كتب عزوز الديب
الخميس، 17 أبريل 2025 09:13 مقال الدكتورأيمن سلامة أستاذ القانون الدولي انه في خطوة حازمة تعكس التزامها الراسخ بحماية مهنة الطب السامية وأخلاقياتها النبيلة، أصدرت نقابة الأطباء قرارًا تاريخيًا بتوقيف طبيب عن ممارسة المهنة لمدة عام كامل، وذلك على خلفية ارتكابه مخالفات جسيمة لقواعد المهنة الطبية والقسم الذي أقسمه، وتجاوزه الخطوط الحمراء ببث إشاعات ومعلومات مركبة لا تمت لتخصصه بصلة عبر شاشات الفضائيات.
وأشار سلامة الى ان هذا القرار الشجاع، الذي يأتي في سياق جهود النقابة الدؤوبة لمكافحة الدجل والشعوذة والتصدي للممارسات غير المسؤولة التي تسيء إلى صورة الأطباء وتهدد سلامة المجتمع، يمثل رسالة قوية وواضحة لكل من تسول له نفسه استغلال ثقة الجمهور والعبث بصحتهم ومعتقداتهم. إن النقابة، بوصفها الحارس الأمين لهذه المهنة الإنسانية، لن تتوانى عن تطبيق القانون بحذافيره على كل من يخالف ميثاق الشرف الطبي ويضلل الرأي العام.
وشدد الدكتور ايمن سلامة على إن بث الإشاعات والمعلومات المغلوطة، خاصة تلك المتعلقة بالشأن الصحي، يشكل جريمة في حق المجتمع، لما لها من تداعيات خطيرة على الوعي العام وصحة الأفراد. فكيف إذا صدرت هذه "السموم" من شخص يفترض فيه أن يكون موضع ثقة واحترام؟ إن استغلال المنصات الإعلامية لنشر الخرافات والأوهام، وتقديم معلومات زائفة في غير التخصص، يعد خرقًا سافرًا لأخلاقيات المهنة ومسؤولياتها تجاه المجتمع.
واستدرك قائلا :"لكن، ومع تقديرنا الكامل لجهود نقابة الأطباء في تطهير الصفوف وحماية المهنة، فإن المسؤولية لا تقع عليها وحدها. فاليوم، تتجه الأنظار أيضًا وبقوة نحو تلك "البؤر الإعلامية" التي فتحت أبوابها مشرعة لهؤلاء "الدجالين" و"المشعوذين" ليطلوا منها على الجمهور، يبثون سمومهم ويشعلون نار الفتنة في مجتمع هش".
وأوضح إن هذه الفضائيات، التي يفترض فيها أن تكون منابر للتنوير ونشر الوعي الصحيح، تحولت في كثير من الأحيان إلى ساحات لترويج الخرافات والأوهام، بحثًا عن نسب مشاهدة زائفة وأرباح سريعة على حساب صحة ووعي المشاهدين. إن السماح لهؤلاء الأشخاص غير المؤهلين بالظهور وتقديم معلومات طبية مغلوطة يمثل تدليسًا واضحًا على الجمهور، ومساهمة مباشرة في نشر الجهل والتخلف.
وطالب سلامة الجهات الرقابية والإعلامية بتحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا الشأن. يجب تفعيل القوانين واللوائح المنظمة لعمل وسائل الإعلام، ومحاسبة القنوات التي تروج للخرافات والمعلومات المضللة. إن حماية المجتمع من سموم هؤلاء "المتاجرين بالوهم" تتطلب تضافر الجهود وتكاتف الجميع، بدءًا من نقابة الأطباء ومرورًا بالجهات الرقابية والإعلامية، ووصولًا إلى وعي الجمهور ورفضه لهذه الممارسات الهدامة.
واكد إن قرار نقابة الأطباء هو بمثابة صفعة قوية في وجه كل من تسول له نفسه العبث بصحة المجتمع واستغلال ثقته. ولكن المعركة ضد الدجل والشعوذة لم تنتهِ بعد. فالمسؤولية الآن ملقاة على عاتق الجميع لوقف هذا النزيف المعلوماتي وحماية مجتمعنا من براثن الجهل والتضليل. إنها دعوة صريحة لوقف "بث السموم" من تلك الفضائيات التي تستغل حاجة الناس إلى المعلومة لترويج الخرافة والوهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.