مكة المكرمة - محمود عبد الراضي

عاشت الحاجة آمال إسماعيل، إحدى أعضاء بعثة حج القرعة، لحظات لا تُنسى بعدما فقدت طريقها داخل الحرم المكي وسط الزحام الشديد الذي يميّز هذا الموسم الروحاني الكبير.

لم تكن تتخيل أن أداء المناسك لأول مرة قد يحمل في طياته مشهداً من القلق والضياع في قلب أطهر بقاع الأرض

بدأت الواقعة حين خرجت الحاجة آمال من الحرم الشريف بعد أداء أحد المناسك، لتفاجأ بأنها غير قادرة على تحديد وجهتها أو العودة إلى موقع إقامتها، بعدما تاهت وسط سيول بشرية لا تنقطع من الحجاج. ومع مرور الوقت، ازداد التوتر وبدأ القلق يزحف إلى قلبها، حتى استطاعت التواصل مع مسؤولي بعثة حج القرعة لتنقل لهم ما حدث.

لم تتأخر الاستجابة، حيث تحرك أحد الضباط الميدانيين فوراً إلى المكان الذي حددته، مدفوعًا بتدريب خاص على التعامل مع مثل هذه المواقف.

وفي دقائق معدودة، تمكّن من العثور على الحاجة آمال التي بدت مرتبكة وقلقة، فطمأنها وأعادها إلى مقر إقامتها بسلام.

عند عودتها، لم تستطع إخفاء مشاعر الامتنان، وقالت بعبارات مؤثرة إنها شعرت وكأنها تائهة في بحر من الناس، وأن سرعة تحرك البعثة أعادت لها الشعور بالأمان بعد لحظات من الذعر.

ما حدث لم يكن مجرد واقعة فردية بل مشهد يكشف عن حجم الجهد والتنظيم الذي تبذله بعثة حج القرعة، ويؤكد أن غرفة العمليات التابعة لوزارة الداخلية تواصل عملها على مدار الساعة، لضمان سلامة الحجاج وتقديم يد العون في اللحظة المناسبة، حين يكون الوقت هو الفارق بين الطمأنينة والخوف.