في رحلة إنسانية امتدت لأكثر من أربعة عقود، سطّر الطبيب المصري محمد أباظة قصة عطاء استثنائية في مدينة الخبر السعودية، حيث تحوّل من شاب تخرج في طب الإسكندرية، إلى واحد من أبرز الأطباء الذين رافقوا أجيالاً متعاقبة بالعلاج والرعاية، جامعاً بين المهارة الطبية والرحمة الإنسانية.

رحلة محمد أباظة في خدمة المرضى

شكّل الطبيب المصري محمد أباظة علامة بارزة في المجال الطبي بمدينة الخبر السعودية، حيث اشتهر بتخصصه في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، مقدماً خدماته لآلاف المرضى من مختلف الأعمار، حتى أصبح اسماً مألوفاً لدى سكان المنطقة الشرقية.

من الإسكندرية إلى الخبر

كشف الطبيب المصري محمد أباظة، خلال تقرير بثته قناة العربية، عن رحلته الطبية الطويلة التي قضاها في علاج معظم أهالي مدينة الخبر، مؤكداً أن مسيرته في المملكة تجاوزت أربعة عقود من العطاء.
تخرج الدكتور أباظة في كلية الطب جامعة الإسكندرية، لكنه اختار تخصص الأنف والأذن والحنجرة بدافع إنساني خالص، بعدما عانت والدته من ضعف السمع، ليحوّل ألم التجربة الشخصية إلى رسالة مهنية.
وفي يناير من عام 1985م، شدّ رحاله إلى المملكة العربية السعودية ليستقر في مدينة الخبر، التي وجد فيها ملامح مدينته الأم الإسكندرية من حيث الجو وطبيعة المكان.

سر اختيار التخصص

قال أباظة: إنه تخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية واختار تخصص الأنف والأذن، إذ عانت والدته مشكلة في السمع وكما تعرضت لآلام بين الحين والآخير، وهو ما جعله يقرر أن يكون سبباً في تخفيف آلام الآخرين.
وأشار الطبيب إلى أنه يقيم في مدينة الخبر منذ يناير عام 1985 ولم يستطع أن يفارقها، نظراً لأنها تشبه في طبيعتها الساحلية مسقط رأسه الإسكندرية التي نشأ وترعرع فيها وهو ما ساعده على التأقلم والشعور بالانتماء.

استمرار العطاء رغم السنين

خلال أكثر من 40 عاماً، أصبح أباظة جزءاً من ذاكرة أهالي الخبر، بعد أن أسهم في علاج أجيال متعاقبة، جامعاً بين الخبرة الطبية والبعد الإنساني في مسيرته.
ورغم تجاوزه الـ70 عاماً، لا يزال الدكتور أباظة يمارس عمله الطبي بكل شغف داخل مجمع الجزيرة الطبي بالخبر، حيث اعتاد أهالي المدينة على مراجعته جيلاً بعد جيل.
وأكد أن علاقته بالسكان تجاوزت حدود الطبيب والمريض، لتصبح علاقة عائلية يسودها الود والاحترام.

تقدير ومحبة متبادلة

يرى أباظة أن أهل الخبر هم بمثابة عائلته الكبيرة، مشيداً بما لمسه من كرم وسخاء في تعامل السعوديين معه على مدار سنوات طويلة.
كما يشعر بالامتنان للتقدير الذي يحظى به من المجتمع، معتبراً أن هذا الرضا هو أكبر مكافأة لمسيرته الطويلة.