مع بداية كل عام دراسي جديد تنشأ عشرات «الجروبات المدرسية» عبر تطبيقات التواصل، حيث يجتمع فيها أولياء الأمور لتبادل المعلومات والتنبيهات والواجبات، ورغم أن الهدف الأساسي لهذه المجموعات تسهيل التواصل بين المدرسة والأهالي، إلا أن العديد من الأمهات أصبحن يشتكين من التشتت والضغط النفسي بسبب كثرتها وتكرار المعلومات داخلها، فهل تحولت هذه المجموعات من وسيلة مساعدة إلى عبء يومي يثقل كاهل الأمهات؟
تسعى الأمهات لمساعدة أبنائهن في الحصول على أي معلومات تفيد الأبناء دراسياً لهذا تشترك في المجموعات المدرسية سواء كانت مجموعات «الواتساب» أو«التليغرام» التي تقام لكل صف ولكل نشاط حتى أصبحت الأم الواحدة مشتركة في عدة مجموعات تخص أبناءها في المراحل المختلفة.
تقول أم علي الحمادي«أم لثلاثه أبناء»: بسبب كثرة المجموعات تسبب لي ضغطاً وتشتيتاً في يومي، خصوصاً مع تكرار نفس المعلومات أو كثرة الرسائل الجانبية والنقاشات الخارجة عن الهدف الأساسي، ما يضيع الوقت ويجعل متابعة الأمور المهمة أصعب. وأضافت من المهم أن تكون هذه المجموعات تحت إدارة واضحة من المدرسة أو من منسقين محددين، بحيث تُغلق المحادثات إلا عند الحاجة لطرح معلومة أو استفسار محدد، بهذه الطريقة نستطيع كأمهات أن نتابع ما يخص أبناءنا بسهولة، بدون ضغط وتشتيت يربك يومنا.
تقول أم فهد، «أم لأربعة أبناء»: تجربتي تختلف لأن المدارس الخاصة المجموعات فيها منظمة أكثر وأي نقاشات كانت تنتهي بسرعة، لأن الغاية الأساسية من المجموعات هو التسهيل على الأمهات للحصول على المعلومة المرجوة ولكن المجموعات الأخرى لأبنائي الأصغر سناً كنت أعاني تداخل المواضيع مع بعضها بحيث نصبح متشتتين ويضيع الوقت ونحن نبحث عن المعلومة. تضيف أم محمد العلوان أن هذه المجموعات أصبحت للنقاشات الجانبية وهذا أكثر ما يضايقني بدلاً من مواضيع مدرسية، مثل المزاح أو تبادل الصور غير المهمة، ما يغطي على التنبيهات الأساسية من قبل المشرفين على الأشياء المهمة من مواعيد للامتحانات أو تكليفات، فأحيانًا أستيقظ على مئات الرسائل، وأخشى أن تفوتني معلومة مهمة وسط كل هذا الكم من الرسائل.
عمل ومهام منزلية
تشير أم سعيد النقبي، «أم لولدين»، إلى أن كثرة التنبيهات والرسائل تجعلها مشتتة الذهن، خصوصاً في العمل أو أثناء المهام المنزلية، حيث اضطر للتوقف مراراً لمراجعة ما إذا كانت هناك تعليمات مهمة من المدرسة.
وتضيف أن المجموعات أحياناً تفيدني عندما يكون هناك تنبيه مهم أو واجب مدرسي، لكن في الغالب أشعر بأنها تزيد من التشتيت والضياع للأم أكثر مما تقدم فائدة، لذا اضطر إلى وضع كتم الصوت لساعات عديدة لأن الرسائل أصبحت ترسل في أواخر الليل.
تضيف أم عائشة المري بأن كثرة المجموعات على منصة التليغرام والواتساب أصبحت مزعجة للغاية، وتحدث دائماً محادثات جانبية بين الأمهات تعرقل هدف إنشاء المجموعة لذلك على المشرف أن يضع حداً لهذه المحادثات بوضع قوانين بعدم التحدث خارج إطار الدراسة لأنه بمجرد أن أفتح هاتفي أجد مئات الرسائل، منها ما يخص الدراسة، ومنها ما هو أحاديث جانبية تضيّع وقتي وتربكني.
تشتت وخلافات
تقول أم سيف القايدي، أم لخمسة أبناء: اشتركت في العديد من المجموعات لأتابع مع أبنائي دراستهم لكن أصبحت متشتته ذهنياً، لأنه لا توجد ضوابط للمحادثات من المشرفين لأن بعض الأمهات يقمن بإرسال المعلومة أكثر من مرة وهذا شيء مزعج، غير المناقشات الحادة التي تصل إلى خلافات ولا أستطيع التركيز على ما تم إرساله من قبل المعلمة، فالانضباط في المجموعة يحقق الفائدة للجميع. ترى إسراء عبدالله، مشرفة مجموعة مدرسية، أن الحل الأمثل يكمن في وجود تنسيق مباشر من المدرسة بوضع ضوابط واضحة عند إنشاء المجموعات الخاصة بين بأولياء الأمور والمشرفين، ومن المهم أن يكون هناك فصل في المهام، منه للتذكير بالواجبات والامتحانات ومجموعة أخرى بحيث تخصص بالرسائل الرسمية للإدارة من قوانين المهمة ولافتات للطلبة، مع الحرص على ضبط الحوار ومنع النقاشات الجانبية. وتشير المشرفة إلى أن المدرسة تسعى إلى إرسال التعليمات الضرورية فقط مع توعية الأمهات بأهمية الحد من الرسائل الجانبية التي قد تُشتت سير العملية الدراسية، وتضيف أن الاعتماد على المنصات التعليمية الرسمية يبقى الخيار الأنسب والأفضل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
