تعتبر الأطعمة الطبيعية من أفضل المصادر المضادة للأكسدة، التي تحمي الجسم من الأمراض، فهي أفضل من الأدوية والمكملات الغذائية، في حماية الخلايا وتعزيز قوة المناعة.

ويؤكد د. عاطف عشيبة، وكيل معهد تكنولوجيا الأغذية، مركز البحوث الزراعية المصري، أن المصادر الطبيعية المضادة للأكسدة تضم أنواعاً من الخضراوات، والفواكه، والبقوليات والمكسرات.

ويضيف أن أهم الخضراوات المضادة للأكسدة، تشتمل على: الطماطم، والجزر، والفلفل الأحمر، والخضراوات الورقية ومنها ما يمكن تناوله كمشروب.

ويوضح أن الطماطم غنية بمادة «الليكوبين»، وهي من أقوى مضادات الأكسدة، حيث تلعب دوراً في حماية الخلايا من التلف، وتقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان.

ويشير إلى أن الجزر يعد مصدراً غنياً بمادة «البيتاكاروتين»، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين «أيه» الضروري لصحة البصر وتعزيز المناعة.

ويلفت إلي أن الفلفل الأحمر غني جداً بفيتامين «سي» والكاروتينات، مما يمنحه خصائص قوية في دعم المناعة، والحفاظ على صحة الجلد والعينين.

وينصح بتناول الخضراوات الورقية، لما تتمتع به من مضادات أكسدة متنوعة وقوية مثل: السبانخ والبروكلي فهي تحتوي على نسب عالية من فيتامينات «سي» و«إيه»، إضافة إلى «الكاروتينات» التي تحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي.

ويضيف أن الفواكه تعد كذلك من أغنى المصادر الطبيعية بمضادات الأكسدة، وخاصة التوت، والعنب، والرمان، والحمضيات.

ويوضح أن التوت بجميع أنواعه يقوي المناعة ويحمي من الأمراض، وخاصة البري، والأسود، وتوت الفراولة، فهي غنية جداً بمضادات الأكسدة، وتتميز كل هذه الأنواع بأنها تحتوي على كميات وفيرة من «الأنثوسيانين» ومن فيتامين «سي»، مما يمنح الجسم قدرة عالية على مكافحة الجذور الحرة.

ويعتبر العنب (الأحمر والأسود) مصدراً غنياً بمادتي «الريسفيراترول» و«الفلافونويدات»، وهي مركبات معروفة بدورها في حماية القلب وتعزيز الصحة العامة.

ويمتاز الرمان بوفرة مركبات الأكسدة مثل: «البوليفينول»، التي تعرف بخصائصها المضادة للالتهابات، مما يجعله إضافة قيمة للنظام الغذائي الصحي.

حمضيات وبقوليات

يشير د. عاطف عشيبة إلى أن الحمضيات، مثل البرتقال، الليمون، والجريب فروت، تعتبر من أهم الفواكه الغنية بفيتامين «سي»، الذي يدعم المناعة، ويحافظ على نضارة البشرة.

ويؤكد أن البقوليات والمكسرات تمتاز بمحتواها العالي من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية النشطة، المضادة للالتهابات والأكسدة، ومن ذلك الفول والعدس، فهما غنيان بمركبات «الفلافونويد»، ذات الخصائص المضادة، التي تساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتدعم الصحة العامة، وتمنع حدوث الالتهابات والأكسدة.

وتمتاز المكسرات، وخاصة اللوز، والجوز، والكاجو بأنها تحتوي على فيتامين «إيه»، الذي يعمل كمضاد أكسدة قوي يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، إضافة إلى احتوائها على عنصر «السيلينيوم»، الذي يعزز مناعة الجسم ويدعم وظائف مضادات الأكسدة.

ويشير إلى أن النباتات الطبية والعطرية تتميز أيضاً بقدرتها على تعزيز صحة وسلامة الجسم، ومن ذلك: الشاي الأخضر، وإكليل الجبل، والزعتر، والقرنفل، والكركم، وغيرها من الطعمة التي تدخل في الغذاء اليومي، بشكل مباشر، أو من خلال حفظ الأطعمة.

ويقول ان الشاي الأخضر يعد مصدراً مهماً لـ«الكاتيشينات»، وهي مركبات قوية تعزز من كفاءة الجسم في مواجهة الأكسدة، مما يجعله خياراً صحياً شائعاً في الأنظمة الغذائية التي تهدف لدعم الصحة العامة.

ويتميز إكليل الجبل «روزماري» بأنه يحتوي على حمض «الكارنوسيك» وعلى مركبة «الكارنوسول»، وهما من أقوى مضادات الأكسدة، ولذا يستخدم إكليل الجبل بشكل واسع في حفظ اللحوم والدواجن والزيوت.

ويلفت د. عاطف عشيبة إلى أهمية الزعتر، لأنه غني بمادتي «الثيمول»، و«الكارفكرول»، اللتين تمتلكان خواص مضادة للبكتيريا والأكسدة، ما يميزه كمضاد أكسدة قوي، ومكون شائع في صناعة المخبوزات والجبن والمعلبات.

ويضيف أن القرنفل يقف في مقدمة النباتات الغنية بمادة «الأوجينول» بنسبة عالية، مما يجعله فعالاً في حماية الإنسان، من خلال استخدامه في تثبيط التأكسد خصوصاً في مجال زيوت الطعام.

ويعد الكركم مثالاً بارزاً، لمضادات الأكسدة إذ يحتوي على مادة «الكركمين» ذات الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.

ويؤكد أن قائمة النباتات العطرية المضادة للأكسدة تضم نباتات أخرى مثل: القرفة، والنعناع، والريحان، والشمر، والكمون، وكلها نباتات تحتوي على زيوت طيارة ومواد فينولية قوية تمنحها فعالية كبيرة في الحماية من الأكسدة وتحسين النكهة والجودة الحسية للأغذية.