متوجسة من المستقبل وما يخبئه لي القدر
معاناتي: في تسويف خطيبي لتحديد موعد زفافنا
سيدتي الفاضلة قراء ركن آدم وحواء الكرام، أتمنى أن اجد التفهم لما سأقول، فأنا حقا أعاني من ضغط كبير لكنني لم أصرح عنه لأحد، و قد بقي حبيس صدري وهو سبب معاناتي.
أنا فتاة في الـ21 من عمري، دخلت الفرحة إلى حياتي يوم تقدم لخطبتي الشاب الذي أحبه قلبي وبارك خطبتنا كل من أهله وأهلي، بعد أن كان والديه معارضان لفكرة ارتباطه بفتاة ليست من العائلة، لكن الأمور تمت بسلام والحمد لله، الأيام التي تلت خطبتي كانت تحمل أجمل شعور على الوجود، فقد كنت اطفو فوق السحاب وشعرت أنني نلت من الدنيا نصيبي من الفرح إلى جانب رجل الكل يشهد له بالخير، ليس هذا فحسب، بل مع الوقت تعرفت عليه أكثر وصرنا أقرب إلى بعضنا بعض، وصارت بيننا مودة واحترام كبيرين، أجرينا كل الخطوات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية، وكما هو معروف في تقاليدنا الطيبة، ولم يبقى سوى العقد المدني، حددنا موعدا للزفاف في البداية، ولـــمّــا اقترب أجله لموعد آخر، صار خطيبي يؤجله في كل مرة، فوق هذا بدأت أحس أن مشاعره بدأت بالفتور، صار قليلا ما يهاتفني، حتى في زيارة عائلته لبيتنا لا يكون معهم، فبدأ الخوف يتسلل إليّ والشكوك تراودني، وكلما سألته يتحجج بالعمل، فوجدت نفسي في متاهة كبيرة وسط أسئلة لا أجد إجابة لها، هل تغيرت مشاعره اتجاهي؟ أم صرت لا أروق له؟ وهل أنا أظلمه..؟ وأن ما أفكر فيه وهم سببه الفراغ؟ علما أنه إلى يومنا هذا يثني عليّ وعلى أخلاقي مع عائلته، فكرت كثيرا في إثارة الموضوع مع أهلي لكنني خائفة من أن يتفاقم المشكل وتنقلب الأمور ضدي، فأرجوك أنيري دربي..
أختكم ف.ليندة من الغرب الجزائري.
=====================
عزيزتي، مرحبا بك على صفحتنا، ونتمنى التوفيق من الله في الرد عليك، أظن أنك أجبتي على نفسك في آخر الرسالة، ولو أنني أفهم جيدا ما تمرين به، فأنت طالتك فرحة كبيرة وأحلام كثيرة، لكن كلها لازالت قيد الانتظار، الرجل الذي أحبه قلبك صار أقرب، لكن في نفس الوقت بعيد.
نعلم جميعا أن الخطوبة مرحلة مهمة ليتعرف الخطيبين على طباع بعضهما، وحتى تصبح تلك العلاقة متينة أكثر وتحقق لهما السعادة، لكن طول فترة الخطوبة، قد ينتج عنه الكثير من المشاكل، ولربما تأجيل موعد للزفاف لأكثر من مرة هو فرصة لتقييم هذه العلاقة بكل أدق، لهذا كوني ناضجة في طريقة تفكيرك، وتخلّي عن الأفكار الطفولية التي تجعلك ترين في الخطوبة والزواج فقط الجانب الرومنسي والكلمات المنمقة المتبادلة بينكما.. إلخ، حددي رؤيتك لمستقبل هذه العلاقة وهذا يساعدكِ على فهم المشكلة والعثور على أسبابها، وإعادة تصحيح المسار، وتقبّل النتائج أيّا كانت.
هذا من جهة، من جهة أخرى أظن أن الفراغ حقا قد لعب لعبته بينكما، أو على الأقل تمكن منك أنت، وأدخله في دوامة أنت في غنى عنها، فالرجل الذي تحدى أهله من أجلك لا أظن أنه من السهل أن يفرط فيك، خاصة أنه برر ابتعاده بالعمل، وأضيفي إلى ذلك أن أهله الذين كانوا يرفضون فكرة ارتباطه بفتاة غريبة عن العائلة فرحون بك ويزرونك من الحين إلى الآخر، لهذا أنصحك بان تفكري مليا ولا تقدمي على خطوة لن تكون في صالحك.
كما شدني في رسالتك عبارة “أم انا التي صرت لا أروق له..؟”، توقفي عن هذا الشعور بالذنب، ولا تقومي بجلد ذاتك أكثر، حتى لا تثقلك المشاعر السلبية، وربما لست أنت السبب، وإلا واجهك بالأمر وصارحك به، فاطمئني.
أعلم أن شعورك الداخلي ورغبتك في التمسك بخطيبك ولإتمام فرحتك هي التي تدفعك إلى طرح كل هذه الأسئلة لتجدي حلال مناسبا، لكن هذا شخص بالغ ومسؤول عن قراراته ولا يمكن التحكّم به أو توجيهه، لذا لا تضغطي عليه، وامنحيه حرية اتخاذ قراره دون أي ضغط، فربما يتراجع عن قراره إذا شعر أنه غير مضغوط، أو ربما المسألة متعلقة بأمور مادية، لهذا لابد أن تبدي تفهمك وتقديرك.
أما إذا تأكدتِ حقيقة أنه يتهرب منك، أعيدي أنت تقييم مشاعرك، وامنحي أنت أيضا فرصة لنفسك حتى لا تتورّطي في زواج لا يحقّق لكِ الحياة التي تتوسمينها.
هذا ما يمكنني قوله والله أعلى وأعلم، كما لا تنسي استخارة المولى بركعتين، وأتمنى لك كل التوفيق إن شاء الله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.