تتواصل تداعيات ما بات يعرف ب«فضيحة بريد بايدن»، بعد تسريبات كشفت عن خلافات حادة داخل البيت الأبيض بشأن قرارات العفو الرئاسي الصادرة في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس السابق.
وأظهرت الرسائل الداخلية المثيرة للجدل اعتراض مسؤولين بارزين على استخدام بايدن المتكرر لجهاز «التوقيع الآلي» بدلاً من توقيعه الشخصي، ما أثار موجة من التحقيقات البرلمانية، وأسئلة حول مدى شفافية وشرعية هذه الإجراءات الرئاسية.
جدل حول التوقيع الآلي «الأوتوبن»
أثارت رسائل داخلية في البيت الأبيض شكوكاً بشأن استخدام بايدن للتوقيع الآلي «الأوتوبن».
وطالبت سكرتيرة البيت الأبيض ستيف فيلدمان بتوضيحات متكررة حول ما إذا كان بايدن نفسه صادق بالفعل على هذه القرارات، مشيرة في إحدى الرسائل إلى أنها بحاجة إلى تأكيد رسمي من السلسلة الأصلية للموافقات، بحسب ما نشره موقع Axios.
كيف أصدر بايدن العفو باستخدام «توقيع آلي»؟
كشفت رسائل بريد إلكتروني حصلت عليها «Axios» أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة بايدن تساءلوا مراراً وانتقدوا طريقة إصدار الرئيس السابق قرارات العفو المثيرة للجدل، واستخدامه المتكرر ل«التوقيع الآلي» (Autopen) في الأشهر الأخيرة من ولايته.
سلطت تلك الرسائل الضوء على الفوضى التي أحاطت بالأسابيع الأخيرة لبايدن (82 عاماً) في البيت الأبيض، في وقت يحقق فيه مجلس الرقابة في الكونغرس، الذي يقوده الجمهوريون، بملفات العفو وتفويض التوقيعات.
وقد استشهد الرئيس دونالد ترامب بقرارات بايدن، ليبرر العديد من قرارات العفو المثيرة للجدل التي أصدرها بدوره.
العفو عن هانتر بايدن يفجّر الأزمة
بعد الانتقادات الشديدة التي وُجهت لبايدن إثر عفوه عن نجله هانتر في 1 ديسمبر الذي وجّهت إليه تهم تهرب ضريبي وحيازة أسلحة، توجه البيت الأبيض نحو البحث في ملفات المزيد من الأسماء وأسباب منحهم العفو.
وبحسب مطلعين على العملية: «كان هناك سباق محموم للعثور على مجموعات من الأشخاص يمكن العفو عنهم، وغالباً دون مراجعة وزارة العدل».
رقم قياسي في قرارات العفو
خلال ولايته، منح بايدن عفواً أو تخفيفاً للأحكام بحق 4,245 شخصاً، وهو أعلى رقم في تاريخ الرئاسة الأمريكية.
أكثر من 95% من هذه القرارات صدرت في آخر ثلاثة أشهر ونصف الشهر من ولايته، بحسب مركز «بيو».
عفو العائلة عبر «التوقيع الآلي»
في أيامه الأخيرة، وقع بايدن عفواً عن خمسة من أفراد عائلته، بينهم شقيقه وشقيقته المتهمان باستغلال اسم العائلة لأغراض مالية.
وتم ذلك باستخدام جهاز «التوقيع الآلي»، بعد موافقة مكتوبة من مدير مكتبه جيف زينتس، وفق رسائل مسربة.
غضب داخل وزارة العدل
اعترض عدد من كبار مسؤولي وزارة العدل على العملية.
ووصف المستشار الأخلاقي برادلي وينشايمر بيانات بايدن حول منح العفو لمدانين بجرائم غير عنيفة بأنها «خاطئة أو مضللة».
وذكر أن بعض المستفيدين متورطون في جرائم قتل، من بينهم رجل قتل امرأة وطفلتها، ورغم ذلك خفف بايدن حكمه.
تجاوز آراء أسر الضحايا
كشفت المدعية المختصة بملفات العفو في وزارة العدل، ليز أوير، أن البيت الأبيض طلب منها عدم التواصل مع أسر الضحايا في بعض قضايا المحكومين بالإعدام الذين شملهم العفو.
بايدن يبرر: اتخذت كل قرار بنفسي
في مقابلة مع «نيويورك تايمز» في يوليو، قال بايدن: «أنا من اتخذ كل قرار».
وأضاف أنه استخدم التوقيع الآلي فقط بسبب العدد الكبير للملفات، لكن وثائق داخلية أظهرت أنه لم يكن مضطراً لتوقيع سوى عدد محدود من المستندات لكل مجموعة كبيرة.
ووصف بايدن الجدل الدائر بأنه مجرد «تشتيت سياسي» يقوده ترامب والجمهوريون في الكونغرس، مشيراً إلى أنهم يحاولون تمرير تشريعات «كارثية» ستؤدي إلى خفض برامج أساسية مثل ميديكيد وزيادة الأعباء على العائلات الأمريكية، لصالح الأثرياء والشركات الكبرى.
ترامب يهاجم ويأمر بالتحقيق
التطورات الأخيرة دفعت الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى إصدار أوامر بفتح تحقيق في هذه القرارات، متهماً إدارة بايدن باستخدام «الأوتوبن» للتغطية على تدهور قدراته الذهنية.
لكن بايدن رد في بيان سابق قائلاً: «أنا من اتخذت قرارات العفو والتشريعات والأوامر التنفيذية، وأي ادعاء غير ذلك هو كاذب وسخيف».
ما القادم؟
من المقرر أن يمثل جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد بايدن، أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب في 18 سبتمبر للإدلاء بشهادته حول ملف «التوقيع الآلي» وقرارات العفو.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.