدى النقبي
تتجدد معاني الفرح والبهجة، وتلتقي القلوب على المودة وصلة الرحم مع قدوم عيد الأضحى المبارك الذي ينتظره الكبير بشغفٍ ليُظهر أضحيته ويُحيي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتلهّف له الصغير ليرتدي أجمل الثياب وينتظر العيدية التي تُدخل على قلبه سعادة لا تضاهى.
قبل يوم العيد، تعيش الأسر الإماراتية حالة من الحراك والبهجة، استعداداً لاستقبال هذه المناسبة المباركة، وتبدأ التحضيرات بشراء الملابس الجديدة للكبار والصغار، وتنظيف المنازل وتعطيرها وشراء الأثاث الجديد للمجالس لاستقبال الضيوف. وتنشغل النساء بإعداد «فوالة العيد»، وهي واحدة من أجمل العادات الإماراتية المرتبطة بكل عيد، إذ تتنوع بين الحلويات الجاهزة والتي تصنع في المنازل وبين الموالح وأشكال الضيافة الأخرى.
لا يخلو بيت إماراتي خلال أيام العيد من «الفوالة» التي تعكس كرم الضيافة وأصالة التقاليد، وتتصدّر الطاولة أنواع مختلفة من الحلويات إلى جانب المأكولات المالحة مثل السمبوسة، والمعجنات، والمكسرات المملحة، ولكن ما يميز عيد الأضحى تحديداً هو وجود طبق لا غنى عنه في كل بيت وهو العيش واللحم.
تقول أم أحمد الحوسني: لا تكتمل فرحة المناسبة إلا باللمة العائلية في البيت الكبير، حيث نذهب مع عائلتي الصغيرة صباح العيد إلى بيت الوالد للتهنئة بعد العودة من المصلى. ويصبح البيت نقطة لالتقاء الإخوة والأهل ويمتلئ المجلس بالكبير والصغير وفرحة الأطفال حين توزع «العيدية» عليهم. وبوجود «الفوالة» المتنوعة مع القهوة العربية والشاي يصبح هذا البيت قلب العيد النابض.
تؤكد أم علياء السعدي أن العيد مناسبة لا تُقدّر بثمن، فهو يوم تنتظره العائلة بشوق، وتحرص فيه على الاجتماع وتبادل التهاني والفرح. وتقول: «لا يمر عيد دون لمة الأهل والأصدقاء، سواء عبر الزيارات أو حتى الاتصالات، فاللقاءات هي روح العيد. وتضيف أنها تحرص كل عام على دعوة الأقارب في ثاني أيام العيد بعد الانتهاء من الزيارات الرسمية، ليجتمع الكبار والصغار وحتى العاملات في المنزل، فلكل منهم نصيب من العيدية والبهجة.
ولا تكتمل طقوس المناسبة في بيتها من دون إعداد «فوالة العيد» التي تعتبرها ضرورة أساسية في هذا اليوم، وتحرص على حجز الحلوى العُمانية المفضّلة لديها قبل العيد بوقت كافٍ لضمان توفرها، وتشمل ضيافتها أيضاً أنواعاً متنوعة من المكسرات وحلويات العيد التقليدية مثل «البيتيفور» والكعك إلى جانب الأطباق التقليدية مثل الهريس واللقيمات والخبيص التي تضيف نكهة خاصة للمناسبة وتُبهج الزوّار من جميع الأعمار.
وقالت خديجة سعيد (أم صالح): أبدأ تحضيراتي قبل العيد بأسبوع بشراء أوانٍ للتقديم تحمل عبارات تهاني العيد، وحامل على شكل خروف وظرف للعيديات لتوزع على الأطفال بأشكال جميلة. وكذلك أشتري الحلويات المميزة لهذه المناسبة الفضيلة.
إسعاد الصغار
رغم ضيق الوقت مع حلول العيد والامتحانات بعده بأيام، قررت أم سعيد الظهوري أن تجهز شيئاً بسيطاً من الفوالة والأطباق المحبوبة لإسعاد الأطفال. وتقول: أحب أن أطهو كل شيء بيدي، من الهريس إلى اللقيمات ومن المضروبة ولكن الغوزي هو أساس أول يوم، نُحضّره في صينية كبيرة، نضعها في منتصف السفرة.
وتقول عائشة (أم نورة): أحرص وأخواتي في كل عيد على أن نذهب إلى بيت الوالدة منذ الصباح لتحضير السفرة، وننسقها معاً بأهم الأطباق التي نحضرها مع الإضافات الجمالية من الورود الطبيعية وأنواع من الحلويات تصنع في المنزل ونقدمها في صواني التقديم التي تحمل طابع العيد، ونضع الموالح من الجباب واللقيمات والعرسية والأهم هو صينية العيش واللحم بأوانٍ تراثية تعبر عن أصالة تراثنا. أم خالد النقبي تقول: في كل عيد أحب أن أنسق الديكور الخاص لأنه يشعرنا بالسعادة، وفي هذا العام جهزت لأطفالي ركناً في البيت مزيناً بصور الخراف والبالونات وعلب عيديات بشكل جميل وبعض الهدايا. أما عن السفرة، فأنا أحب التنوع في شراء الحلويات وعلب الشوكولاتة من المحال التي تحمل طابع العيد مع تنسيق من الديكورات البسيطة ووضع الزهور الطبيعية لتعطي جمالاً للمكان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.