كتبت إسراء بدر

رحب الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي بنجاح الضغوط المصرية في إدخال 346 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة خلال يومين، معتبراً ذلك انتصاراً للضغوط المصرية وخطوة مهمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية، مؤكداً ضرورة مضاعفة هذه الجهود للتعامل مع الوضع الكارثي في القطاع.

وقال الدكتور مهران في تصريحات خاصة لـ "ليوم السابع" إن دخول 166 شاحنة مساعدات أمس و180 شاحنة اليوم عبر معبري زكيم وكرم أبو سالم يمثل إنجازاً مصرياً مهماً، مؤكداً أن هذا النجاح جاء نتيجة الضغوط المصرية المستمرة والجهود الدبلوماسية التي تبذلها القاهرة لكسر الحصار الإنساني المفروض على غزة.

وأوضح استاذ القانون الدولي أن المادة 23 من اتفاقية جنيف الرابعة، تنص على ضرورة السماح بمرورح المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين المحتاجين، مشيراً إلى أن مصر تقوم بدورها القانوني والإنساني في الضغط لتطبيق هذه الالتزامات الدولية.

وأكد أن الجهود المصرية تأتي في إطار التزام مصر بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وخاصة مبدأ الحياد الإنساني الذي يتطلب تقديم المساعدات بناءً على الاحتياج الإنساني فقط دون اعتبارات سياسية، مؤكداً أن الدور المصري يعكس التزاماً أخلاقياً وقانونياً بحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم.

وشدد الدكتور مهران على أن الوضع في غزة لا يزال كارثياً رغم هذا التطور الإيجابي، مؤكداً أن 346 شاحنة خلال يومين لا تكفي لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية، لافتا إلى أن الاحتياجات اليومية للقطاع تتطلب دخول مئات الشاحنات بشكل يومي ومستمر لضمان الحد الأدنى من المعيشة الكريمة.

ودعا إلى ضرورة استمرار الضغط الدولي والعربي لزيادة كميات المساعدات الداخلة للقطاع، مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني يلزم المجتمع الدولي بضمان وصول المساعدات الكافية للسكان المدنيين المحاصرين، مشيراً إلى أن الفشل في توفير المساعدات الكافية يجعل المجتمع الدولي شريكاً في المعاناة الإنسانية.

وأكد خبير القانون الدولي أن التركيز على إدخال الدقيق والمواد الغذائية الأساسية يعكس فهماً صحيحاً لطبيعة الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تشكل المجاعة والجوع التهديد الأكبر للسكان المدنيين، مشيراً إلى أن إدخال 137 شاحنة دقيق اليوم يساعد في مواجهة أزمة التجويع المتعمد التي يتعرض لها سكان القطاع.

ولفت إلى أن إدخال المستلزمات الطبية يأتي في إطار التزام دولي بحماية الحق في الصحة، المنصوص عليه في العديد من المواثيق الدولية، مؤكداً أن النظام الصحي في غزة انهار بشكل شبه كامل ويحتاج إلى دعم عاجل ومستمر.

وحذر من أن التطورات الإيجابية في إدخال المساعدات يجب ألا تكون مؤقتة أو موسمية، بل يجب أن تتحول إلى آلية دائمة ومستمرة لضمان البقاء الإنساني لسكان القطاع، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المصرية والضغط من أجل فتح معابر إضافية وزيادة كميات المساعدات المسموح بدخولها.

ورأى مهران أن الدور المصري في هذا الملف يعكس التزاماً تاريخياً بالقضية الفلسطينية والمبادئ الإنسانية، مؤكداً أن استمرار هذه الجهود والبناء عليها ضروري لمنع تحول الوضع الكارثي في غزة إلى مأساة إنسانية أكبر، داعيا جميع الأطراف الدولية إلى دعم الجهود المصرية والمساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.