تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2025، معرض «من أرضٍ ومياه» الذي يقام في مصنع كلباء للثلج، في الفترة بين 17 أكتوبرالجاري و31 مايوالمقبل.
يقدم المعرض مجموعة مختارة من مقتنيات المؤسسة، والتي تعرض للمرة الأولى في المنطقة الشرقية للشارقة، وهو من تقييم جيوون لي، مديرة قسم التقييم في المؤسسة، وعبدالله الجناحي وأمل العلي، قيّمان مساعدان، بالتعاون مع ثريا كريديه وشهد مرشد، من قسم المقتنيات.
يحتضن المعرض تركيبات ضخمة لتسعة فنانين ومجموعة فنية من جميع أنحاء العالم، تتناول في مجملها علاقتنا وارتباطنا بالأرض والمياه والوطن، والتناقض الماثل بين طموحات الدولة القومية بعد الاستعمار من جهة، وحسرة المحرومين من وطنهم الأم، أو أصحاب الهويات المجزأة المجرّدين من اعتراف الدولة من جهة أخرى.
تنساب المياه عبر العديد من الأعمال، فتبدو وكأنها حدودٌ تفصل بين المناطق، ومنفذٌ إلى المجهول، وشبكةٌ مفتوحةٌ تمر عبرها الأساطير والتاريخ والموسيقى رغم التقسيمات المفتعلة، حيث نرى في فيلم «اطلها بالفضة» للفنانين باباك افراسيابي ونسرين طبطبائي، مجموعة من اللقطات الساحلية المطلّة على مضيق هرمز.
وبين الخيال والتوثيق يتأرجحُ فيلم «البحر الدوار» للفنان جون أكومفراه، حيث تمتزج اللقطات الممسرحة التي صورها بمقاطع من برامج الطبيعة التي أنتجتها هيئة الإذاعة البريطانية في تناقض مقلق بين السرديات والصور: البيئة البحرية وصيد الحيتان وانهيار البيئة وعلاقة الإنسان بالبحر.
أما الفنان جومبيت كوسويدانانتو فيوظّف الأعمال التركيبية والفيديو والموسيقى والأداء لتأمل المبادئ السياسية والكولونيالية والسلطة في سياق إندونيسيا ما بعد الإصلاح، ويجمع في عمله «كيرونكونغ كونكورديا» بين موسيقى «كيرونكونغ» التي تمارسها المجتمعات المختلطة والمهمشة في إندونيسيا، وإرث نادي كونكورديا الاجتماعي النخبوي في باندونغ، والذي اشتهر في القرن التاسع عشر بتصنيف زبائنه على أساس التقسيمات العرقية والإثنية.
يتحدى الفنان مروان رشماوي في عمله «لبنان والبحر» التصور العام الذي يقول إن المناطق السيادية وحدودها ثابتة لا تتغير، ويختار المواد المستخدمة بعناية لإفساح المجال أمام إمكانية التآكل التدريجي للعمل والحدود التي يمثلها، حيث تجسّد الخرسانة الصلبة المناطق كثيفة السكان، ويمثل الشمع القابل للتشكيل الماء، فيما يُعد عمله «نُصُب تذكاري للأحياء» (2001–2008) نموذجاً إسمنتياً مصغّراً «لبرج المر» المهجور في وسط بيروت. وقد لعب هذا المبنى المؤلف من 34 طابقاً دوراً محورياً فيما عُرف «بمعركة الفنادق» (1975–1977) إبان الحرب الأهلية اللبنانية، ليخلّد بذلك ماضٍ شابه الدمار والفقد والتقلب، خلافاً لمعظم النماذج المعمارية التي تبرز التقدم والتنمية المستقبلية.
وفي المقابل تأتي أعمال الفنان نبيل المخلوفي لتتأمل حالة الهجرة العالمية، وتلتقط مشاعر الاغتراب والانتماء في خضم دوامة التهجين الثقافي. ففي عمله «الاعتبار»، ينبثق شخصٌ مطأطئ الرأس من مسطحٍ مائيٍ ضحلٍ، محدّقاً بقارب خشبي صغير، كما لو أنه يتأمل في رحلة محفوفة بالمخاطر. في حين يصوّر عمله «حجاب الليل» مجموعة من الشباب محتشدين في بيئة متباينة، حيث يبدو وكأنهم يفكرون في أمر يبقونه مخفياً عن المشاهد.
*التقاء
على مدار اثنتي عشرة ساعة تُلزم الفنانة نسرين خضر نفسها بدورة سباحة مرهقة ذهاباً وإياباً في مسبح خارجي مطلّ على البحر المتوسط في بيروت، لتعبر في عملها «بحر شاسع» عن التقاء الحدود المادية والمفاهيمية، فعلى الرغم من الدلالات الترفيهية المعتادة للمسبح، إلا أنه يمثّل في هذا العمل تطبيقاً مجازياً عن الحدود التي تطوّق حركة الفنانة وتحصرها ضمن نطاق محدود.
«بيروانة نقود من صدف» هو عمل الفنانة تالوي هافيني الذي تستكشف من خلاله عملة الصدف التقليدية التي لا تزال مستخدمة في منطقة «بوغانفيل»، وأجزاء أخرى من بابوا غينيا الجديدة، والتي تُستخدم في الاحتفالات والتزيين ويمكن حفظها في أوعية خاصة، على النقيض من العملات المعدنية والأوراق النقدية التي تظلّ حبيسة البنوك. استطاعت الدول القومية الناشئة بعد الاستعمار تأكيد سيادتها على اقتصادها وسياساتها النقدية بفضل تأسيس العملات الوطنية، لكن الاستخدام المستمر لعملة الصدف في المنطقة حافظ على قيم ثقافية محددة، وعلاقات وثيقة مع الأرض الأصلية التي سبقت وجود الدولة واستمرت بعدها رغم الطابع المركزي للسلطة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.