في لحظة فارقة، وقفت مهرائيل مجدي على منصة احتفالية عيد العمال 2025، تتلقى تكريمًا من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبارها أول سيدة تقود القطار الكهربائي الخفيف LRT في مصر، لتصبح قصة كفاحها ومثابرتها نموذجًا مُلهِمًا للمرأة المصرية في مجالات العمل غير التقليدية.

مهرائيل، الفتاة العشرينية، لم تكن تخطط يومًا لأن تصبح سائقة قطار، لكنها خاضت التحدي بحماسة عندما أعلنت شركة "آر آي تي بي ديف للنقل كايرو"، المسؤولة عن تشغيل LRT، عن فتح باب التقديم للوظيفة الجديدة. وبالفعل، كانت من بين أول ست سيدات في مصر يُكسرن حاجز التقاليد ويجلسن خلف عجلة القيادة لأحد أهم مشروعات النقل الذكي الحديثة، الذي يربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة.

تقول مهرائيل: "لم أتخيل يومًا أن أكون سائقة قطار، لكنني رأيت في هذه التجربة تحديًا جديدًا لنفسي ومسؤولية كبيرة تجاه الركاب. خضعت لتدريبات مكثفة واختبارات صارمة لمدة ثلاثة أشهر، شملت اختبارات نفسية وعملية، قبل أن أحصل على الفرصة الفعلية للقيادة."

رغم أن القطارات تعمل بنظام تشغيل أوتوماتيكي متكامل، إلا أن السائقات يتولين مسؤولية القيادة اليدوية أحيانًا وفقًا لتوجيهات غرفة التحكم المركزية، ويتابعن الرحلة لحظة بلحظة لضمان السلامة.

لم تكن المهمة سهلة في بداياتها، خاصة مع ردود الفعل المتفاوتة من الركاب، تقول مهرائيل: "بعض الركاب كانوا متفاجئين أو غير مقتنعين، لكن الأغلبية كانت مشجعة، ومع الوقت أصبح وجود سائقة قطار أمرًا طبيعيًا ومصدر فخر لكثير من السيدات."

وترى مهرائيل أن المهنة غيّرت كثيرًا من شخصيتها، قائلة: "زاد إحساسي بالمسؤولية والانضباط. أصبحت أدرك جيدًا أنني مؤتمنة على حياة العشرات في كل رحلة، وهذا أمر يمنحني شعورًا بالفخر والالتزام."

جاء تكريم مهرائيل خلال احتفالية عيد العمال هذا العام ليؤكد دعم الدولة المصرية للمرأة العاملة، وتقديرها لدورهن في مواقع الإنتاج والتنمي، وكان لتكريمها من قبل الرئيس السيسي دلالة قوية على أن كسر الحواجز المجتمعية ممكن، وأن التميز لا يرتبط بنوع، بل بالإرادة والكفاءة، كما تعد تجسيد حي للتحول الذي تشهده مصر في تمكين المرأة، ليس فقط في مكاتب الإدارة أو المعامل، بل أيضًا في كبائن القيادة وعلى خطوط السكة الحديد.