بيروت: هيام السيد
يشارك الفنان اللبناني القدير، نقولا دانيال، في مسلسل «سلمى» المعرب عن المسلسل التركي «امرأة»، ويطل بدور الخياط والأب والزوج وزوج الأم الذي يتحمل مسؤولية نسائه الثلاث.. هو أحب الدور كما يقول، لأنه غني بالمواقف، وأحب القصة، ويؤكد أن كل الشخصيات المشاركة قدمت أدوارها بطريقة متقنة، ثم ينتقل للحديث عن وضع المسرح في لبنان ووضع الدراما والسينما اللبنانية وتعامل الممثلين مع المهنة.
* كيف تتحدث عن دورك في مسلسل «سلمى»؟
-كلما كان الدور غنياً بالمواقف القوية، أغراني أكثر، ولا أقصد بالموقف القوي الصراخ، بل يمكن أن يكون حناناً، ضعفاً، محبة، تعاطفاً، لأن الدور المنوع والشخصية المتعددة المواقف والتعابير مغرية لأي ممثل يرغب بتوسيع المروحة، لكي تذهب إلى مرحلة أبعد من التمثيل، أي إلى مرحلة اللعب من خلال ابتكار شخصية يقدمها للناس، يكتشفون فيها وجوهاً لا ينتظرونها، ومن دون تصنّع أو افتعال، ومع مرور الحلقات، سوف يكتشف الجمهور أبعاداً جديدة في الشخصية، وهذا ليس تعباً، بل يدخل ضمن ما يطلبه الممثل الذي يحب أن يعطي، وأقوم بعملي كما يفترض أن يكون، وبدون زيادة أو نقصان، وهذا الأمر كاف لكي تصل الشخصية إلى النضج الكافي، حتى يتمتع المشاهد ويقتنع بما يشاهده.. التنوع في الشخصية هو الذي جعلني أحبها، وهذا ليس تعباً بقدر ما هو مسؤولية، مع حرص على أن يستمر العمل بنفس الوتيرة وأكثر تصاعداً مع المشاهد اللاحقة، وكل الباقي يصبح ثانوياً.. أكثر ما يهم الممثل هو أن يقدم عمله بشكل جيد، وكل الباقي لا معنى له.
* كيف تفسر الرتابة في الأعمال المعربة، خصوصاً وأن مسلسل «سلمى» مؤلف من 90 حلقة؟
-الخوف والتوجس من الرتابة يجب أن نتركه للجمهور، لأنه الحَكَم، ولكن من زاويتي وزاوية زملائي المشاركين في مسلسل «سلمى» كانت مهمتنا أن نقوم بعملنا بشكل متقن لكي ننقل شخصياتنا للناس بكل صدق وتركيز ومحبة، ولكن هناك «تكنيك» أيضاً، وهنا يأتي دور المونتاج الذي يتحكم بالإيقاع العام والإيقاعات الصغيرة الخاصة بالمشاهد.. الطريقة التي كنا نعمل فيها كان فيها الكثير من الجدية والمتعة في نفس الوقت.
* وهل ستكرر هذه التجربة؟
-طبعاً.
* ولكنها سوف تبعدك عن الدراما المحلية؟
- بالعكس تماماً، بل يجب أن تشدني إلى الدراما المحلية إذا توفرت الفرص.. الدراما المحلية هي التي تقربني منها أو تبعدني عنها، والمسألة ليست بيدي.. هناك ممثلون في بيوتهم منذ سنوات بعيدة، فهل هذا يعني أنهم هم من قرروا الابتعاد عن الدراما أم أنها هي التي ابتعدت عنهم؟!
* هل أنت بفترة استراحة إلى أن ننتظرك في العمل المقبل؟
-هناك مشاريع عرضت علي ولكنها لم تحسم حتى الآن.
* وهل تتعلق بأعمال معربة؟
-بل هي أعمال محلية.
المسرح والسينما
* كيف تفسر إقبال الجمهور على المسرح اللبناني على حساب السينما؟
-هناك أفلام لبنانية، رغم معاناة السينما بشكل عام، جيدة يعاد عرضها على «المنصات»، وهذا ما يتيح فرصاً إضافية أمام أفراد الجمهور لمشاهدة الفيلم في بيوتهم، ومن الممكن أن يؤثر هذا الأمر في الإقبال على الصالات السينمائية، وهذا بدأ منذ أيام الفيديو، ومن الطبيعي أن يؤثر قليلاً في السينما، لكن هذا الفن لا بد وأن يعود وينال حقه كما يحصل مع المسرح اليوم. وبالرغم من كل الظروف، عاد الجمهور إلى المسرح الذي يشهد انتعاشة لافتة، وهناك جيل جديد بارع ومثقف ولديه عمق يطرح مواضيع مهمة في المسرح، لكن المشكلة أنه لا يوجد تمويل كبير يساعد الفرق المسرحية على العودة إلى العمل في المسرح. المسرحيات الكبيرة التي تضم 10 ممثلين وممثلات مطلوبة، لأنها تساهم في التعايش وتبادل الخبرات والتطور، كما كان يحصل عندما كانت الفرق المسرحية تقدم عروضاً في الخارج ثم تعود، ولكن حالياً هناك بعض التقشف، والمسرح يقوم على ممثلين اثنين أو ثلاثة ممثلين أو ممثل واحد أو ما يعرف بالمونودراما.. وبالرغم من كل ذلك، فإن المسرح موجود بقوة، ويمكن القول إن من يعملون فيه هم فنانون واعدون، والجمهور يتقبل ويحضر وهو جمهور قاس، كما أن هناك نقداً لبعض الأعمال، لأن هناك مستويات في الأعمال التي تعرض، لكن العمل المتين والجميل لا يمكن أن يقال عنه إلا أنه متين وجميل.
* ولماذا أنت الغائب الأكبر عن المسرح؟
-الظروف تفرض نفسها وأتمنى أن تتغيّر قريباً.. عندما يكون هناك هدوء وطمأنينة ولو بشكل نسبي في لبنان ينتعش المسرح، لأن الناس يحتاجون إلى الشعور بالطمأنينة والراحة لكي يقصدوه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.