منوعات / صحيفة الخليج

نهير زين: «السرائر» يعبر عن ازدواجية الهوية بزمن العولمة

* يجمع الاستدامة والابتكار المستمد من المحلية
* ابتعدت عن التقليد نحو الأصالة والقيمة

يتضمن أسبوع دبي للتصميم، مزيداً من الإبداعات والتصميمات المبتكرة، ما يسهم في التعريف بكوكبة من المواهب من مختلف الجنسيات.

إحدى المواهب المميزة المشاركة في أسبوع دبي للتصميم نهير زين (28 عاماً)، وهي مهندسة معمارية ومصممة مصرية مقيمة بالإمارات منذ طفولتها، ومتخصّصة في ابتكار المواد الحيوية الأصيلة المستمدة من نباتات المنطقة والبيئة المحلية.

حصلت أعمال نهير زين على عدة جوائز عالمية، مثل «أنلوك هير فيوتشر»، و«درابرز» و«سند» للاستدامة، ورشحت ضمن أفضل 50 مصمماً في المنطقة لعامي 2021 و2022.

وتمثل نهير زين بمشروعها المبتكر «السرائر» مركز 1971 للتصاميم بالشارقة ضمن فعاليات أسبوع دبي للتصميم.

وأثناء الكشف عن مشروعها، كان هذا الحوار مع نهير زين التي تستهل حديثها بالقول: أسبوع دبي للتصميم ليس مجرد منصة عرض، بل مساحة للحوار وتبادل الأفكار، فهو يمنحني الفرصة للتفاعل مع مصممين محليين ودوليين، وتلقّي الملاحظات، واكتشاف طرق جديدة لدمج الاستدامة والهوية والحِرفية في التصميم المعاصر. كذلك، تؤكد مشاركتي إيماني بأن التصميم المنطلق من أصالة المنطقة وهويتها قادر على قيادة الحوار العالمي حول الاستدامة والابتكار.

وعن تعاونها مع مركز 1971 للتصاميم بالشارقة، تقول: علاقتي به تجربة مميزة وملهمة، فهو منصة تدعم المصممين المحليين وتمنحهم فرصاً متواصلة للتطوير والعرض ضمن بيئة تحتفي بالإبداع والتجريب. قدّمت لي مساحة 1971 دعماً كبيراً على المستويين الفني والتنفيذي، إذ ساعدني فريقه على تحويل فكرة مشروعي إلى تركيب فني متكامل من خلال الإرشاد، والمساعدة في الإنتاج، وتوفير مساحة عرض متميزة. هذا الدعم أتاح لتصميمي «سرائر» المصنوع من مادة «لوكذر»، انتشاراً واسعاً، فضلاً عن تعريف الجمهور المحلي والدولي على المادة خلال أسبوع دبي للتصميم وإبرازه كمشروع يجمع بين الاستدامة والابتكار المرتبط بالبيئة المحلية.

وتضيف: «هذه هي مشاركتي الرابعة في أسبوع دبي للتصميم، وأشعر بالفخر لأنها جاءت بتكليف من مركز 1971 في الشارقة، وبإشراف وتوجيه منه».

وتشير نهير زين إلى أن «سرائر» عبارة عن خزانة تحتوي على أدراج مخفية مع رموز ظاهرة على واجهتها تجسّد هويتها المزدوجة بين نشأتها في وأصولها المصرية. وتضيف: «الخزانة مغلفة بمادة توليت ابتكارها وتطويرها عبر السنوات والتعريف بها كخامة إماراتية صنعتها في الدولة من قرون نباتية جافة محلية المصدر».

سرد عميق

يتمتع هذا التصميم بأهمية خاصة تعبر عنها نهير زين بقولها: يحمل هذا المشروع سرداً عميقاً يتمحور حول احتضان هويتنا بكل ما فيها من تناقضات، بين ما نُظهره للعالم وما نخفيه في داخلنا. إنه احتفاء بازدواجية واقعنا، واستكشاف للتوازن بين ما نختار أن نكشفه وما نخفيه. ومن خلال هذه الخزانة، تعبّر «السرائر» عن جوهر الهوية كشيء خفي وحميم يُكشف تدريجياً، تماماً مثل الأدراج المخفية التي تُفتح واحداً تلو الآخر.

وتعتبر المادة المستخدمة في إنجاز التصميم تعبيراً عن التفرد؛ لأنها وُلدت من بيئة المنطقة ومناخها ونباتاتها، وهي ليست فقط صديقة للبيئة، بل متجذّرة ثقافياً وبيئياً. وتضيف: إنها تمثل عصراً جديداً من المواد التي تبتعد عن التقليد والإنتاج المتكرر وتتجه نحو الأصالة والمحلية والقيمة. من خلال تحويل القرون النباتية الطبيعية إلى مادة فاخرة ومتقنة، تحتفي بهوية بيئتنا وتحولها إلى شيء جميل ومسؤول في الوقت ذاته.

وعن الوظائف التي تقدمها مادة «لوكذر»، تقول: تُسهم في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مثل الإنتاج والاستهلاك بشكل مسؤول، والعمل لخدمة المناخ، وتنمية المجتمعات المحلية. كما تتميز المادة بأنماطها الطبيعية ومتانتها، ما يجعلها مثالية للاستخدام في ألواح الجدران وتغليفها، والقشور الخشبية، والتنجيد، والخزائن، والإكسسوارات، وهي تقدم بديلاً أصيلاً وأخلاقياً يعكس جمال بيئة المنطقة وهويتها. وهي مادة صديقة للبيئة، إذ يُصدر كل متر مربع منها 0.34 كغم من ثاني أكسيد الكربون فقط.

الشجرة البيضاء

توضح نهير زين أن مادة «لوكذر» آتية من شجرة محلية تُعرف باسم الشجرة البيضاء «بوبيناك»، وغالباً ما يُطلق عليها اسم «المعجزة» لما تتمتع به من فوائد بيئية استثنائية. وتقول: تنمو هذه الشجرة طبيعياً في مختلف مناطق الإمارات، وتزدهر مع استهلاك ضئيل للمياه ودون الحاجة إلى أسمدة أو مبيدات، ما يجعلها مورداً مثالياً ومستداماً لتطوير المواد المبتكرة. تُعد القرون الجافة التي تتساقط طبيعياً من هذه الشجرة المادة الخام الأساسية المستخدمة في صناعة «لوكذر». وبدلاً من تركها لتتحلل، نجمعها ونحولها إلى مادة نباتية فاخرة تجمع بين الجمال والمسؤولية البيئية.

تُعرف «الشجرة المعجزة» أيضاً بقدرتها على امتصاص الكربون وإغناء التربة عبر تثبيت النيتروجين ومنع تآكلها إضافة إلى دعم التنوع البيئي والبيولوجي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا