يتعرض بعض الأشخاص أحياناً إلى مشكلات ذات طابع نفسي أو عصبي، ما يوقعهم تحت ضغوط شديدة، وبدلات من العمل على ترويض هذه الضغوط، فإنهم يسلكون اتجاهاً واحداً مألوف لديهم وهو الأكل العاطفي، نتيجة الشعور بالجوع العاطفي.
وهذا النوع من الجوع يختلف كثيراً عن الجوع المعتاد، حيث يعرّف أساتذة التغذية والأطباء الجوع بأنه ينقسم إلى نوعين: الأول فيزيائي، والثاني عاطفي.
الجوع الفيزيائي هو الجوع الطبيعي، وينشأ عن الشعور التدريجي بالحاجة إلى الأكل، ومن ثم يستطيع الشخص الصبر على هذا النوع من الجوع حتى يتمكن من اختيار وتجهيز الطعام، وعادة ما يتوقف الشخص عن الطعام عند الشعور بالامتلاء.
أما الجوع العاطفي فيكون مفاجئاً، حيث ينشأ إحساس طارئ بالجوع يتطلب الإشباع على الفور، وبالتالي تتجه الشهية نحو الأكل المريح، وفي العادة لا يشعر الشخص بالشبع حتى بعدما تمتلئ معدته بالطعام، ما قد يصيبه بالسمنة وأمراضها مع الوقت.
فالسمنة هي بداية العديد من الأمراض مثل: القلب، والشرايين، والجلطات، وارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وصعوبة في التنفس، وزيادة نسبة السكريات، وكذلك زيادة نسبة الالتهابات في الجسم.
مواقف وأزمات
تؤكد د. رحاب عصمت، الباحثة بقسم بحوث الأغذية الخاصة والتغذية، معهد بحوث تكنولوجيا الأغدية، أن الأكل العاطفي ينجم عن مرور بعض الناس بمواقف وأزمات صعبة يكون الخروج منها ذهاباً إلى الراحة، هو محاولة تخطيها عبر تناول الطعام.
وتقول إن هذه الوجبات تكون في الغالب من الأنواع التي يتم تناولها بسرعة؛ لأنها سابقة التجهيز ذات سعرات حرارية عالية، كما أنها فقيرة في القيمة الغذائية مثل: المخبوزات، والمعجنات، والحلويات، والأيس كريم، أنواع المعكرونة، والمقرمشات ذات النكهات والطعوم الصناعية.
وقد أثبتت الدراسات أن السبب وراء هذا النوع من الأكل هو حدوث استجابات لإشارات في المخ عند المرور بمواقف عاطفية معينة، فينبه الجسم إلى ضرورة الحصول على احتياجاته من الأغذية خاصة الغنية في بالسكريات والدهون، وهذا ما أكده كثير من الباحثين.
وتشير د. رحاب عصمت إلى أن تناول هذه الوجبات يولّد الشعور بالراحة؛ لأنها من وجهة نظر هؤلاء الأشخاص، الذين يواجهون تحدياً قاسياً أو ضغطاً في العمل، تعد بمثابة تعويض، لكن الحقيقة أن تناول هذه الأطعمة ليس حلاً لمواجهة أي ظرف ضاغط، بل قد تكون هذه الوجبات سبباً في حدوث زيادة في الوزن.
وتشير د. رحاب عصمت، إلى أن الأكل العاطفي يحدث عند الشعور بأحاسيس سلبية أو إيجابية أيضاً، بينما يُفترض أن تكون منطقة الإحساس الطبيعية في حالة من التوازن، لا هي جيدة ولا سيئة، أي وسط، يجب أن تكون حالة بين المشاعر الإيجابية والسلبية.
توضح أن المشاعر السلبية، تتضمن أحاسيس الخوف والانزعاج والملل والغضب والعصبية والإحباط والضغوط، بينما تشتمل المشاعر الإيجابية على السعادة والحب والحماسة والرضا والقناعة.
وتكون خطورة الأكل العاطفي أيضاً بالشعور بالجوع في التوجه نحو الوجبات ذات المحتوى العالي من الطاقة، أي السكريات والدهون، ما يعطي الشخص إحساساً غير صحيح بأنه أحسن حالاً، وأفضل في وقت قصير، ثم يبدأ الإحساس بالذنب ولوم النفس يتسلل إليه؛ لأنه يدرك أنه يؤذي صحته، ما ينتج لديه مشاعر سلبية تدفعه مرة أخرى لتناول الطعام بحثاً عن الراحة، وهكذا.
تقول إنه يجب كسر هذه الدائرة من خلال ممارسة أنشطة أخرى تصرف الشخص عن الأكل، مثل ممارسة التمارين الرياضية، ولو بشكل غير احترافي، مثل اليوجا والتأمل ورياضة المشي والخروج من المنزل وسماع الموسيقى وممارسة الهوايات المفضلة والاتصال بالمقربين والتحدث معهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.