مصطلحات تسمية الأجيال، ليست جديدة، فقد كانت بدايتها مطلع القرن العشرين مع الكاتبة الأمريكية جيرترود شتاين، التى صاغت مصطلح الجيل الضائع "last Generation"، لتصف الأشخاص الذين ولدوا مطلع القرن العشرين، وكرسوا حياتهم للخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى عام 1926، حتى انتشرت الفكرة، ووصلنا إلى جيل "Gen X"، الذى صاغه المؤلف الكندى دوجلاس كوبلاند لوصف الجيل المولود من منتصف الستينات حتى أوائل الثمانينات، ومن بعدها أطلق على الأجيال المتتالية أحرف الأبجدية.
بدأنا الاهتمام بتلك المصطلحات فى مصر، والمنطقة العربية حديثا، وتحديدًا مع جيل الألفية "Gen X"، لأنه خلال تلك الفترة كان هناك اهتمام كبير، وكأن مع عام 2000 سوف يبدأ عالم آخر، وبالرغم من أن دراسة الأجيال مهمة، إلا أن علماء الاجتماع والسياسة لم يهتموا فى السابق بدراسة الوعى الجيلى، لكن مع جيل الألفية، بدأ الاهتمام به، ففى العلوم السياسية عند دراسة القضايا الكبيرة أو العلاقات الدولية، من المهم دراسة العلوم البينية، ولا يمكن دراسة ظاهرة دون دراسة البعد الاجتماعى، وأيضا البعد الجيلى، لتفسير الكثير من الأمور، وهو الأمر الذى انتبه له الغرب مبكرا عند تصنيف الأجيال وتسميتها.
هناك أجيال قديمة، لكن الأشهر حاليًا هو جيل "Boomers" أو طفرة السكان، ولا يوجد لها معنى في مصر أو الوطن العربى، فهم المواليد الذين ولدوا بين عامى 1946 و1964، بعد الحرب العالمية الثانية، ففى ذلك الوقت حدثت طفرة فى أعداد المواليد بأمريكا وأوروبا، ونشأ هذا الجيل فى فترة النمو الاقتصادى الكبير، والتغيرات الاجتماعية، والابتكارات التكنولوجية، بما فى ذلك حركة الحقوق المدنية، وحرب فيتنام، وهبوط الإنسان على سطح القمر.
وكان جيل "Boomers" القوة الدافعة وراء الثورات الثقافية فى الستينات والسبعينات، بما فى ذلك حركة الثقافة المضادة، وموسيقى الروك أند رول، و الفيمينزم، وغالبًا ما يرتبطون بالقيم مثل العمل الجاد، والتفاؤل، والطموح، حيث استفادوا من الرخاء بعد الحرب العالمية وأمن الوظائف.
أما جيل "Gen X " فهم المتمردون الأصليون بلا سبب، ولدوا بين عامى 1965 وحتى 1980، ونشأوا فى فترة من التغيير الكبير، صعود قنوات تليفزيونية، سقوط جدار برلين، بزوغ فجر الإنترنت، وغالبا ما يطلق عليهم "أطفال المفاتيح"، لأن العديد منهم تربوا على أيادى آباء وأمهات عاملين، وتعلموا الاعتماد على أنفسهم فى وقت مبكر، وقدم لنا هذا الجيل، موسيقى "البانك روك"، وأول موجة من ألعاب الفيديو، مع كلاسيكيات مثل "باك مان وتتريس"، وهم جيل الوسط الذى يتقلد المناصب القيادية حاليا.
"Gen X" خبراء في الحنين إلى الماضى التناظرى، وهو نوع من الحنين الذى يركز على الوسائط التناظرية، مثل الأغانى القديمة، أو الأفلام، أو الكتب، أو حتى رائحة معينة مرتبطة بذكرى معينة، وهذا النوع من الحنين يختلف عن الحنين الرقمى الذى يتعلق بالوسائط الرقمية مثل الإنترنت أو الموسيقى الرقمية.
"الميلينيالز" أو جيل "Gen Y"، ولدوا بين عام 1981 حتى عام 1996، وهو الجيل الذى بدأ خبراء الاجتماع والسياسة إجراء الدراسات عليه، والانتباه إلى رأيه وما يفكر فيه، يبدو على هذا الجيل الاختلاف، فقد نشأ خلال انفجار الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعى، ومعروفون بكونهم ملمين بالتكنولوجيا، ولديهم وعى اجتماعى، وفى بعض الأحيان يلقبون بالكسالى بشكل غير عادل، لكن حتى نكون واقعيين، فقد واجهوا الأزمة المالية فى 2008، والآن يعيدون تشكيل أماكن العمل، مع العمل عن بعد، والمهن الجانبية، و شعارهم "اعمل بذكاء وليس بجهد أكبر".
أما الجيل الأحدث "Gen Z" هم مواليد الفترة من 1996 حتى 2012، وتم اختيار الحرف اللاتينى Z استكمالا لتسلسل الحروف بالأجيال التى سبقته، هؤلاء السكان الأصليون للإنترنت، فتحوا أعينهم على الشاشات، وأيديهم تحمل الموبايلات، وإذا كان جيل "Gen Y" قد قدم وسائل التواصل الاجتماعى، فإن "Gen Z" قد أتقنها، حيث أنهم يعيشون على منصات التيك توك، السناب شات، اليوتيوب، ولا يعرفون العالم بدون انترنت، كما لا يمكنهم العيش بدونه.
عاش هذا الجيل موازين القوة التى اهتزت، وشهد على دمج ورفع قيم المساواة التى تمت بين الأعراق، عاصر كورونا، وكان له أول تجربة للتعليم عن بعد، والحقيقة أن هذا الجيل، منفتح بشكل كبير بسبب سهولة التواصل، فهو محاط بكمية هائلة من المعلومات، متحرر، متمرد، يقدر الأصالة، ويعيد صياغة موضة التسعينات، وأسطوانات الفينيل، وعملى، فهو مستعد لإصلاح الفوضى التي يشعر أنه "ورثها".
مع كل المميزات لجيل "Z" لكنه خسر بعض القيم والمفاهيم التى كانت فى الأجيال السابقة، فهم أقل ارتباطًا بالأسرة، و يفضلون الشات مع أصدقائهم، ويعيشون حياتهم أون لاين، ومهاراتهم الاجتماعية وجهًا لوجه ضعيفة.
وأخيرًا الجيل الأصغر"Gen Alpha" الأكثر تطورًا من الجميع، وهم الذين ولدوا منذ عام 2013 وما بعدها، هؤلاء الأطفال ينشأون فى عالم من الذكاء الإصطناعى، والمنازل الذكية.. إنهم الجيل الأول الذى ولد بالكامل فى القرن الواحد والعشرين، وهم بالفعل سحرة التكنولوجيا.. تخيلوا الأطفال الصغار وهم يتنقلون بين الأجهزة اللوحية أفضل من بعض البالغين، مما يجعلهم مثاليين لعالم يتغير أسرع من أى وقت مضى، وهكذا، لدينا 5 أجيال، كل جيل شكل العالم، وترك بصمته الخاصة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.