سياسة / اليوم السابع

تكنولوجيا الأغذية: مواد التعبئة والتغليف خطر يهدد سلامة غذائك

كتبت أسماء نصار

الإثنين، 28 يوليو 2025 01:00 ص

قالت الدكتورة سحر الصاوي، الباحثة بقسم بحوث الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن سلامة الغذاء تحديًا عالميًا تواجهه صناعة الأغذية باستمرار، ويبرز تغليف الأغذية كعنصر حاسم في الحفاظ على جودتها وسلامتها عبر سلسلة الإمداد.

وتابعت: فبالإضافة إلى حماية الطعام من التلف والتلوث، تُسهم مواد التغليف في إطالة العمر الافتراضي للمنتجات وتقليل الهدر. لكن، ماذا لو كانت هذه الحماية تأتي على حساب صحة المستهلك.

وأضافت أن البلاستيك رفيق يومي بمخاطر صحية محتملة بينما تُستخدم مواد التغليف لمنع تفاعل الطعام مع الخارجية، قد تتفاعل بعضها، خاصة البلاستيك، مع المحتوى الغذائي، ما يؤدي إلى انتقال ملوثات كيميائية إلى الطعام. تعتمد هذه الظاهرة، المعروفة بـ"الهجرة" أو "الترحيل"، على عوامل متعددة مثل نوع الغذاء (دهني، حمضي، مائي)، درجة حرارة التخزين أو التسخين، مدة التخزين، وحجم العبوة. ومع تزايد الاعتماد على المواد الصناعية، تتزايد التساؤلات حول مدى أمان هذه المواد، خاصة عند تعرضها للحرارة أو التخزين طويل الأمد.

وأوضحت أن البلاستيك المادة الأكثر شيوعًا في تغليف الأغذية، ويأتي بأصناف عديدة مثل البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، والبولي بروبلين (PP)، وكلوريد البولي فينيل (PVC) لكن الخطر يكمن في هجرة المونمرات والفورمالدهيد وغيرها من المركبات الضارة إلى الغذاء بمستويات قد تضر بصحته.

و تُشير الدراسات إلى أن تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية أو تخزينه لفترات طويلة يمكن أن يزيد من معدل تسرب هذه المواد الكيميائية. وهذا يُشكّل خطرًا خاصًا على الفئات الحساسة مثل الأطفال والحوامل.
من أبرز هذه المركبات:

-  البيسفينول أ (BPA): يرتبط باضطرابات الغدد الصماء، وقد تم ربطه باضطرابات الإنجاب وبعض أنواع السرطان.

2- الفثالات: تستخدم كملدنات، وقد تتسرب إلى الأغذية الدهنية أو عند تسخين العبوة.

مواد تغليف أخرى: بين الأمان والتحديات

-  الورق والكرتون: تعد آمنة نسبيًا، لكنها قد تُغطى بطبقات مقاومة للزيت أو الماء تحتوي على مواد فلورية قد تشكل خطرًا صحيًا.

-  المعادن والزجاج: تستخدم المعادن مثل الألومنيوم أو الصفيح في التعليب، وغالبًا ما تُبطّن بطبقة داخلية تحتوي على البيسفينول أ. بينما يُعد الزجاج من أكثر المواد أمانًا ولا يتفاعل كيميائيًا مع الغذاء، إلا أن وزنه وتكلفته يمثلان تحديًا كبيرًا.

وفى ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا الخضراء، شهد مجال تصنيع مواد التعبئة والتغليف ابتكار مواد جديدة تُعد بدائل مستدامة للبلاستيك التقليدي المشتق من الوقود. هنا يبرز البلاستيك الحيوي (Bioplastics) كخيار واعد وصديق للبيئة وآمن للاستخدام الغذائي.

و يصنع البلاستيك الحيوي من مصادر متجددة ومخلفات تصنيع الأغذية مثل نشا الذرة وقصب السكر والمواد النباتية والسيليلوزية القابلة للتحلل. ينقسم إلى نوعين:

-  بلاستيك حيوي غير قابل للتحلل: مشتق من مصادر متجددة ولكنه لا يتحلل بيولوجيًا بالكامل.

- بلاستيك حيوي قابل للتحلل: يتحلل إلى مواد طبيعية في البيئة بفعل الكائنات الحية الدقيقة، مثل حمض البوليلاكتيك (PLA) وبولي هيدروكسي ألكانوات (PHA). يتميز هذا النوع بإمكانية التلامس المباشر مع الغذاء دون إطلاق مركبات ضارة، ويعد أكثر أمانًا وصديقًا للبيئة، كما أن استخدامه يسهم في تقليل النفايات وتقليل الانبعاثات الكربونية أثناء التصنيع، ما يجعله بديلًا مستدامًا للبلاستيك التقليدي.

ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى ضرورة تقييم استقرار المواد البلاستيكية الحيوية على المدى الطويل، خاصة عند التخزين والتسخين، وتفاعلها مع الأغذية الدهنية أو الحمضية، واحتمالية وجود شوائب غير مقصودة (NIAS).

و تواجه البدائل البيئية بعض التحديات، مثل التكلفة العالية نسبيًا للإنتاج مقارنة بالبلاستيك التقليدي، ونقص البنية التحتية لإعادة التدوير أو التحلل الحيوي الصناعي، بالإضافة إلى الحاجة إلى معايير تنظيمية واضحة لتقييم سلامتها.

و في ظل القلق المتزايد حول سلامة المواد المستخدمة في تغليف الأغذية، يجب على الجهات التنظيمية والرقابية تشديد الرقابة وتحديث المعايير والتشريعات المتعلقة باستخدام البلاستيك التقليدي، لا سيما في المرتفعة.
كما يُوصى بـ:

دعم الأبحاث المتعلقة بالبدائل الحيوية لتغليف الغذاء.
تقييم هجرة المواد من البلاستيك الحيوي.
تعزيز استخدام البدائل المستدامة ضمن سياسات التعبئة.
التثقيف المستمر للمستهلك والمصنعين حول مخاطر الهجرة الكيميائية والاستخدام غير الصحيح للعبوات.
التزام المصنعين بالممارسات الصحية والتصنيعية الجيدة وأنظمة تحليل المخاطر وتطبيق نظام جودة فعال يضمن إنتاج عبوات ومنتجات آمنة للمستهلك.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا