في أجواء مفعمة بالتشويق والتألق، شهدت الدورة السادسة والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي انطلاقة مميزة، حيث اجتمع الفنانون والمحبون للسينما في حفل أنيق يعكس المكانة الرائعة لهذا الحدث الثقافي، تميزت الأمسية برسائل إنسانية عميقة تحمل في طياتها مشاعر متعددة، إضافة إلى جو من الفخر والحماس الذي عكس تلاحم الحضور مع القضايا المهمة على الساحة.

مع حضور العديد من النجوم البارزين، كان للنجم حسين فهمي وكلماته القيمة دور بارز في تشكيل أجواء الحفل، فقد تناول في حديثه أهمية الفن وصنع الأفلام في نقل الرسائل الإنسانية، وشدد على ضرورة تسليط الضوء على القضايا الإنسانية الملحة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم، ليتجسد دور السينما كمنارة أمل تتجاوز حدود الدول.

في هذا المهرجان، كان هناك حضور قوي ومؤثر للسينما الفلسطينية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالقضايا الإنسانية والعدالة الاجتماعية، أفلام تناولت قضايا ومعاناة الشعب الفلسطيني، كما تم تسليط الضوء على قصص انتصار الإرادة الإنسانية، تلك العروض لم تؤثر فقط في القلوب بل ألهبت مشاعر الحضور وأثارت الكثير من النقاشات حول الرسالة الحقيقية للسينما.

تخللت فعاليات المهرجان أيام مليئة بالأنشطة المتنوعة، حيث تم عرض مجموعة من الأفلام المتميزة التي أجازت للجمهور تجربة سينمائية فريدة، بالإضافة إلى ورش عمل وحوارات تفصيلية بين الفنانين وصناع الأفلام، حيث كانت هذه المنصات فرصة لنشر الأفكار والتوجهات الجديدة في عالم السينما، مما يعزز من تطور هذا الفن والمؤسسات العاملة فيه.

استقطب المهرجان زواراً من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، ليشكل تقاطعاً ثقافياً يسهم في تعزيز الروابط بين الثقافات المختلفة، فكان الحضور الدولي علامة فارقة تشير إلى قوة المهرجان، كما أكدت العديد من الشخصيات المهمة أن هذا الحدث أصبح اليوم منصة تسلط الضوء على الأعمال السينمائية الفريدة، وتعكس التنوع والإبداع في هذا القطاع الفني.

شهدت ليالي المهرجان تفاعلات مثيرة وجلسات نقاشية كانت غنية بالمعلومات، حيث اتاحت الفرصة لعشاق السينما للولوج في عالم صناعة الأفلام والتعرف على التجارب الرائدة والمبتكرة، فعبر هذا الحدث المهم، تم التأكيد على ضرورة دعم المبدعين، وتوفير المنصات التي تنقل رسائلهم الفنية وتدعم قضاياهم الإنسانية، وهذا ما يعكس أهمية مهرجان القاهرة السينمائي كوجهة فنية عالمية.