في قصة إنسانية مؤثرة تجسد الإرادة والتغيير، روى المهندس الكفيف وي مين باتريك، المقيم في ألاباما بالولايات المتحدة، رحلته من شوارع الصين التي وُلد فيها كفيفاً وحيداً، إلى مقاعد الهندسة والعمل في شركة «إيرباص» العالمية، طامحاً إلى الوصول لوكالة «ناسا».
وُلد باتريك في قرية فقيرة بمقاطعة قوانغشي جنوب الصين، مصاباً بمرض التنكس الخلقي بشبكية العين. فقد والده في سن الخامسة، ثم اختفت والدته، ليُترك في رعاية جديه، حيث واجه الإهمال والجوع، في بيئة صعبة كان فيها جده مدمناً على الكحول.
وفي لحظة مأساوية، حاول جده التخلي عنه ثلاث مرات، كان أشدها عندما دُفع إلى بحيرة وهو في السابعة من عمره، ليُنقذ لاحقاً ويوضع في دار للأيتام، حيث فقد ما تبقى من بصره تدريجياً.
لكن مصيره تغير تماماً بعد أن التقى بمدرسة أمريكية للغة الإنجليزية تعمل في دار الأيتام. كانت المعلمة تحلم بتبني طفل رابع، وشعرت بأنه هو الطفل الذي كانت تبحث عنه. تبنته وأحضرته إلى الولايات المتحدة وهو في العاشرة من عمره، وضمته إلى عائلتها التي تتكون من ثلاثة أبناء بيولوجيين، ولم تفرق في المعاملة بينهم.
قال وي مين باتريك:«إن والدته بالتبني منحته دعماً لا محدوداً، علمته الاستقلال، وشاركته في مفاصل الحياة.
بدعمها، واصل وي مين باتريك تعليمه، وتخرج في المدرسة الثانوية، ثم حصل على درجتين علميتين: واحدة في أداء البيانو وأخرى في هندسة الطيران، رغم التحديات التي واجهها، بسبب فقدانه للبصر.
وي مين باتريك يعمل اليوم مهندساً في شركة إيرباص، إحدى أكبر شركات تصنيع الطائرات في العالم، ويأمل بالانضمام إلى وكالة «ناسا» مستقبلاً. كما يمارس هواية القفز بالمظلات، ويؤكد أن العمى لم يمنعه من عيش حياة مملوءة بالشغف والطموح.
قال في مقابلة مع قناة WKRG-TV:«تعلم العزف على البيانو يتطلب حفظ كل نغمة ومفتاح. الأمر ليس سهلاً، لكنه مُمكن».
على مدار العامين الماضيين، زار وي مين باتريك عدداً من المدن الصينية، منها شنغهاي وبايهاي وغويلين، وأعرب عن سعادته بالتجربة وبلقاء أناس لطفاء ومضيافين. كما بدأ بتعلم اللغة الصينية، ويأمل في زيارتها سنوياً.
وقدّم عينةً من حمضه النووي للسلطات المحلية في قوانغشي، آملاً في العثور على أخته الكبرى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.