في حادثة صادمة هزّت الأوساط السياسية والشعبية في الولايات المتحدة، أُطلق الرصاص على الناشط المحافظ البارز تشارلي كيرك أثناء مشاركته في مناظرة بجامعة يوتا، ليسقط قتيلاً أمام مئات الطلاب.

وبينما تتواصل المطاردة الأمنية للمشتبه فيه الذي ظهر في مقاطع فيديو جديدة نشرتها السلطات، تتزايد الدعوات إلى عدم السماح للعنف بإسكات الحوار السياسي، وسط أجواء من الحزن والجدل والانقسام في الشارع الأمريكي.

صور وفيديوهات جديدة لقاتل تشارلي كيرك

نشرت الشرطة الفيدرالية صوراً، وشريط فيديو يظهر فيه المشتبه فيه مرتدياً قبعة ونظارات شمسية وقميصاً أسود بأكمام طويلة ويحمل حقيبة ظهر. كما رُصد وهو يقفز من سطح المبنى الذي أطلق منه الرصاصة القاتلة قبل أن يفرّ إلى الغابة المجاورة.

أدلة أولية: بصمة كف وبندقية صيد

عثر المحققون على بصمة كف وآثار حذاء وبندقية صيد قوية من طراز «ماوزر عيار 30» كانت مخبأة داخل منشفة في الغابة. وكان في البندقية خرطوشة فارغة وثلاث طلقات أخرى جاهزة للإطلاق.

ويجري حالياً فحص السلاح في مختبرات اتحادية.

لحظة الهروب عبر سطح المبنى

أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والسلطات في ولاية يوتا مقطع فيديو جديداً يظهر المشتبه فيه بإطلاق النار على الناشط المحافظ تشارلي كيرك، وهو يركض فوق سطح مبنى أُطلقت منه الرصاصة القاتلة، قبل أن يقفز لأسفل ويختفي داخل منطقة مشجرة قريبة. كما نشرت الشرطة صوراً جديدة لما وصفته بـ«شخص محل اهتمام»، يرتدي قميصاً أسود عليه علم أمريكي وحذاء من نوع Converse.

غموض حول مكان قاتل تشارلي كيرك

أكد رئيس هيئة السلامة العامة في يوتا، بو ماسون، أن الشرطة «لا تملك أي فكرة» عمّا إذا كان المشتبه فيه ما زال داخل الولاية. وأوضح أن الخط الساخن يتلقى آلاف البلاغات من مختلف الولايات.

تحليلات أمنية: القاتل ربما صياد متمرّس

رجح ضابط سابق في الـFBI أن يكون منفذ الهجوم «صياداً» بسبب دقة الطلقة وثقته في إصابة الهدف من مسافة بعيدة.

وأكد أن التحقيقات ستكشف هويته قريباً.

مطاردة مستمرة ومكافأة مالية ضخمة لقاتل تشارلي كيرك

المطاردة لا تزال جارية، حيث أعلن FBI عن مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى المشتبه فيه.

وأكد مسؤولون في يوتا أنهم يجمعون الأدلة اللازمة لطلب عقوبة الإعدام، وذلك بعد العثور على بندقية قوية من طراز Mauser 30-06 بالقرب من موقع الجريمة.

مرافقة الجثمان إلى أريزونا

رافق نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس جثمان كيرك على متن طائرة «إير فورس تو» إلى مدينة فينيكس بولاية أريزونا، حيث كان يقيم مع عائلته. كما تم مشاهدة زوجة نائب الرئيس وهي تواسي أرملة كيرك أثناء نزولها من الطائرة.

جدل حول توصيف المشتبه فيه

أوضح خبير الـFBI السابق كينيث جراي لمحطة CBS الأمريكية أن السلطات تستخدم مصطلح «شخص محل اهتمام» لحين جمع الأدلة الكافية لتصنيفه رسمياً كمشتبه فيه. لكنه شدد على أن التعرف إلى هوية الشخص «هو نصف الطريق فقط»، بينما يبقى التحدي الأكبر في العثور عليه وضبطه.

حزن وصدمة في الأوساط المحافظة

قال الإعلامي المحافظ سكوت جينينغز في مقابلة إذاعية إن خبر اغتيال كيرك «هزّه من الأعماق»، مؤكداً أن الأخير كان يذهب إلى الجامعات، رغم كونها بيئة غير ودودة للمحافظين، ليخوض نقاشات سلمية مع مخالفيه.

وأضاف: «اللجوء إلى الخطاب هو النقيض الكامل للعنف السياسي.. ما حدث مأساة تقوّض أساس الحوار الديمقراطي».

تأبينات ورايات منكّسة عبر أمريكا

من إلينوي إلى تكساس، خرج أنصار كيرك في وقفات شموع وصلوات جماعية لتكريمه. وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنزيل الأعلام في المباني الحكومية إلى نصف السارية، في إشارة إلى عمق علاقته بكيرك.

إرث سياسي مثير للجدل

مقتل كيرك، البالغ 31 عاماً، أثار جدلاً واسعاً حول إرثه السياسي. فقد كان رمزاً للمحافظين الشباب عبر منظمته Turning Point USA، لكنه في الوقت نفسه شخصية مثيرة للاستقطاب، إذ كانت خطاباته تستقطب أنصاراً متحمسين ومعارضين شرسين على حد سواء. وكان كيرك يُعرف بخطابه الحاد ودفاعه القوي عن حق امتلاك السلاح، إلى جانب مواقفه المسيحية المحافظة. في المقابل، كان يتعرض لانتقادات متكررة من خصومه الذين اتهموه بالعنصرية.

شهادات مؤثرة من الحاضرين

تحدث طلاب حضروا المناظرة الأخيرة بجامعة يوتا عن لحظات الرعب. أحدهم، ويدعى سكوت سبيري، قال: «في البداية اعتقدت أن الصوت مجرد مفرقعة.. ثم شاهدت كيرك يسقط غارقاً في الدم أمامي.. لا أستطيع إخراج المشهد من رأسي».

دعوات للاستمرار في الحوار السياسي

القس ديفيد، صديق كيرك وعضو مجلس إدارة منظمته، شدد على أن مقتله لا يجب أن يوقف الحوار قائلاً: «نحن بحاجة إلى استمرار النقاشات السياسية، لكن مع الحفاظ على الكرامة الإنسانية ونبذ العنف».