منوعات / صحيفة الخليج

زبادي بالنمل على قائمة مطعم عالمي.. هل ترغب في التجربة؟

لم تعد متعة التذوق في تناول المثلجات أو الكوكتيلات بالحليب مقتصرة على الطعم الفاخر، بل أضيف إليها عنصر غير مألوف وهو النمل.

داخل مطعم Alchemist في كوبنهاغن بالدنمارك، المصنَّف خامس أفضل مطعم في العالم، والحاصل على نجمتي ميشلان، قرر الطهاة خوض مغامرة علمية غذائية من نوع خاص.

الشرارة الأولى: نملة في الثلاجة

القصة بدأت بصدفة غريبة، إذ لاحظ أحد الطهاة في المطعم أن الحليب بدأ يتخثر بعدما تُرك في الثلاجة وبداخله نملة.

أثار هذا الاكتشاف فضول الباحثين والطهاة، فتمت الاستعانة بعلماء أنثروبولوجيا ومتخصصين في ابتكارات الغذاء لإجراء تجارب أكثر عمقاً، بحسب شبكة CNN.

وأوضحت نابيلا رودريغيز فاليرون، الباحثة في مجال تخمير النكهات في شركة Summ Ingredients، أن الفريق استعاد تقليداً قديماً من القرى البلغارية كان يستخدم مستعمرات النمل الأحمر في تخمير الحليب.

من بلغاريا إلى : تجربة علمية ومذاق غير عادي

قام الفريق بتسخين الحليب وإضافة أربع نملات حية إلى برطمان، ثم دفنه وسط مستعمرة نمل أحمر أوروبي.

وفي اليوم التالي، وُجد أن الحليب بدأ يتحول إلى زبادي بطعم خفيف لاذع وقوام متماسك.

لتطبيق هذا الابتكار، قام طهاة مطعم Alchemist بإعداد ثلاثة أطباق رئيسية:

1- آيس كريم «Ant-wich»: مصنوع من زبادي الغنم المخمَّر بالنمل، موضوع بين بسكويت على شكل نمل، الطعم كان مزيجاً من الليمون الحامض المميز والدسم.

2- ماسكاربوني (نوع من جبن) الماعز بالنمل المجفف: يتميز بقوام مشابه للماسكاربوني التقليدي لكن بطعم قوي ورائحة تذكر بجبن البيكورينو المعتق.

3- كوكتيل بالحليب: بدلاً من استخدام الحمضيات لتخثير الحليب، استُخدم النمل المجفف لإحداث التفاعل الكيميائي، مما منح المشروب طعماً حامضياً معقداً وملمساً حريرياً.

جذور تاريخية: تخمير اللبن منذ 9 آلاف عام

أكَّدت دراسة منشورة في مجلة iScience أن عملية تخمير الحليب لإنتاج الجبن والزبادي تعود إلى 9 آلاف عام، حيث استُخدمت نباتات مثل المخروطيات والنمل لبدء التخمير.

لكن مع بدايات القرن العشرين، اختُزلت صناعة الزبادي في نوعين فقط من بكتيريا حمض اللاكتيك، مما أفقده التعقيد والنكهة الغنية التي تميز النسخة التقليدية.

سر النكهة: النمل الحي

بحسب الدراسة، يعد النمل الحي أفضل بكثير من المجفف أو المجمد في بدء عملية التخمير، حيث يضيف مزيجاً غنياً من البكتيريا، خاصة بكتيريا حمض اللاكتيك، التي تمنح الزبادي طعمه اللاذع المميز.

أما النمل المجفف والمجمد فكانت نتائجه أقل جودة، بل احتوت بعض عينات الزبادي على بكتيريا غير مرغوبة.

تحذير: لا تحاولوا في المنزل

حذَّر الباحثون من تجربة صناعة الزبادي بالنمل منزلياً، نظراً لاحتمال وجود طفيليات خطيرة مثل Dicrocoelium dendriticum والتي قد تسبب أمراضاً للإنسان.

لذلك، استخدم فريق المطعم مصافي دقيقة تسمح بمرور البكتيريا والخمائر، لكنها تمنع الطفيليات من الوصول إلى الحليب.

كما أن النمل الأحمر الأوروبي مهدد بالانقراض بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، مما يجعل الإنتاج التجاري للزبادي بالنمل أمراً غير عملي.

لكن العلماء يرون أن الحل يكمن في استخراج البكتيريا المفيدة من النمل واستعمالها في إنتاج أنواع جديدة من الأطعمة المخمرة.

وبينما استمتع ضيوف مطعم Alchemist بتذوق آيس كريم وزبادي بالنمل، يبدو أن المستقبل قد يحمل لنا مزيداً من الأطعمة التي تمزج بين التقاليد القديمة والعلوم الحديثة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا