كتبت أسماء نصار
الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 01:00 صقد يبدو الارتفاع بمقدار درجة مئوية واحدة في حرارة الأرض أمرًا بسيطًا، لكنه في الواقع يحمل في طياته آثارًا كارثية على كوكبنا، هذه الدرجة الواحدة، التي لا تقاس بتقلبات الطقس اليومية، هي متوسط عالمي طويل الأجل لدرجة حرارة سطح الأرض، وقد ارتفعت بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو الأنشطة البشرية، خاصة حرق الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي.
تهديدات متزايدةلم تعد آثار الاحترار مجرد تنبؤات مستقبلية، بل أصبحت حقيقة نعيشها اليوم. نشهد حاليًا زيادة في الظواهر المناخية المتطرفة مثل العواصف العنيفة، وحرائق الغابات الشرسة، وموجات الحر القاتلة، والفيضانات المدمرة. كما أن ارتفاع حرارة المحيطات يغذي الأعاصير ويزيد من كثافة الأمطار في بعض المناطق، بينما يتسبب في جفاف طويل الأمد وتصحر في مناطق أخرى.
ذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحارأحد أبرز النتائج المباشرة للاحترار هو ذوبان الجليد في القطبين والأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وهذا الارتفاع يهدد المدن الساحلية والدلتاوات، ويعرض ملايين البشر لخطر الهجرة المناخية.
و في مصر، تحذر الدراسات من تأثير ارتفاع البحر المتوسط على دلتا النيل، مما دفع الدولة إلى تنفيذ مشروعات لحماية الشواطئ وتعزيز قدرة الدلتا على مواجهة هذه التغيرات.
تهديد الأمن الغذائي والمائييؤثر الاحترار العالمي بشكل مباشر على قطاعي الغذاء والماء، و ارتفاع درجات الحرارة يضر بإنتاج المحاصيل، ويقصر مواسم الزراعة، ويزيد من تفشي الآفات والجفاف.
كما أن التغيرات في الدورة المائية تؤدي إلى انخفاض إمدادات المياه العذبة، مما يهدد الأمن المائي ويزيد من حدة الصراعات حول الموارد الطبيعية، خاصة في البلدان النامية.
خطر على التنوع البيولوجيتتأثر البيئة الطبيعية بشدة، حيث تجد النباتات والحيوانات صعوبة في التكيف مع الظروف المناخية الجديدة، مما يعرضها للانقراض، و الشعاب المرجانية، مثل الحاجز المرجاني العظيم، تموت بسبب ارتفاع حرارة المياه، مما يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية بحرية كاملة.
خط أحمر مناخي 1.5 درجة مئويةيحذر العلماء من أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي اعتمده اتفاق باريس للمناخ، قد يؤدي إلى سلسلة من التغيرات التي يصعب عكسها، مثل ذوبان الجليد في جرينلاند بالكامل وتغير التيارات البحرية. مع اقترابنا من هذا الحد بسرعة، فإن العقد القادم سيكون حاسمًا في مواجهة هذه الأزمة.
الحلول والأمل لا يزالان قائمينعلى الرغم من التهديدات، لا يزال الأمل موجودًا من خلال مجموعة من الحلول. يتضمن ذلك التحول إلى الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتشجيع وسائل النقل المستدامة، كما أن دور الفرد والمجتمع لا يقل أهمية عبر ترشيد الاستهلاك والمطالبة بسياسات بيئية أكثر جرأة.
درجة مئوية واحدة ليست مجرد رقم، بل هي جرس إنذار للبشرية بأن الوقت ينفد، وأن العمل الجماعي السريع ضروري قبل أن ننتقل من مرحلة التأقلم إلى مرحلة الخسارة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.