دخل العالم مرحلة غير مسبوقة من الخداع البصري، بعدما أطلقت شركة OpenAI تطبيقها الجديد «سورا» (Sora)، الذي يُمكّن المستخدمين من إنشاء مقاطع فيديو واقعية بالكامل من خلال كتابة وصف بسيط فقط، مثل: «لقطة من كاميرا شرطة لكلب يُعتقل بتهمة سرقة قطعة لحم من كوستاريكا.»
التطبيق، المتاح مجاناً على أجهزة iPhone، اجتاح الإنترنت بمزيج من المرح والقلق.
صنع المستخدمون مقاطع مضحكة، مثل راكون على متن طائرة أو مشاجرات بين مشاهير بهيئة أنمي ياباني، بينما استخدمه آخرون لنشر مقاطع مزيفة لأحداث إجرامية لم تقع أصلاً.
نهاية عصر «الفيديو كدليل»
يرى خبراء أن هذه التقنية قد تنهي مفهوم «الحقائق البصرية» كما نعرفها، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
كان الفيديو في السابق يُعتبر دليلاً قاطعاً على وقوع حدث ما، بعد أن فقدت الصور تلك الموثوقية مع تطور الفوتوشوب.
لكن الآن ومع أدوات مثل Sora من OpenAI، ومولدات الفيديو التي أطلقتها شركتا Meta وGoogle هذا العام، لم يعد حتى الفيديو يُمكن الاعتماد عليه كحقيقة.
انطلاقة مذهلة لتطبيق Sora
قبل أيام، أطلقت شركة OpenAI تطبيقها الجديد «سورا 2» (Sora 2) وهو نسخة مطوّرة من أداة توليد الفيديو بالنصوص، تشبه في فكرتها منصة TikTok لكنها تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو فورية من أي وصف يكتبه المستخدم.
وقد اجتاحت الحماسة الإنترنت، حيث تم استخدام التطبيق لإنشاء مقاطع تحاكي شخصيات مشهورة وحقوقاً فكرية محمية، من سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لـOpenAI) وهو يشوي شخصية «كرتونية»، إلى سبونج بوب وهو يصنع المخدرات بأسلوب مسلسلBreaking Bad.
النتيجة؟ خلال يومين فقط، تصدّر التطبيق قائمة متجر آبل، بأكثر من مليون تحميل، إذ يرغب الجميع في رؤية «سوبر ماريو» خلال مطاردة بوليسية عالية السرعة أو مايكل جاكسون وهو يؤدي رقصته الشهيرة.
ولم يسبق أن هزّ أي ابتكار تقني هوليوود كما فعلت النسخة الجديدة من تطبيق الذكاء الاصطناعي «سورا 2» من شركة OpenAI.
غضب شركات الإنتاج والوكالات الفنية الكبرى
ردّ فعل هوليوود كان حاداً، حيث أصدرت وكالة CAA العملاقة بياناً مساء الأربعاء قالت فيه: إن سورا 2 يعرض عملاءنا وحقوقهم الفكرية لمخاطر جسيمة.
أما اتحاد شركات السينما الأمريكية (MPA)، الذي يمثل استوديوهات مثل ديزني ووارنر براذرز، فأكد أن على OpenAI أن تتخذ إجراءات فورية لمنع التعدي على حقوق الملكية الفكرية، مضيفاً أن القانون الأمريكي يحمي المبدعين وينطبق على هذا النموذج بلا استثناء.
رغم ذلك، لم تصدر OpenAI رداً رسمياً حتى الآن.
اتهامات بالقرصنة.. وقضايا بمليارات الدولارات
رفعت ثلاث شركات كبرى ديزني ووارنر براذرز وإن بي سي يونيفرسال، دعاوى قضائية ضد شركات ذكاء اصطناعي منافسة مثل Midjourney وMiniMax بتهمة «السرقة المتعمدة والمتهورة» لمحتوى محمي بحقوق نشر.
وفي المقابل، لم تتخذ هذه الشركات أي إجراء ضد OpenAI حتى الآن، رغم أن قيمتها السوقية تجاوزت 500 مليار دولار.
وتوضح هذه المعارك حجم التحديات القانونية التي قد يواجهها التطبيق الجديد، إذ وافقت شركة Anthropic المنافسة مؤخراً على دفع 1.5 مليار دولار لتسوية دعوى رفعها مؤلفون اتهموها بـ«سرقة أعمالهم الأدبية» لتدريب نماذجها الذكية.
انقسام داخل هوليوود بين الخوف والطموح
يسود انقسام واضح داخل الاستوديوهات، حيث يرى البعض في «سورا» أداة ثورية لتقليل التكاليف وتعزيز الإنتاج، بينما يخشى آخرون أن يتحول إلى أكبر تهديد للإبداع الفني منذ ظهور الإنترنت.
قال أحد التنفيذيين لموقع Deadline: «العمالقة في صناعتنا يجب أن يواجهوا OpenAI.. لكن ذلك لم يحدث بعد حتى اللحظة».
تيك توك في مرمى العاصفة
بينما تصارع هوليوود على حقوقها، يبدو أن الضحية الكبرى في صراع «سورا» قد تكون تطبيق تيك توك نفسه.
فمنصّة OpenAI الجديدة تشبه تيك توك في تصميمها وآلية عرضها ومقاطعها القصيرة، مما يجعلها منافساً مباشراً وربما بديلاً مستقبلياً له، خاصة بين المستخدمين دون سن الثلاثين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
