منوعات / صحيفة الخليج

ضمير العالم الفني يلفظ إسرائيل

شهدت الأيام الماضية، مجموعة من الفعاليات الفنية حول العالم، كشفت جميعها أن الضمير العالمي يلفظ إسرائيل، إذ فاز «صوت هند رجب» الذي يستند إلى أحداث واقعية مؤلمة عن مقتل طفلة فلسطينية في الخامسة من عمرها خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية، وتسلمت مخرجته التونسية كوثر بن هنية الجائزة وسط تصفيق حار من الحضور. كما أعلن نحو 1500 من الممثلين والمخرجين والعاملين في صناعة السينما حول العالم، تعليق تعاونهم مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية، متّهمين إياها بـ«التواطؤ في الإبادة الجماعية» في غزة. وواجه الفيلم الوثائقي «الطريق بيننا: الإنقاذ النهائي» احتجاجات خلال عرضه الأول، في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وأعلن منظمو مهرجان بلجيكي، إلغاء عرض لأوركسترا ألمانية بارزة بسبب قائدها الإسرائيلي.

«صوت هند رجب»


بعد تسلم جائزة الأسد الفضي من مهرجان البندقية قالت مخرجته كوثر بن هنية «لا يمكن للسينما أن تُعيد هند إلى الحياة وتمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها»، لكنها «قادرة على حفظ صوتها لأن قصتها ليست لها وحدها، بل هي قصة مأساوية لشعب بأكمله يعاني إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب».
وأضافت: «صوت هند رجب» يرمي لإظهار حجم «الوحشية» التي تشهدها غزة عبر الإضاءة على الساعات الأخيرة في حياة طفلة قُتلت في القطاع برصاص جنود إسرائيليين.
واستخدمت كوثر بن هنية تسجيلات الاتصالات الحقيقية للطفلة ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها، في فيلمها الذي تدور أحداثه بالكامل في مركز اتصال لخدمات الطوارئ. وحرّك هذا الصوت الرأي العام العالمي عندما نُشرت التسجيلات عبر الإعلام.
ومن المقرر عرض الفيلم في 17 سبتمبر الجاري في ، ولكن لم يُحدد موعد عرضه في أوروبا بعد. في المقابل، لم يجد العمل بعد أي موزع في الولايات المتحدة حتى الآن. ومن خلال توزيعه على أوسع نطاق ممكن، تريد كوثر بن هنية «أن تُعطي وجهاً لهذه الفتاة الصغيرة، وكذلك لعمال الهلال الأحمر». وقالت «من خلال هذه القصة، يُمكننا إدراك هول ووحشية ما يحدث» في غزة.
وحرصت المخرجة على أن تُظهر في عملها شاطئ غزة تحديداً، لأن والدة هند رجب (التي تظهر في نهاية الفيلم) «أخبرتها بأنها كانت تُحب» الذهاب إلى هناك. وأعربت والدة هند رجب عن «مباركتها» لإنتاج الفيلم، آملة أن «يظل صوت ابنتها خالداً في الذاكرة».
وتحدث عناصر الهلال الأحمر طويلاً مع الممثلين الفلسطينيين الذين أدوا أدوارهم على في الفيلم الذي صُوّر في تونس.
من المقرر أن يُواصل الفيلم رحلته، إذ يُعرض في مهرجانات لندن () وسان سيباستيان (إسبانيا) وبوسان (كوريا الجنوبية).

تواطؤ في الإبادة الجماعية

أعلن نحو 1500 من الممثلين والمخرجين والعاملين في صناعة السينما حول العالم، من بينهم أوليفيا كولمان، وخافيير بارديم، ومارك رافالو، تعليق تعاونهم مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية، متّهمين إياها بـ«التواطؤ في الإبادة الجماعية» في غزة، وفق رسالة مفتوحة نُشرت، في صحيفة «ذي غارديان».
وجاء في الرسالة «في هذه اللحظة الحرجة، التي تسمح فيها حكوماتنا بالمجزرة في غزة، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمواجهة هذا التواطؤ». ووقّع الرسالة أيضاً المخرج يورغوس لانثيموس، والممثلتان أيو إديبيري، وتيلدا سوينتون.
وهذا التحرك جاء بمبادرة من مجموعة «عمال السينما من أجل فلسطين»، ويحمل أوجه تشابه مع حركة المقاطعة الثقافية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتحديداً حملة «صنّاع الأفلام المتّحدون ضد الفصل العنصري».
ويهدف هذا التحرك بشكل مباشر إلى وقف التعاون مع المهرجانات ودور العرض وشركات التوزيع والإنتاج التي تسهم في «تبرئة أو تبرير الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري».
ومن بين الأحداث المذكورة بالاسم مهرجان القدس السينمائي، ومهرجان دوكافيف للأفلام الوثائقية اللذان «يواصلان التعاون مع الحكومة الإسرائيلية»، بحسب الرسالة. وأضاف الموقعون «معظم شركات الإنتاج والتوزيع والمؤسسات السينمائية في إسرائيل، لم تعترف قط بكامل الحقوق المعترف بها دولياً للشعب الفلسطيني».
ويُضيف الموقّعون في البيان «نلبي نداء السينمائيين الفلسطينيين الذين دعوا المجتمع السينمائي العالمي إلى كسر الصمت، ورفض العنصرية، ومناهضة تجريد الإنسان من إنسانيته». ووقّع البيان كل من آفا دوفيرناي وريز أحمد وجوش أوكونور إلى جانب آخرين.
يأتي هذا التحرك في سياق سلسلة من الرسائل والمبادرات التي أطلقها فنانون في مجالات السينما والموسيقى والأدب.

احتجاجات بأعلام فلسطينية

واجه الفيلم الوثائقي «الطريق بيننا: الإنقاذ النهائي» احتجاجات خلال عرضه الأول، الأربعاء، في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
ويتناول الفيلم طريقة تعامل شخص واحد مع هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر .
ويسرد المخرج الكندي باري أفريتش قصة الميجور جنرال المتقاعد في الجيش الإسرائيلي نعوم تيبون وهو يهرع من تل أبيب إلى تجمع سكني بالقرب من قطاع غزة، لإنقاذ ابنه وعائلته.
وفي تورنتو، تظاهر العشرات من المحتجين الذين يرفعون الأعلام الفلسطينية خارج مقر العرض. 
وقال أفريتش إنه لا يعارض الاحتجاجات السلمية. وأضاف على السجادة الحمراء «أتمنى من أي شخص يحتج على هذا الفيلم أن يشاهده أولاً. ثم دعونا نتحدث. في العالم الآن نحن بحاجة إلى سماع قصص عن الأسرة والوحدة وهذا ما يدور حوله هذا الفيلم».
ويتضمن الفيلم بشكل مكثف لقطات عنيفة من الهجوم، تتخللها مقابلات مع عائلة تيبون وناجين إسرائيليين آخرين. وينتقد الفيلم القيادة الإسرائيلية، لكنه يصور الإسرائيليين المسلحين وهم يهرعون للمشاركة في الإنقاذ.
واستبعد المهرجان الفيلم لفترة وجيزة في منتصف أغسطس الماضي. وقال بيان مشترك صادر عن الرئيس التنفيذي للمهرجان كاميرون بيلي وأفريتش في وقت لاحق، إنهما عملا معاً لتهدئة المخاوف المتعلقة بالسلامة والشؤون القانونية، وأن الفيلم سيعرض.
 

مهرجان بلجيكي يلغي عرضاً


أعلن منظمو مهرجان بلجيكي، الأربعاء، إلغاء عرض لأوركسترا ألمانية بارزة بسبب قائدها المستقبلي الإسرائيلي. وكان من المقرر أن تقدم أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية عرضا في 18 سبتمبر الجاري في مهرجان «فلاندرز فستيفال غنت» بقيادة الإسرائيلي لاهف شاني، الذي يتولى رسمياً قيادة الأوركسترا في موسم 2027/2026، ويشغل حالياً منصب المدير الموسيقي للأوركسترا الفيلهارمونية الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، قال منظمو المهرجان إنهم «غير قادرين على تقديم توضيح كافٍ بشأن موقفه» تجاه الحكومة الإسرائيلية التي تثير عملياتها المستمرة في إطار الحرب على غزة انتقادات دولية واسعة.
وأوضح المنظمون في بيان «اخترنا الامتناع عن التعاون مع شركاء لم ينأوا بأنفسهم بشكل قاطع عن ذلك النظام»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن شاني «دافع عن السلام والمصالحة مرات عدة في الماضي».
ولفت المنظمون إلى أن «الوضع الراهن» يُثير «ردود فعل عاطفية».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا