اهتزت الأرجنتين على وقع جريمة مروّعة، حيث تم تعذيب وقتل 3 فتيات على يد عصابة يُشتبه في انتمائها لتجار المخدرات، خلال بث مباشر عبر تطبيق إنستغرام شاهده 45 شخصاً من خلال حساب خاص.
بث مباشر للتعذيب
خلال جلسة تعذيبهن، التي شاهدها 45 شخصاً عبر حساب خاص على إنستغرام، ظهر زعيم العصابة وهو يقول: «هذا ما يحدث لمن يسرق المخدرات مني»، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وعُثر على جثث الضحايا وهن: مورينا فيردي (20 عاماً)، بريندا ديل كاستيو (20 عاماً) ولارا مورينا غوتيريز (15 عاماً) يوم الأربعاء داخل منزل في ضاحية فلورينسيو فاريلا، جنوب العاصمة بوينس آيرس، بعد اختفائهن لمدة خمسة أيام.
خدعة الحفلة: تفاصيل الاختطاف
بحسب وزير أمن إقليم بوينس آيرس خافيير ألونسو، فإن الفتيات وقعن في فخ نصبه التنظيم الإجرامي، إذ جرى استدراجهن مساء الجمعة الماضية إلى شاحنة صغيرة لحضور حفلة في حي لا تابلادا (على بُعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة.
وكانت الحفلة هي الذريعة الكاذبة التي تم خداع الفتيات بها، قبل اقتيادهن إلى مكان احتجازهن.
أكد ألونسو أن الجريمة كانت عملية قتل عقابية نفذتها شبكة تهريب مخدرات عابرة للحدود، لمعاقبة الفتيات بزعم خرق «قوانين العصابة» وإرسال رسالة تخويف إلى باقي الأعضاء.
جنازات منفصلة وحزن عميق
رافقت حشود غفيرة موكب جنازة مؤثر إلى مقبرة خارج العاصمة لدفن مورينا فيردي وبريندا ديل كاستيو، فيما وُوريت جثمان لارا غوتيريز في مكان آخر.
قال جد الضحيتين بريندا ومورينا ويدعى أنطونيو: «لا نستطيع التوقف عن البكاء».
تهديدات لعائلات الضحايا
كشف محامي أسرة الضحية الصغرى لارا غوتيريز ويدعى غونزالو فوينزاليدا، أن العائلة تلقت تهديدات بالقتل، مؤكداً أنه سيطلب حماية الشرطة.
عدد المعتقلين يرتفع والزعيم هارب
أعلنت السلطات اعتقال 4 متورطين في البداية، لكن وسائل إعلام محلية أفادت أن العدد ارتفع إلى 12 شخصاً.
كما صدر أمر اعتقال بحق زعيم العصابة المشتبه فيه والبالغ من العمر 23 عاماً تقريباً، والملقب بـ«جوليتو» أو «ليتل جي»، الذي ما زال هارباً من العدالة.
غضب شعبي وتنديد رسمي
شهدت أحياء فلوريس ولا تابلادا تظاهرات غاضبة مساء الأربعاء، تنديداً بالجريمة البشعة.
وفي بيان على منصة إكس، كتب حاكم بوينس آيرس أكسل كيسيلوف: «تهريب المخدرات لا يعرف حدوداً ولا سلطات قضائية وهو يوظف أيضاً كل أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي».
دعوات لمسيرة احتجاجية
أعلنت منظمات سياسية واجتماعية تنظيم مسيرة مركزية السبت المقبل في العاصمة بوينس آيرس، تحت شعار: «لا يوجد ضحايا جيدون أو سيئون، هناك جرائم قتل نساء فقط.. لا حياة يمكن التخلص منها».
قالت ماريا أوجينيا لودوينيا، مديرة منظمة بريسينتس الحقوقية: إن الضحايا كنّ شابات من خلفيات فقيرة، وأوضحت: الأزمة الاقتصادية ونقص فرص العمل يضرّ بالنساء أكثر، ويجعل العصابات الإجرامية قادرة على استغلالهن.